القبة السماوية بالإسكندرية.. عالم افتراضى أصدق من الحقيقة

لا يمكن لأى إنسان تطأ قدماه مكتبة الإسكندرية، الصرح العلمى والثقافى العالمى إلا ويفكر فى زيارة مركز القبة السماوية العلمى، «القبة» الزرقاء التى تأخذك إلى عالم افتراضى أشد وقعًا وأصدق قولًا من الحقيقة الثابتة على الأرض، فلن تقاوم قدميك ونحن نأخذك إلى مركز القبة السماوية العلمى، التى تعرض أشياء تفوق الخيال البشرى قاطبة.
وتعد القبة السماوية أحد أهم أضلاع مكتبة الإسكندرية الثقافية والعلمية، وهى أحد المراكز التابعة لقطاع التواصل الثقافى بمكتبة الإسكندرية، وأبرز المراكز العلمية التعليمية الترفيهية فى مصر، وتستهدف فهم المجتمع وإدراكه للعلوم، والتكنولوجيا، والرياضيات؛ من خلال الأنشطة والمعروضات العلمية التفاعلية، وعروض مسرح القبة السماوية، كما يهدف شعار المركز «العلم للجميع»، الوصول إلى نطاق أكبر من المجتمع لخدمته وتعريفه بعجائب العلوم وتطبيقاتها فى ممارسات الحياة اليومية.
«المصرى اليوم» أجرت جولة ميدانية داخل مركز القبة السماوية، للتعرف على مظاهر الإبداع ورصد عناصر التشويق، اصطحبنا خلالها المهندسة هناء حسنى، مدير مركز القبة السماوية، وقالت: «تقدم القبة السماوية أكثر من 80 عرضًا شهريًا للجمهور، بواقع 1000 عرض سنويًا، من خلال شاشتها، وتعمل بنظام مستكشف السماء 4.5 Sky Explorer، النظام الأحدث فى العالم، بين نُظم تشغيل القباب السماوية، ما يُوفر رؤية شاملة للسماء، تعتمد على الإبهار والاقتراب من واقعية المشاهدة، لأجرام السماء بهدف زيادة الاستفادة العلمية والذهنية لزوار القبة السماوية.
كما تضم متحف تاريخ العلوم، وهو متحف دائم يلقى الضوء على الجانب التاريخى من العلم خلال ثلاث حقب رئيسية، وهى مصر القديمة، والإسكندرية فى العصر الهلينستى، وتاريخ العلوم فى العالم العربى، ويهدف المتحف إلى الاعتراف بدور العلماء الذين ساهموا فى إثراء المعرفة العلمية، كما يسعى المتحف إلى إحياء الاكتشافات العلمية وإنجازات كبار العلماء والمترجمين، الذين لولاهم ما تخطت تلك الكتابات حدود الزمان والمكان، ولا يعتبر متحف تاريخ العلوم متحفًا تقليديًّا؛ لأنه يقدم مجموعة من الأنشطة العلمية المتنوعة، تستهدف أطفال المدارس والجمهور من مختلف الفئات العمرية، بالإضافة إلى الزيارات المتحفية التقليدية.
وأضافت هناء: يضم المركز قاعة الاستكشاف، وتعتبر مرفقًا مبهرًا ومبتكرًا يقدم العلم بشكل عملى مبسط وغير تقليدى؛ من حيث المفهوم وطريقة التشغيل، وتستهدف القاعة بشكل أساسى الأطفال والنشء، مستقبل وأمل مصر، وتسعى قاعة الاستكشاف إلى إلهامهم، من خلال المشاركة فى المعارض التفاعلية، وورش العمل والبرامج والأنشطة، تحت إشراف نخبة متميزة من العاملين بالمركز، الذين يقدمون المبادئ العلمية بشكل بسيط ومرح، ولا تقتصر أنشطة قاعة الاستكشاف على الشباب، فتلك الأنشطة تجتذب الزائرين من كل الأعمار والخلفيات، من خلال تقديم العلم بطريقة سهلة ومسلية ومفهومة.
والأهم أنه توضح تلك الأنشطة للزائرين كيف يمكنهم ممارسة العلم كما يرونه ويسمعونه ويلمسونه فى حياتهم اليومية، وكذلك منطقة ورش العمل، وتشمل أربع قاعات مجهزة على أعلى مستوى، ومصممة لاستضافة ورش العمل التفاعلية، بالإضافة إلى قاعة الاستماع والاستكشاف، وهى قاعة متعددة الأغراض للمحاضرات والعروض العلمية التى تعرض على شاشة مسطحة، باستخدام أنظمة العرض ثنائى وثلاثى الأبعاد.
وعن المحكى ذى الاثنى عشر بُعدًا، قالت: «يُعتبر محاكاة للسينما مع 12 مؤثرًا مختلفًا من أصوات وإضاءة ومؤثرات أخرى؛ وهو عرض من شأنه أن يأخذكم بعيدًا، والعروض تدور فى عالم من الخيال العلمى والتشويق».
وحول الأجندة السنوية وبرامج مركز القبة السماوية، أوضحت أنها تتضمن برنامج العام الدراسى، ونقدم لطلبة المدارس برنامجًا علميًّا ترفيهيًّا متكاملًا، والبرنامج مقسم ليتماشى مع أجندة العام الدراسى فى المدارس، ويشمل ورش عمل وعروض عجائب العلوم ومحاضرات ورحلات ميدانية ومعسكرات ومسابقات ومعارض وعلى المجموعات المدرسية الراغبة فى الاشتراك والحجز مسبقًا، وبرنامج النشاط الصيفى، حيث ينظم مركز القبة السماوية أنشطة تفاعلية، تشمل ورش عمل ومحاضرات وعروضًا علمية بالقبة السماوية وفى قاعة الاستماع والاستكشاف، ورحلات ميدانية ومعسكرات، وأنشطة مبتكرة.
