بعد زيادة تداوله مغشوشًا بين الشباب دون رقابة.. ألمانيا تتجه لتقنين الحشيش (تقرير)

كشفت الحكومة الألمانية عن خطة عمل لتقنين تداول الحشيش وزراعته، سعيًا منها لتصبح البلاد أكبر سوق وطنية منظمة للحشيش النقي في العالم.
ونقلت «فايننشال تايمز» عن وزير الصحة كارل لوترباخ قوله الأربعاء، إنه «يجب تحديث سياسة تداول المخدرات»، مشيرًا إلى زيادة استهلاك الحشيش غير الخاضع للرقابة بين الشباب، والتهديد المتزايد للصحة العامة من المنتجات المغشوشة، وغير النقية، وعالية القوة، كأسباب وراء الاتجاه المقترح.
وقبل أن يصبح قانونًا، سيواجه هذا المقترح حوارات قانونية مكثفة مع جيران ألمانيا الأوروبيين، بعد ذلك سيجري عرضه أمام المشرعين الألمان في البوندستاج، تمهيدًا لإقراره وبدء العمل به.
لوترباخ قال إنه في حين يمكن اعتبار الحزمة «أكثر مشاريع تقنين القنب تحررًا في أوروبا»، فإن الغرض منها هو زيادة الرقابة العامة وليس تقليلها، وقال إن المقترحات ستخلق «أكثر أسواق القنب تنظيمًا وصرامة في أوروبا، بهدف واضح يتمثل في إلغاء التجريم وتحسين الحماية اللازمة للشباب والصحة العامة».
'Legalize it!' Germany's three coalition parties talked about decriminalizing cannabis in their program for government: A first step has now been taken.
Health Minister .@Karl_Lauterbach has also tried cannabis «on a trial basis،» as he shared when he presented his key points. pic.twitter.com/SZ0teXopqL
— DW Politics (@dw_politics) October 26، 2022
مقترحات الحكومة الألمانية تأتي في أعقاب قرار الرئيس الأمريكي جو بايدن بالعفو عن آلاف الأمريكيين المدانين بحيازة المخدرات، إذ قال بايدن في وقت سابق خلال أكتوبر الجاري في خطوة اعتبرها الكثيرون مقدمة للتحرر من بعض القوانين الأمريكية الصارمة: «لقد فاضت أرواح كثيرة جدًا بسبب نهجنا الفاشل تجاه الماريجوانا».
وبحسب وزارة الصحة الألمانية فإن نحو 4 ملايين ألماني تناولوا منتجات القنب غير القانونية في 2021، ومعظمهم تتراوح أعمارهم بين 18 و24 سنة.
ولن يجري إقرار المقترح المخطط له في برلين مباشرة، إذ تحتاج ألمانيا، بصفتها عضوًا في منطقة شنجن الأوروبية الخالية من الحدود، إلى التغلب على اعتراضات قوية محتملة من دول الاتحاد الأوروبي، حيث تحظر اللوائح استيراد وعبور المخدرات عبر الحدود الأوروبية، ما يعني أنه سيتعين على الدولة إثبات قدرتها على مراقبة المعابر الحدودية بإحكام، وعدم تقويض سياسات المخدرات الخاصة بجيرانها.
وفي الوقت نفسه، من غير المرجح أن تكون المفاوضات للتوصل إلى إجماع بين الدول الأعضاء في شنجن أولوية دبلوماسية عالية، بالنظر إلى الأجندة الجيوسياسية الحالية لأوروبا التي تعاني من آثار وتداعيات الحرب الروسية في أوكرانيا.
وقال كارل لوترباخ إن المقترحات يمكن اعتبارها "أكثر مشاريع تقنين القنب تحررًا في أوروبا".
Peter York: 'Cannabis was an entry level drug that middle class hippies get over.'
Iain Dale: 'Are you talking from personal experience Peter?'
