نسبة الوفيات به 30%.. ما هو فيروس «إنفلونزا الإبل» وخطورته وأعراضه؟

أثار ما يعرف ب«إنفلونزا الإبل» حالة من القلق خلال الأيام القليلة الماضية بعد إعلان إصابة 3 من لاعبي منتخب فرنسا به خلال كأس العالم 2022 في قطر، وتسبب في حالة من القلق بشأن الفيروس وخطورته.
لا يعد فيروس الإبل أو إنفلونزا الإبل فيروسا جديدا بل هو فيروس قديم، وسجلت منظمة الصحة العالمية عدة إصابات به منذ 2012، ومؤخرا أبلغت وزارة الصحة السعودية منظمة الصحة العالمية عن تسجيلها 4 حالات من الفيروس المسبب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية، وهو فيروس كورونا-ميرس وذلك خلال الفترة من 29 ديسمبر 2022 وحتى نهاية أكتوبر الماضي دون حدوث وفيات.
فيما أوضحت تقارير منظمة الصحة أنه رصدت 2600 حالة بالفيروس في 2012، بما في ذلك 935 حالة وفاة مرتبطة بها من 27 بلدا، معظمها في بلدان شبه الجزيرة العربية، وفي 2015 رصدت إصابات به خارج المنطقة، حيث أُبلغ عن 186 حالة مؤكدة مختبريًا جميعها في كوريا ماعدا حالة واحدة في الصين وعن 38 حالة وفاة.
أعراض فيروس الإبل
ووفقا لمنظمة الصحة العالمية فإن أعراض فيروس الإبل أو إنفلونزا الإبل عادة ما تشمل الحمى والسعال وضيق التنفس، وكذلك الالتهاب الرئوي في بعض الحالات، وكذلك تشمل الأعراض أيضا بعض الأعراض المعوية مثل الإسهال، وقد تتدهور الحالة وتتعرض لمضاعفات تتطلب الرعاية المركزة في حالة فشل الجهاز التنفسي.
والفئات الأكثر عرضة لشدة المرض هم كبار السن وأصحاب الأمراض الذين يعانون من ضعف المناعة وكذلك الأمراكز المزمنة مثل أمراض الكلى والسرطان وأمراض الرئة المزمنة والسكري.
ولا يوجد لقاح للفيروس أو علاج حتى الآن، لكن علاجه المتاح هو علاج داعم يعتمد على الحالة السريرية للمريض والأعراض التي يعاني منها، وفقا لمنظمة الصحة العالمية.
فيروس إنفلونزا الإبل
ومن جانبه، قال الدكتور إسلام عنان، أستاذ اقتصاديات الصحة وعلم انتشار الأوبئة، إن فيروس إنفلونزا الإبل هو الاسم الشهير لفيروس «ميرس» أو متلازمة الشرق الأوسط التنفسية الحادة، وهي متلازمة ليست بالجديدة وظهرت في 2012، وهي من ضمن عائلة فيروس كورونا، والتي بدات بفيروس سارس ثم ميرس ثم كوفيد 19، مضيفا أن الفيروس ليس جديدا بل ظهر قبل 10 سنوات من عائلة كورونا التي تنتقل من حيوان لإنسان.
وأوضح في تصريح ل«المصري اليوم»، أن فيروس سارس بدأ بالانتقال من القطط والكلاب أما ميرس فله علاقة بالإبل لذلك حمل اسم «إنفلونزا الإبل»، أما كورونا فله علاقة بالخفافيش، مضيفا أن أزمة فيروس ميرس في الوفيات والتي تصل نسبتها إلى 30%، لكنه لا ينتشر بسهولة مثل كوفيد، بل أنه في 2012 في أكبر انتشار له كان عدد الإصابات به قليل جدا ولم يصل لعدة آلاف لأن انتشاره وانتقاله صعب بين البشر.
وأشار عنان إلى أن فيروس ميرس كغيره من الفيروسات حيوانية الأصل ينتقل من الإبل للإنسان، وانتقاله من إنسان لإنسان به صعوبة شديدة للغاية، وبعض المصادر ترجح أن معظم الإصابات به تأتي مباشرة من الإبل للإنسان، وعدواه تأتي من الرذاذ كبير الحجم التنفسي من خلال العطس أو الكحة، وعلاجه يشبه علاج فيروس كورونا من خلال علاج الأعراض وتلقي مضاد للفيروسات.
وأكد أن العلاج المبكر مهم، وطالما تم تشخيص الإصابة مبكرا نسبيا وتلقى العناية الطبية المناسبة والجيدة فلن تحدث أية مضاعفات أو تتدهور الحالة إلى الوفاة، مضيفا أن الخطورة والمضاعفات تكمن دائما في حالة إصابة الشخص بأي مرض مناعي أو يتلقى أدوية مناعية أو مصاب بمرض مزمن أو الأطفال الذين يعانون من أية مشكلات صحية.
وأضاف أن ما أًعلن عنه مؤخرا بشأن إصابة اثنين من المنتخب الفرنسي بالفيروس هو ما أثار القلق، لكن الأمر لا يمثل أية خطورة لأن الفيروس موجودا ويخرج حالات إصابة به كل فترة، لكن الأمر أثار اهتمام مؤخرا لأنه تزامن مع كأس العالم وأيضا في ظل الاهتمام بأوضاع الصحة والفيروسات وخاصة منذ جائحة كورونا لذلك اكتسب اهتماما كبيرا لكن الفيروس ليس مثيرا للقلق.