ولفتت إلى أن الهدف من هذا البرنامج السنوى هو زيادة حب الطلبة للعلوم بطريقة تفاعلية وجذابة، وينقسم البرنامج إلى مجموعات حسب المراحل السنية المختلفة، أما برنامج نصف العام الدراسى فيشمل أنشطة تفاعلية وورش عمل ومحاضرات وعروضًا علمية فى القبة السماوية وقاعة الاستماع والاستكشاف، وأنشطة مبتكرة، بهدف زيادة حب الطلبة للعلوم بطريقة تفاعلية وجذابة، وينقسم البرنامج إلى مجموعات، حسب المراحل السنية.
وعن الأنشطة الابتكارية، أشارت إلى أن المركز ينظم مسابقة الروبوت «فرست ليجو» للأطفال والنشء، ويشارك المركز فى تدريب فرق من النشء، وتقوم المسابقة على تصميم وبرمجة الروبوت للأطفال فى المرحلة الابتدائية، بمشاركة آلاف الأطفال من مختلف المحافظات، وتعتمد فكرة المسابقة على طرح مشاكل حقيقية تواجه الصغار المشاركين، لتعمل الفرق على إيجاد حلول لها، من خلال إعداد بحث علمى عن موضوع المسابقة، وتصميم وبرمجة نموذج متحرك من الروبوتات وعرض نتائج البحث، من خلال لوحة عرض يصممها الفريق، فضلًا عن مهرجان الأفلام العلمية، بالاشتراك مع معهد جوته ومركز القبة السماوية، ويتم استضافة مهرجان الأفلام العلمية، الذى يغطى محافظتى الإسكندرية والقاهرة وبعض المحافظات، سنويًا، ويناقش المهرجان موضوعًا مختلفًا كل عام، عبر عرض أفلام علمية قصيرة مصحوبة بورش عمل مماثلة لموضوع العرض، وعرض أفلام وتقديم ورش عمل لمختلف الأعمار، بدءًا من سن 4 سنوات حتى 16 سنة.
وأشارت إلى أن المركز يقدم عرض عجائب العلوم (عرض مرح سريع الوتيرة)، عبر عرض مسرحى يأتى بالعلوم خارج الفصول الدراسية مفعم بالحركة بأسلوب مرح ومشوق؛ ما يجعل تعليم العلوم أمرًا متاحًا ومشوقًا ويتمتع الآباء بقضاء وقت جيد فى عرض تعليمى يتعلم خلاله أبناؤهم ويمرحون، وينشغلون بالعلوم، ويمكن تقديم العرض داخل المكتبة وخارجها فى بعض المدارس والنوادى، وهناك عرض الضوء السحرى، وهو قائم على الانبهار والإعجاب، ويكون المستحيل ممكنًا، ونستحضر العلوم للحياة فى هذا العرض.
وتقوم التفاعلات الكيميائية بالتحدث إلينا وتروى قصصها الممتعة، الكوميدية أحيانًا والمثيرة أحيانًا أخرى، كى تكشف لنا أسرارها وحقائقها العلمية فى شكل ممتع ومشوق فى عرض الضوء السحرى، وتتوهج العقول مع العلوم كما يتوهج الضوء على المسرح، ويمكن تقديم العرض داخل المكتبة وخارجها فى بعض المدارس والنوادى، بالإضافة الى الاحتفاليات السنوية مثل احتفالية العلوم ويوم البيئة ومعرض مكتبة الإسكندرية للعلوم والهندسة؛ ما يؤهل الطلبة الفائزين إلى المعرض الدولى للعلوم والهندسة ISEF، المقام فى الولايات المتحدة سنويًّا، وهو أكبر معرض للعلوم والهندسة فى العالم لمرحلة التعليم ما قبل الجامعى.
وقالت إن الهدف من المركز بقطاعاته الثلاثة هو تبسيط العلوم المقدمة للجمهور، عبر تقديم عروض تناسب مستوى الفهم والإدراك لكل فئة عمرية، مشيرة إلى أن المركز بأقسامه يستقبل ما بين 15 و20 ألف زائر شهريًّا، أى 200 إلى 240 ألف زائر سنويًّا من جميع الجنسيات العربية والأجنبية بالإضافة إلى المصريين.
وأشارت إلى أن المركز يقدم عروضًا من الخارج للجمهور بعد «الدبلجة»، بواسطة فريق ترجمة داخل المركز، إضافة إلى عروض يتم إنتاجها داخل المركز، من خلال قسم متخصص، أنتج 5 أفلام قباب سماوية، فريدة من نوعها على مستوى الشرق الأوسط والوطن العربى، منها «من الملك؟» و«إسكندرية مهد الفلك»، لافتة إلى أن أبرز الأفلام التى تحظى بإقبال الزائرين «مستقبل الطيران» و «واحة فى الفضاء» و«نجوم الفراعنة» و«العجائب السبع» و«سر الجاذبية» وغيرها من الأفلام العلمية الشيقة، بالإضافة إلى تميز فريق عمل قسم التصميم والتصنيع فى مركز القبة السماوية العلمى بصناعة معروضات علمية، تُعرض فى قاعة الاستكشاف، ما يُعد تميزًا غير مسبوق فى الشرق الأوسط والعالم العربى.