مفوض الطاقة بالاتحاد الإفريقى: نتطلع لاستثمارات أمريكية قوية

استعرضت الدكتورة أمانى أبوزيد، مفوض الطاقة والبنية التحتية بالاتحاد الإفريقى، التحديات التى تواجهها القارة الإفريقية فى مجال الطاقة.
وقالت مفوض الطاقة والبنية التحتية بالاتحاد الإفريقى، خلال فعالية نظمتها مؤسسة «كارنيجى»، لمناقشة تعزيز أوجه الشراكة بين الولايات المتحدة الأمريكية والدول الإفريقية فى التحول العادل للطاقة، على هامش القمة الأمريكية الإفريقية بواشنطن، إن القارة السمراء حققت على مدار 20 عاما قبل 2020 معدلات نمو كبيرة جدًا؛ إلا أن جائحة كورونا كان لها العديد من التداعيات السلبية على اقتصاديات دولها، لافتة إلى أنه رغم بداية تعافى القارة من هذه التداعيات بعد انحسار الجائحة، عانت اقتصاديات تلك الدول بشدة، جراء الظروف الجيوسياسية التى يشهدها العالم خلال العام الجارى.
وأكدت أن الطاقة هى عماد أى اقتصاد، ولا يمكن أن تظل القارة تعانى من النفاذ للكهرباء، وواصلت: «كلمة التحول لا تنطبق على القارة الإفريقية، بحكم أن أكثر من نصف سكانها يعانون من نقص فى الطاقة الحديثة، وبالتالى لا يمكن أن نتحدث عن التحول»، منوهة بأن أحد أهم أهداف أجندة الاتحاد الإفريقى 2063، النفاذ للطاقة لكل إفريقية وإفريقى حتى تكون متاحة لجميع مواطنى القارة.
وشددت على أن الأحداث التى شهدها العالم خلال الفترة الماضية تدعم قضية التحول للطاقة المتجددة، خاصة أن القارة السمراء غنية جدا بمصادر الطاقة المتجددة، كما أنها غنية أيضًا بالغاز الطبيعى الذى تم اكتشافه فى العديد من دولها، غير أن هناك 8 دول إفريقية بدأت فى إنتاج الهيدروجين الأخضر، و4 دول أخرى اتخذت الخطوات لإنتاج وقود الطائرات المستدام.
وأشارت إلى أن إفريقيا تتحول تدريجيا للطاقة النظيفة، ورغم أنها تستخدم فى الوقت الحالى الوقود الأحفورى؛ لكنها تتحول تدريجيًا نحو الطاقة النظيفة، إذ إن التحديات الكبيرة التى تواجه القارة فى مجال الطاقة، والتى تتمثل فى وجود نحو 600 مليون ليس لديهم طاقة، وأكثر من 900 مواطن إفريقى ليس لديهم نفاذية لوقود الطهى النظيف، تحتم على الجميع تعظيم الجهود للاستثمار فى مشروعات الطاقة فى الدول الإفريقية، والتى تمثل فرصا كبيرة جدا للاستثمار.
وتابعت: «نحن هنا لا نتحدث عن مساعدات أو هبات للقارة فى مجال الطاقة؛ إنما نتحدث عن شراكات واستثمارات، حيث تزخر إفريقيا بالعديد من الفرص الاستثمارية الكبيرة، نظرًا للسوق الكبيرة الموجودة، وكذا توافر الثروات الطبيعية والأيدى العاملة من شباب القارة»، وأكدت أهمية التعاون المشترك والشراكات والاستثمارات بين الولايات المتحدة الأمريكية ودول القارة. وفى ردها على أسئلة بعض المشاركين بالفعالية بشأن حالة حقوق الإنسان فى إفريقيا، قالت «أمانى»: «حقوق الإنسان بالنسبة لنا أن يكفّ العالم عن التصور بأن يتم استغلال موارد القارة الطبيعية وتخرج دون أى معالجة وتُترك الاقتصاديات الإفريقية تعانى بهذا الشكل.. حقوق الإنسان هى أن نوفر حياة كريمة لجميع المواطنين الأفارقة، الأمر الذى يمكن تحقيقه من خلال توفير فرص حقيقية للعمل وقيام الصناعات التحويلية داخل القارة، وليس مجرد تصدير المواد الخام».
وأوضحت أن قيام صناعات تحويلية داخل القارة مهم جدًا وحيوى وأساسى فى عملية التحول للطاقة، كما أن التصنيع داخل القارة يمثل فى حد ذاته أمرًا مربحًا، لأن قيام الصناعات التحويلية بها يوفر قيمة مضافة وفرص عمل وتشغيل، غير أنها تضيف للاقتصادات الوطنية الإفريقية، ومن ناحية أخرى تخفض الأسعار، حيث تخلق منتجات أكثر تنافسية، وما يتم تصنيعه داخل القارة سيكون أرخص بنحو 40% من أى منتج يتم تصنيعه بالخارج.
وتطرقت مفوض الطاقة والبنية التحتية بالاتحاد الإفريقى إلى ما ذكره بعض المسؤولين الأمريكيين خلال الفعالية بشأن الاهتمام الأمريكى بوجود مشروعات وأعمال مشتركة مع القارة الإفريقية، مؤكدة أن القارة لا تطلب استثمارات مشتركة مشروطة؛ بمعنى أن يتحدث الجانب الأمريكى عن استثمارات، وفى نفس الوقت يتحدث عن شروط لإتمام هذه الاستثمارات، وأضافت: «نريد شراكات بين القطاع الخاص الأمريكى والإفريقى دون إملاء شروط على دول القارة».