أصل كورونا .. الجدل يتجدد حول منشأ الجائحة وتسربه من مختبر ب«ووهان»

قاربت جائحة فيروس كورونا على إتمام عامها الثالث، ولا يزال أصل كورونا محل تساؤل وجدال بين العلماء ومتخصصي الصحة في العالم، وسط فرضيات ترجح تصنيعه معمليا في مدينة ووهان الصينية المنبع الأول للفيروس، وأخرى تشير لتحوره وانتقاله من الخفافيش إلى البشر، فيما تدخلت منظمة الصحة العالمية لتكشف أصل كورونا.
أصل كورونا
ومنذ بدء ظهور الفيروس في ديسمبر 2019 في ووهان الصينية، عكفت المنظمات البحثية والصحية على دراسة أصل كورونا، وخاصة مع انتشار تهديده للعالم كجائحة عالمية مع مطلع عام 2020، وحددت 4 فرضيات حول منشأ فيروس كورونا، من بينها أنه انتشر وانتل من سوق ووهان للمأكولات البحرية.
وكانت الفرضية الأخرى والتي لا تزال محل جدل حتى الآن هي تصنيعه وتسربه من مختبر للأبحاث في ذات المدينة، فيما رجحت فرضية أخرى تحوره من الخفافيش وانتقاله للبشر.
إلا أن منظمة الصحة العالمية أكدت في أحدث تصريحات لها أن احتمال أن يكون أصل كورونا اصطناعيا وتسربه من بعض المعامل البحثية، هو الأقل احتمالا، فأكدت ممثلة منظمة الصحة العالمية في روسيا ميليتا فوينوفيتش، في تصريحات لها مؤخرا، أنها لا تؤمن بالأصل المصطنع للفيروس، مرجحة أنه لن يفعل عالم فيروسات في العالم ذلك لأنه يدرك أنه من المستحيل السيطرة على مثل هذا الفيروس.
لماذا الجدل حول أصل كورونا؟
كانت ووهان الصينية المدينة الأولى في العالم التي يظهر فيها فيروس كورونا، فيما رجح البعض أن يكون الفيروس تسرب من معهد ووهان لعلم الفيروسات والذي يقع على بعد كيلومترات قليلة من سوق ووهان للحوم، وكان يدرس فيروسات كورونا على الخفافيش منذ أكثر من 10 أعوام.
وفي يناير 2021 أي بعد عام تقريبا من بدء الجاحئة، تمكن فريق من الخبراء بمنظمة الصحة العالمية من زيارة ووهان الصينية للتحقيق في أصل كورونا وأصدورا تقريرا بعدها في مارس 2021 أن السيناريو الأكثر احتمالا هو انتقال فيروس كورونا من الخفافيش إلى البشر وأن يكون تسرب كورونا احتمال مستبعد بدرجة كبيرة.
وفي مايو من العام الماضي، أقر مجلس الشيوخ الأمريكي مشروع قانون يدعو لرفع السرية عن المعلومات حول أصل كورونا، حيث قال أحد أعضاء المجلس وهو السيناتور مايك براون إن أجهزة الاستخبارات لديها معلومات لذا يجب الكشف عنها للجمهور الأمريكي.
فيما أكد الدكتور أنتوني فاوتشي الخبير في مجال الأمراض المعدية والمستشار الطبي للبيت الأبيض، أن خبراء الصحة العامة يعتقدون أنه من المرجح أن يكون كورونا حدثًا طبيعيًا.
الصحة العالمية توصي بتحقيق جديد حول أصل كورونا
لكن بعد ذلك دعا المدير العام لمنظمة الصحة العالمية إلى تحقيق جديد على الأرض أكثر عمقا حول فرضية تسرب كورونا من مختبر في الصين، معللا ذلك بأن الخبراء الدوليين واجهوا صعوبات في الوصول إلى البيانات الأولية في الصين في الزيارة الأولى، وهو ما رفضته الصين معتبرة أن التحقيق الأول كاف.
ففي يونيو الماضي أوصت منظمة الصحة العالمية بتحقيق جديد حول أصل كورونا، لأن هناك بيانات أساسية لشرح كيف بدأت الجائحة مفقودة، حيث أكدت مجموعة خبراء الصحة العالمية أنها ستظل منفتحة على جميع الأدلة للسماح بإجراء اختبار شامل لكل الفرضيات المعقولة.