أشهر شيف في الإسكندرية.. حكاية مبدع عمرها 20 سنة على الأرصفة

بات أشهر وأقدم شيف أطعمة ومأكولات شعبية مشهورة من خامات الفوم والجبس والأسمنت والبهارات، لتتزين بها أرصفة ومحطات الترام في الإسكندرية والميادين والمطاعم الكبرى المشهورة في المدينة.. عم سيد إبراهيم زين العابدين يعتبر أيقونة الأطعمة والمأكولات الشعبية «الوهمية»، المصنوعة من الخامات البدائية الموجودة في منازلنا، إلا أنه قام بتطويع هذه الخامات للتميز وصناعة مأكولات وسندويشات وأطعمة وحلويات، تبدو في ظاهرها أنها طبيعية إلا أنها ليست كذلك.
بمجرد أن تراها لا يخالجك شك على الإطلاق في أنها مجرد هياكل ومجسمات غير صالحة للأكل، من كثرة العناصر الإبداعية والتركيز في صناعتها، ما يجعل عم سيد علامة مميزة في هذا المجال، الذي لا ينافسه فيه أحد حتى الآن في الإسكندرية.
«المصرى اليوم» التقت عم سيد إبراهيم زين العابدين، الذي يقطن في الإسكندرية، للتعرف على سر الصنعة وكيفية صناعة المأكولات الوهمية والفترة الزمنية التي تستغرقها الصناعة، يقول إنه متخصص في عمل مجسمات الأكلات الشعبية المشهورة وأنواع الأطعمة والحلويات والأصناف؛ سواء خبز أو جبن أو حلاوة طحينية أو بيض أو عيش وغيره، ما تتزين به موائدنا المصرية كل يوم، فضلًا عن الطيور والدواجن والمكرونة والبيض المسلوق.
عم «سيد» أضاف أنه يستعد لدخول موسوعة جينيس بصناعة أكبر ساندويتش في العالم من الفوم والجبس والأسمنت محشى أصابع الكفتة، وحوّل منزله إلى ورشة لتصنيع المأكولات والسندويتشات الوهمية.
وتابع: «من طفولتى وأنا عندى ميول فنية شاملة، وبالتحديد منذ المرحلة الابتدائية، كان يطلق علىّ الفنان الصغير، نتيجة قيامى برسم زعماء وفراشات وطيور وعناصر الطبيعة، وظللت أمارس المهنة والهواية حتى الآن وعلى مدار 20 سنة، وأصبحت أتدرج في الهواية وأبتكر أشياء جديدة ومتنوعة، تشعرك بأنك أمام الطبيعة بذاتها حتى وصلت إلى درجة كبيرة من الخبرة والتطويع للخامات المستخدمة بشكل لافت ومبدع ومتفرد».
وقال إن أي مجسم يحتاج 10 خامات لصناعته وإيصاله للشكل الطبيعى المعتاد، الذي لا يمكن التفرقة بينه وبين الأطعمة الطبيعية، وهو يستخدم الفوم والجبس والأسمنت والباهورات، مشيرًا إلى أنه يستغرق وقتًا طويلًا ومجهودًا وأعصابًا وقلقًا مستمرًا للوصول إلى هدفه، فضلًا عن أنه دائم التفكير فيما هو جديد في هذا الأمر، حتى وهو نائم حتى تكون تجاربه متواصلة ومتتابعة ومتواصلة.
ولفت إلى أنه في السابق كان يبيع منتجاته للمطاعم الكبيرة المشهورة والسلاسل التجارية المعروفة في الإسكندرية، والمطابخ المودرن، كنوع من استكمال الديكور لها، إلا أنه الآن لا يقوم ببيع أي منتج من أعماله.
وعن الصناعة ذاتها، قال «زين العابدين»، إنها تحتاج إلى دعم مالى كبير، وهو غير متوفر لديه، خاصة أنه موظف على المعاش، وبالتالى إمكانياته لا تساعده على الاستمرار في المجال وتطويره.
وعن الوقت المخصص لكل مجسم، قال إنه يختلف من مجسم لآخر والخامات المستخدمة، مثلًا البرجر يستغرق وقتا طويلا ما بين 7 إلى 10 أيام كاملة ليل نهار، خاصة أن الصناعة مرتبطة بمراحل، ولا يمكن أن تطفو مرحلة على أخرى، حيث يكتمل الشكل النهائى، فضلًا عن استخدام أدوات بدائية في العمل، والكفتة يتم تصنيعها من فل مبشور وأسمنت وجبس وبهارات، والبيض المسلوق يستغرق من 6 إلى 10 خامات، وبيض النعام لا يستغرق وقتًا طويلًا أو خامات كثيرة.
وأشار إلى أن لديه أكبر ساندويتش في العالم من الفوم والجبس والأسمنت، استغرقت صناعته قرابة الشهر، ويستعد لدخول موسوعة جينيس.
وأعرب عن أمنيته بأن تتعاقد معه إحدى قنوات الطبخ الفضائية، لتقديم سلسلة من حلقات تعليم الطعام.