رحلة غطس داخل «السفينة الأسطورية» فى شرم الشيخ تروى قصص الحرب العالمية الثانية

هنا استقر التاريخ في قاع البحر، احتبست الأنفاس، وصمت صوت الرصاص، ولكن وأنت تستعد لخوض تلك المغامرة تمر أحداث تاريخ الحرب العالمية الثانية كأنها شريط سينمائى، كأنك تسافر عبر الزمن وتشاهد وجوهًا كانت على متن السفينة.
وتتعرف على أساليب الحرب القديمة، في متحف مفتوح للأحياء المائية والشعاب المرجانية، داخل السفينة الأسطورية
SS Thistlegor العسكرية، أشهر سفن البحر الأحمر الغارقة، متحف حربى غارق في محمية رأس محمد بشرم الشيخ منذ الحرب العالمية الثانية، وحسب مواقع سياحية عالمية واتحاد منظمات الغوص العالمية تم تصنيف موقع السفينة من أفضل عشرة مواقع غطس على مستوى العالم وفقًا لمجلة التايمز.
يجذب حطام السفينة الحربية الغارقة آلاف السائحين، هواة ممارسة رياضة الغوص، من كل أنحاء العالم، خاصة الإنجليز الذين يأتون إلى شرم الشيخ، حيث أماكن الغوص الأشهر في العالم لمشاهدة حطام السفينة.
وتعود قصة غرق السفينة SS Thistlegorm البريطانية، التي شيدتها الترسانة البحرية Joseph Thompson Sons التابعة لمدينة سندرلاند، في عام 1940، ويبلغ طولها 126 مترًا ونصفًا، وانطلقت من مدينة جلاسكو في اسكتلندا عام 1941، في طريقها لنقل البضائع لقوات الحلفاء في مدينة الإسكندرية، خلال الحرب العالمية الثانية، عندما حاول الحلفاء تمرير السفينة من قناة السويس إلى البحر المتوسط وهى تحمل العديد من العتاد العسكرى، ولم تتمكن من الوصول إلى وجهتها النهائية، وتم استهدافها من خلال أربع مدمرات ألمانية على مؤخرة السفينة، وحدث انفجار دمر السفينة وأغرقها،
وتحولت إلى مدفن مائى على عمق تسعين قدمًا، وغرقت بتاريخ 6 أكتوبر1941، حسب موقع هيئة تنشيط السياحة المصرية.
وتم اكتشاف حطام «تيستلجورم»، من قبل الباحث جاك إيف كوستو Jacques-Yves Cousteau عام 1950، وأُنتج فيلم وثائقى عن هذا الحطام، وفى عام 1991 بدأ تسيير رحلات الغوص إلى هذا الموقع بعد أن لاقت سياحة الغوص رواجًا في مصر.
ولا تزال سفينة «إس إس ثيستليجورم» تحتفظ بآثارها الفريدة حتى يومنا هذا، ويحتوى موقع السفينة على قطع معدات من الحرب العالمية الثانية منها سيارات وموتوسيكلات حربية، فضلًا عما تمت سرقته من معدات كثيرة أثناء اكتشاف موقع السفينة، وقد تحول موقع السفية لإحدى أهم مناطق الغطس في البحر الأحمر، بعد أن تكونت على المعدات العسكرية شعاب مرجانية نادرة.
الغواصون يحتاجون إلى غطستين أو ثلاث ليتعرفوا على السفينة بالكامل؛ الغوص لمرة واحدة في الحطام لا يكفى لأن السفينة كبيرة ومرافقها كثيرة وكذا المعدات العسكرية.
أثناء الغوص سوف ترون قاطرتين كبيرتين ودبابتين حربيتين وشاحنات لنقل الجنود والمؤن، وسيارات دفع رباعى ودراجات نارية وأحذية وبنادق حربية ومضادات للطائرات وقطع غيار للطائرات والسيارات العسكرية، وقد أخرجت السلطات المصرية بعض المقتنيات ووضعتها في متاحف الدولة وهذا لم ينقص من جمال الحطام، وبقى محافظًا على شكله.
وتوجد مواقع الغوص في شرم الشيخ داخل ثلاث محميات طبيعية هي رأس محمد وتيران ونبق وقد تعاونت السلطات المحلية والجمعيات الأهلية والكيانات الدولية؛ مثل المجموعات الأوروبية، منذ عام 1983، للحفاظ على الحياة البحرية، وهناك عمليات فحص منتظمة وتحديثات لضمان تطبيق القواعد التنظيمية الخاصة بالمحميات الطبيعية. وتعد شرم الشيخ نقطة معروفة للانطلاق في رحلات غوص ممتدة، أو ما يعرف بسفارى الغوص، من هنا يمكنك أن تنضم إلى إحدى رحلات يخوت السفارى لتأخذك إلى مواقع الغوص الاستثنائية في مضيق جوبال حيث مقبرة السفن الغارقة
«أبونحاس»، مرورًا بحطام «ثيسلجورم» أو تذهب في رحلة سفارى الغوص إلى المواقع المذهلة حول جزيرة تيران.