بلسانه اللاذع وأشعاره الساخرة التي لم ينجُ منها أحد، حتى لو كلفه ذلك حريته، سطر الشاعر أحمد فؤاد نجم اسمه في مجال الأغنية السياسية والاجتماعية، إذ طالت سخريته رؤساء ومثقفون وفنانون وبعض الشخصيات السياسية العربية، وخاصة حين ارتبط اسمه برفيق دربه الشيخ إمام عيسى عام 1962، الذي وصفه بأنه «كنت عينه وكان صوتي»، وكانت باكورة أعمالهما أغنية «أنا أتوب عن حبك أنا»، وليصبح أحمد فؤاد نجم أهم شعراء العامية المصرية وأكثرهم شهرة، ارتبطت كلماته بالمواجع في الحب والأحداث الاجتماعية المختلفة، لحين أصبحت السياسة لعبته، وعبر بكتاباته عن أحداث مهمة في المجتمع المصري، وارتبطت بها أجيال متعافبة . أحمد فؤاد نجم «الفاجومي» ولد أحمد فؤاد نجم في محافظة الشرقية عام 1929، وتوفي في 3 ديسمبر 2013، إذ تحل اليوم ذكرى رحيله التاسعة. بدأ «نجم» حياته الشعرية بكتابة القصائد في موضوعات مختلفة أهمها الرياضة، وكان يطلق عليه في الخمسينيات «شاعر مباريات الأهلي والزمالك»، ووقتها تعرّف على الشيخ إمام عيسى، فرافقه في الغناء السياسي والاجتماعي وفي الاعتقال عدة مرات، إذ كانت هزيمة يونيو نقطة التحول في مسيرتهما، تحولا بعدها إلى أيقونات فنية مفعمة بحب الحرية والوطن والغناء. من ملجأ الأيتام إلى معسكر الجيش الانجليزي التحق أحمد فؤاد نجم في طفولته بكتّاب قرية «كفر أبونجم»، وبعد وفاة والده أودع ملجأ أيتام 1936، وقابل فيه عبدالحليم حافظ وخرج في 1945 وكان عمره 17 عاما، وعاد لقريته ثم انتقل للقاهرة عند شقيقه، إلا أنه طرده فعاد لقريته ثم عمل بمعسكرات الجيش الإنجليزى متنقلا بين مهن كثيرة، والتقى بعمال المطابع الشيوعيين واشترك بالمظاهرات التي اجتاحت مصر عام 1946، ومثلت قراءته لرواية «الأم» لمكسيم جوركى بداية وعيه الحقيقى. جريمة تزوير تقوده إلى أغاني الرفض والثورة ولم يكن أحمد فؤاد نجم قد كتب سوى مجموعة أغان عاطفية، ثم وفى الفترة ما بين عام 1951 -1956 اشتغل عاملا في السكك الحديدية، وفى 1959 انتقل من البريد إلى النقل الميكانيكى في العباسية ثم وجهت إليه تهمة الاختلاس، وسجن 33 شهرا ثم عمل بأحد المعسكرات الإنجليزية وساعد الفدائيين في عملياتهم، وأثناء عمله بورش النقل الميكانيكى اتهموه بجريمة تزوير استمارات شراء وحكم عليه ب3 سنوات بسجن قره ميدان، وبعد خروجه عُين موظفا بمنظمة تضامن الشعوب الآسيوية الأفريقية وأقام في غرفة على سطح أحد البيوت بحى بولاق الدكرور، ثم تعرف على الشيخ إمام في حارة حوش آدم «خوش قدم»، وشكلا ثنائيا غنائيا وقدما الكثير من أغانى الرفض والأغانى الثورية المحرضة، ثم انفصلا لخلاف بينهما. زيجات في حياة أحمد فؤاد نجم تزوج أحمد فؤاد نجم أكثر من مرة أولها من فاطمة منصور، وأشهرها من الفنانة عزة بلبع والكاتبة صافيناز كاظم، والتي أنجب منها ابنته «نوارة»، كما تزوج نجم من ممثلة المسرح الجزائرية سونيا ميكيو، وكانت زوجته الأخيرة أميمة عبدالوهاب. وقدم فيلم عن أحمد فؤاد نجم يحكى سيرته، واسمه «الفاجومى» مأخوذ من مذكراته الشخصية ومن اللقب الذي اشتهر به. أشهر دواوين أحمد فؤاد نجم: «يعيش أهل بلدى، وهما مين واحنا مين، والبتاع والكلمات المتقاطعة وحسبة برما وكلب الست ونيكسون وبابلو نيرودا»، وأورد نجم تجربته في السجن في ديوانه «صور من الحياة والسجن». كما غنى من أشعاره كثير من المطربين منها قصيدة : «إتجمّعوا» لحن وغناء لطفي بوشناق، وتقول كلماتها: إتجمعوا يا مقربين الفجر نوره ومطلعه مدوا المسامع في المجامع واسمعوا صرخة مغني الحي من جوف العدم اتجمعوا.. اتجمعوا.. اتجمعوا
