تزامنا مع قمة المناخ.. كيف تؤثر التغيرات والانبعاثات الحرارية على صحة الإنسان؟

ساعات قليلة وتنطلق قمة المناخ كوب 27، والتي تشهد مشاركة دولية كبيرة وتستضيفها مصر وتستمر فعالياتها من 6 إلى 18 نوفمبر الجاري، في مدينة شرم الشيخ، لبحث قضايا المناخ وكيفية مواجهة التغيرات المناخية، والتي تعد أزمة لها تداعيات كبيرة على كوكب الأرض وصحة الإنسان.
تغير المناخ وصحة الإنسان
ويؤثر تغير المناخ اجتماعيا وبيئيا وصحيا، حيث يؤثر على توافر الهواء النقي وكذلك يهدد مياه الشرب والغذاء الكافي، ووفقا لتقديرات منظمة الصحة العالمية من المتوقع أن يسبب تغير المناخ، خلال الفترة من عام 2030 إلى عام 2050، في وفاة نحو 250 ألف وفاة كل عام، وذلك بسبب بعض الأمراض مثل سوء التغذية والملاريا والإسهال والإجهاد الحراري.
وتشير تقديرات الصحة العالمية أن تكلفة أضرار تغير المناخ على الصحة ستقدر بنحو ما بين 2 إلى 4 مليارات دولار في العام، مع حلول عام 2030، وهي تكلفة مباشرة على الصحة بدون النظر للتكلفة على القطاعات الأخرى مثل الزراعة والمياه والخدمات.
ولكن كيف تؤثر التغيرات المناخية على الصحة تحديدا؟، تؤدي التغيرات المناخية إلى حدوث الظواهر الجوية المتطرفة مثل موجات الحر والعواصف والفيضانات وحرائق الغابات والغبار وهذه الظواهر تهدد بحدوث الوفيات والأمراض، كما أن تؤدي إلى زيادة الأمراض الحيوانية المنشأ والأمراض المنقولة بالأغذية والمياه.
وتعد الفئات الأكثر ضعفا مثل النساء والأطفال والأقليات وكذلك المجتمعات الفقيرة والمهاجرين والمشردين وكبار السن كلها هي الأكثر تضررا من تداعيات تغير المناخ على الصحة، والتي ستتوقف في المديين القصير والمتوسط على قدرة السكان على التكيف والحد من الانبعاثات.
كما يؤدي ارتفاع درجات الحرارة إلى تغيير أنماط هطول الأمطار الجغرافية والموسمية إلى تسهيل انتشار البعوض والقراد الأمراض، مثل مرض لايم وحمى الضنك والأمراض التي تنقلها المياه والغذاء، وتفاقم المخاطر الصحية المرتبطة بأمراض القلب والأوعية الدموية، وفقا لتقارير مناخية صادرة عن الأمم المتحدة والتي حذرت من التأثير الذي تحدثه التغيرات المناخية على الصحة العقلية والرفاهية والصحة النفسية.
مواجهة التداعيات السلبية
ورغم كل تلك التداعيات فإن السبيل للتصدي لها وتفادي الآثار الكارثية لتغير المناخ على الصحة هو الحد من ارتفاع درجة حرارة الكوكب إلى أقل من 1.5 درجة مئوية، لأن كل جزء من عشرة إضافي زيادة في درجة الحرارة على الأرض سيؤدي لأضرار خطيرة على صحة الإنسان.
ومن الإجراءات اللازمة لمواجهة تلك التأثيرات وتعزيز الصحة والرفاهية هو تعزيز أنظمة الصحة العامة بحيث تصبح أكثر مقاومة، الأمر الذي يتطلب أيضًا التعاون مع القطاعات الأخرى المياه والغذاء والصرف الصحي والنقل إلى جانب ضمان التمويل المناسب والتقدم في أهداف التنمية المستدامة.
وكذلك تعزيز المبادرات التي تقلل من الإصابات والوفيات بسبب الأمراض مثل مبادرات مكافحة الملاريا، وبرامج مكافحة ناقلات الأمراض، وأنظمة المراقبة والإنذار المبكر وتحسين الوصول إلى المياه والصرف الصحي والنظافة.