تتوقف أمام النعش، وتحتضنه وهى تمسك بيديها «بدلة الفرح» وتردد: «ابنى كان هيتزف بيها، وده لبس فرحه».. لم تتوقف عن الصراخ والبكاء بأعلى صوتها: «ابنى 26 سنة، عريس، هنزفه بالكفن بدلًا من البدلة». وعقب دفنه توقفت عند مقبرته تردد كلماتها الحزينة: «ضربوك يا ابنى 9 طلقات، قست بدلة الفرح وملحقتش تفرح بيها، بدلة الفرح إتحولت لكفن، يا قلبى عليك، كسروا فرحتك أنت وعروستك».. مشهد مهيب من جنازة «مصطفى» الشهير ب«عريس الجنة» بشبرا الخيمة. الألم المكلومة تخرج من فمها الكلمات، لتبكى من حولها على ضحية «دودو» وأصدقائه الثلاثة ممن أطلقوا الرصاص على نجلها.. قالت وهى تهيل على جسدها ترابًا وتدور بوجهها يمينًا ويسارًا: «ابنى مات يوم كتب كتابه، وإتدفن يوم زفافه يا ناس»، ثم تسرد من البداية أن: «ابنى الكبير (عبدالرحمن) فاتح كافيه رفض جلوس (دودو) عليه، لأنه أصبح مشبوهًا، فتربص به وهو رايح يجيب احتياجات الكافيه من شاى وقهوة فاستوقفه وتشاجر معه وضربه ب(مطواة) وعوره، ولما راح يعمل محضر ضده فوجئ بتحرير الجانى محضرا كيديا بأنه سرق منه (توك توك)، وجهات التحقيق قررت إخلاء سبيله (دودو) بكفالة». لم يكتفِ «دودو» بما فعل، فاستوقف «عبدالرحمن» من جديد، وقال له: «هتدفع لىّ شهرية إتاوة 5 آلاف جنيه»، تدمع عينا الأم وهى تتذكر أن نجلها الأكبر «رد عليه وقال له: مفيش الكلام ده». كان «مصطفى» مع عروسه عند الكوافير، بعد قياسه ل«بدلة الفرح» ذات اللون الأبيض، ويطالع إياها على صور التقاطها لنفسه، وكانت «بتننطط من الفرحة، ومنتظرة يوم كتب الكتّاب علشان يعلموا بيت واحد»، تروى والدة العريس «ولدى ملحقش يفرح بالبدلة، فوجئ باتصال من واحد اسمه (إسلام) من طرف (دودو) وبيطلب منه مقابلته: علشان نعمل قعدة عٌرفية ونتصالح، وابنى راح قابله ومعاه صديقاه، لقاهم كانوا عاملين له كمين و(دودو) وأخوه واتنين تانيين ضربوه ب9 طلقات حيّة، وصديقاه أصيبا بطلق في الكتف». رقد «العريس» بالمستشفى 8 أيام، قبل أن يلفظ أنفاسه متأثرًا بالإصابات التي لحقت به، والدته حزينةً تروى: «اشتريت له صفائح دماء وبلازما ب80 ألف جنيه، علشان يعيش وننقذه وفى الآخر مات برضه، وكسر فرحتنا. قبل أن يموت «مصطفى»، قال لأمه: «(دودو) ضربنى بالنار».. وتابعت: «المتهمون هربوا بعد إطلاق الرصاص على ابنى، وأحدهم اتصل بزوجى يهدده بأنه: (انتظر اللى جاى عليه الدور)»، تضيف: «زوجى توجه لقسم الشرطة وعملوا (تتبع) لرقم التليفون وضبطوا المتهمين في البحيرة». جثمان «العريس» وصل لمشرحة زينهم، تحت تصرف النيابة العامة، وبعد الانتهاء من إجراءات التشريح للوقوف على أسباب الوفاة، تسلمته أسرته وشيعُ من مسجد الحرمين بشبرا الخيمة، بحضور المئات من أصدقائه والأهالى الذين أمسكوا بالنعش وهما يودعونه: «مع السلامة يا حبيبى.. سلام يا صاحبى»، فيما كانت خطيبته تقتحم الصفوف وتولول: «كسروا فرحتى، النهارده كان فرحان يا حبيبى، هتتزف لوحدك». عند مقبرة «مصطفى»، وقف داعية يردد: «اللهم زوجه بحُور عين»، ووالدته تبكى عليه: «دا عريس الجنة، عاوزه حقه بالقانون، بأناشد كل الجهات بمحاكمة عاجلة، أنا أم عريس قلبها قايد نار على ضناها». المتهمون جُدد حبسهم احتياطيًا 15 يومًا، واعترفوا بارتكابهم للجريمة.