هل له علاج؟.. الطريقة المعتمدة عالميًا لعلاج «الإيدز»

بالرغم من أن مرض نقص المناعة البشرية (الإيدز) من الأمراض غير منتشرة على نطاق واسع، إلا أنه يُعد من أخطر الأمراض التي يمكن أن تُصيب الإنسان، إذ أنه حتى الآن لا يوجد علاج يشفي بشكل تام منه، وكل ما يستطيع المُصاب به فعله هو تناول أدوية يمكنها السيطرة فقط على المرض والوقاية من مضاعفاته.
ارتفاع حالات العدوى
قالت منظمة الصحة العالمية في تقرير على موقعها الرسمي العام الماضي، أنه يتعين عليها مضاعفة الجهود التي تبذلها لتجنب السيناريو الأسوأ، والذي يتمثل في حدوث 7.7 مليون وفاة مرتبطة بالفيروس على مدى السنوات العشر القادمة، هذا بالإضافة إلى ازدياد حالات العدوى الجديدة ب«الإيدز» جراء تعطل الخدمات أثناء جائحة فيروس كورونا (كوفيد-19)، وتباطؤ استجابة الصحة العامة لفيروس نقص المناعة البشري.
ما هو «الإيدز»؟
وفقًا لوزراة الصحة السعودية، فإن الإيدز هو حالة مرضية مزمنة يتسبب في الإصابة به فيروس يُعرف باسم «فيروس نقص المناعة البشري (HIV)، الذي يُصيب خلاليا CD4 ويؤدي إلى تدميرها، وهى نوع من خلايا الدم البيضاء المسؤولة عن الجهاز المناعي.
وأضافت أن المرض يتطور عند المُصابون بفيروس نقص المناعة البشرية إلى «الإيدز» عندما يقل عدد خلايا CD4 في الدم عن 200 خليه.
طريقة الانتقال
من الممكن أن ينتقل فيروس نقص المناعة البشرية من خلال سوائل جسم الشخص المُصاب، مثل (الدم وحليب الأم والمني والإفرازات المهبلية)، كذلك يمكن أن ينتقل الفيروس من الأم إلى طفلها أثناء الحمل والولادة، ولكن لا تنتقل العدوى بالمخالطة اليومية الاعتيادية، مثل التقبيل أو العناق أو المصافحة أو مشاركة الأدوات الشخصية أو الطعام أو الماء، وفقًا لمنظمة الصحة العالمية.
ولا ينقل المصابين بعدوى الفيروس الذين يحصلون على علاج مضاد للفيروسات القهقرية والذين يكبت الفيروس لديهم، العدوى إلى شركائهم الجنسيين، لذلك فإن الحصول المبكر على العلاج المضاد للفيروسات القهقرية ليس فقط مهم لتحسين صحة المصابين بالفيروس فحسب، بل لمنع نقله إلى الآخرين أيضًا.
أعراض الإصابة
تختلف أعراض الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية باختلاف مرحلة العدوى، وعلى الرغم من أن قدرة المتعايشين مع الفيروس على نقل العدوى غالبًا ما تكون على أشدها في الأشهر القليلة الأولى اللاحقة للإصابة بالعدوى، فإن الكثيرين منهم لا يدركون إصابتهم بالعدوى حتى وصولهم لمراحل متأخرة، وقد لا تظهر في الأسابيع القليلة الأولى اللاحقة للإصابة بعدوى الفيروس الأولية، أي أعراض على المصاب أو قد تظهر عليه أعراض مشابهة للأنفلونزا، ومنها الحمى أو الصداع أو الطفح الجلدي أو التهاب الحلق.
العلاج
ذكرت منظمة الصحة العالمية، إنه يمكن السيطرة على الإصابة بالفيروس من خلال اتباع مقررات علاجية مكونة من توليفة من 3 أدوية أو أكثر من الأدوية المضادة للفيروسات القهقرية، مشيرة إلى أن هذه الأدوية في الوقت الحالي لا تعالج الفيروس ولكنها تساهم إلى حد كبير في كبت تكاثره في جسم الشخص وتسمح بتعافي جهازه المناعي وتقويته، واستعادة القدرة على التصدي لحالات العدوى الانتهازية وبعض أنواع السرطان.
الطريقة المعتمدة عالميًا لعلاج «الإيدز»
من جانبه، أوضحت دكتورة هبة السيد، مدير البرنامج الوطني لمكافحة الإيدز بوزارة الصحة والسكان، في مقطع فيديو نشرته الوزارة عبر قناتها الرسمية على موقع «يوتيوب»، أن أهم اكتشاف تم اعتماده في الأدوية، هو العلاج الثلاثي والذي يعني أن الشخص المتعايش يتبع نظام علاجي يتكون من 3 أدوية، ولكن الأهم أن لا تكون هذه الأدوية تعمل بنفس الآلية ويجب أن يكونوا على الأقل بيعملوا بآليتين مختلفتين، بحيث نستطيع أن نمنع الفيروس أو نتحكم في أن لا يحدث استنساخ بشكل كبير للفيروس وبالتالي يكون الحمل الفيروسي قليل، لافتة إلى أن هذه هي الأدوية التي يعتمد عليها العالم للتحكم في الإصابة بالفيروس.
وتابعت السيد، أنه بالرغم من أنه سمعنا خلال الفترات الأخيرة عن حالة أو حالتين تم شفائهم شفاء كامل، إلا أن هذا الأمر في الحقيقة لا يعتبر علاج للإيدز لأنها حلول غير عملية وغير منطقية، كما أنها مكلفة جدًا ولها تأثيرات صحية صعبة للغاية، إلى جانب أن نتائجها غير معروفة وقد تؤدي إلى تدهور الحالة الصحية للمُصاب ويمكن أن يموت الشخص لأسباب أخرى غير الفيروس.