Markets Researcher @PeterPeteryork responds to Germany opting to make recreational Cannabis legal.@IainDale | #CrossQuestion pic.twitter.com/2VsNDmY91X
— LBC (@LBC) October 26، 2022
في جميع أنحاء أوروبا يُعد بيع القنب واستهلاكه أمرًا غير قانوني، باستثناء جزيرة مالطا، حيث تكون الحيازة قانونية ويمكن أن تنمو "نوادي القنب" الخاصة وتتشارك المخدرات بين الأعضاء، كما أن في العديد من البلدان الأوروبية، بما في ذلك النمسا وإيطاليا وهولندا وإسبانيا، لم يعد حيازة القنب للاستخدام الشخصي جريمة جنائية.
وتعني القيود المفروضة على التجارة الدولية للماريجوانا أن ألمانيا، إذا مضت قدمًا في خططها، سيكون عليها أن تثبت لدول الاتحاد الأوروبي الأخرى أنها تزرع ما يكفي من الماريجوانا محليًا لتلبية الطلب.
اقرأ أيضا: ألمانيا: رئيس حكومة ولاية بريمن يروّج لتقنين مخدر «القنب»
ويقدر المسؤولون الحكوميون أن ما يعادل نحو 400 طن من الماريجوانا المجفّفة كل عام، وهو مشروع زراعي يتطلب كميات هائلة من الطاقة للنباتات المحبة للحرارة، كما أشار أعضاء منظمة Green في الحكومة الائتلافية في برلين.
وجرى التعهد بإلغاء تجريم الحشيش ومكونه الكيميائي الفعال THC، كجزء من اتفاقية التحالف التي أبرمتها الحكومة الألمانية، المكونة من الديمقراطيين الاجتماعيين والخضر والليبراليين، والتي شكلها المستشار أولاف شولتز في نوفمبر من العام الماضي.
تفاصيل خطة ألمانيا لتقنين الحشيش
تسمح المقترحات ببيع القنب وحيازته واستهلاكه في ظل ظروف محددة بدقة، حيث سيُسمح بشراء ما بين 20 جرامًا و30 جرامًا من الحشيش "للاستخدام والمتعة الشخصية"، بغض النظر عن محتوى رباعي هيدروكانابينول، من تجار التجزئة المتخصصين والصيدليات المرخصين.
وسيجري فرض "ضريبة القنب" المحددة، بالإضافة إلى ضريبة القيمة المضافة على جميع المبيعات، كما سيجري حظر الإعلان عن القنب وTHC، وستظل المبيعات غير القانونية غير المرخصة جريمة جنائية.
وستكون المنتجات متاحة فقط للبالغين 18 سنة أو أكثر، وسيجري أيضًا مراعاة قيود إضافية على القوة والكمية المسموح ببيعها لمن هم دون سن 21 سنة.
كما سيُسمح بزراعة نبات القنب، مع السماح بحد أقصى ثلاث شتلات لكل شخص بالغ، وسيستمر حظر منتجات القنب الصالحة للأكل، مثل الحلويات التي تحتوي على مادة THC.
The German government has presented a cornerstone paper on the controlled distribution of cannabis for adults.
This is an essential step towards cannabis legalization in Germany.
Learn more https://t.co/eZTZ3ziCf6 $TLRY pic.twitter.com/rQaDcG23UR
— Tilray Brands (@tilray) October 26، 2022
اعتراضات على خطة تقنين الحشيش
في المقابل علقت الحكومة المحافظة في ولاية بافاريا، أكبر ولاية في ألمانيا، على المقترح قائلة إن تسهيل الحصول على الحشيش وعدم تجريم تعاطيه ينطوي على «مخاطر صحية واجتماعية كبيرة وأحيانًا لا رجعة فيها».
وقال مدير الصحة في الولاية كلاوس هوليتشيك، لصحيفة Augsburger Allgemeine الأربعاء، إن «خطط الحكومة الفيدرالية لإضفاء الشرعية ترسل إشارة خطيرة ليس فقط لألمانيا، ولكن لأوروبا بأكملها».
ولا يتوقع الكثيرون في ألمانيا أن تؤتي الخطط ثمارها، نظرًا للحساسية العامة بشأن سياسة المخدرات والأجندة التشريعية التي هيمنت عليها الأزمات، من جائحة فيروس كورونا إلى الحرب في أوكرانيا وأخيرًا أزمة الطاقة الأوروبية.