وزير التنمية المحلية يبحث مع سفير كوريا الجنوبية الفرص الاستثمارية ومجالات التعاون

بحث اللواء هشام آمنة وزير التنمية المحلية، مع هونج جين ووك سفير كوريا الجنوبية بالقاهرة، الخميس، بمقر الوزارة، تعزيز مجالات التعاون بين الجانبين، وتنفيذ بنود مذكرة التفاهم الثنائية في مجالات المخلفات الصلبة والتدريب و«حياة كريمة»، وذلك بحضور عدد من قيادات الوزارة وممثلى السفارة الكورية.
في بداية اللقاء تقدم اللواء هشام آمنة بخالص الشكر والتقدير للحكومة الكورية على حسن استقبال واستضافة الوفد المصرى الذي ترأسه وزير التنمية المحلية للمشاركة في قمة المدن والحكومات العالمية بمدينة دايجون الأسبوع الماضى، وكذا كافة التسهيلات والخدمات اللازمة التي قدمتها سفارة كوريا الجنوبية بالقاهرة للوفد المصرى.ط، مؤكدا على عمق العلاقات التي تجمع البلدين في كافة المجالات، واهتمام الحكومة المصرية لتطوير هذا التعاون خلال الفترة الحالية خاصة في ظل النهضة التنموية الكبيرة التي تشهدها الدولة المصرية تحت قيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى.
وأشار الوزير إلى حرصه على سرعة البدء في تنفيذ مذكرة التفاهم التي قام بتوقيعها خلال زيارته لكوريا الجنوبية مع لى سانجمين وزير الأمن والسلامة الداخلية الكوري- المعنى بملف التنمية المحلية، خاصة البنود المتعلقة بالتدريب للكوادر والقيادات المحلية والتي نضع عليها آمالا كبيرة في تأهيل العاملين بالوزارة والمحافظات، وكذا البنود المتعلقة بربط مؤسسة صمويل أنيدونج (المعنية بتطوير وتنمية الريف الكوري) بالمبادرة الرئاسية «حياة كريمة»، بوصفها أحد المبادرات التنموية العالمية الرائدة في مجال التنمية الريفية وتحسين حياة ملايين المواطنين إلى الأفضل.
وشدد «آمنة» على الاهتمام الذي يوليه أيضًا لما طرحته ممثلة هيئة المشورة الفنية «KETIT» التابعة لوزارة البيئة الكورية خلال غداء العمل الذي استضافه السفير المصرى في كوريا الجنوبية فيما يخص الدراسة الخاصة بالتعامل مع منظومة المخلفات الصلبة، وتعزيز القدرات، وتأهيل الكوادر العاملة في هذا المجال، بالإضافة إلى كافة جوانب منظومة المخلفات من إنشاء مصانع تدوير المخلفات والمحطات الوسيطة والمتحركة والمدافن الصحية، وكذا إعداد مخطط تدريبى شامل للكوادر المحلية المصرية في مجال المخلفات البلدية الصلبة.
وأكد على اهتمام الدولة المصرية بملف المخلفات ومتابعة القيادة السياسية لكافة المستجدات الخاصة بمنظومة المخلفات الصلبة الجديدة على أرض المحافظات بما يساهم في إعادة الوجه الجمالى والحضارى لكافة المحافظات، لافتاً إلى رغبة الوزارة في التعاون مع الوزارات والجهات الكورية المعنية بملف المخلفات لوضع مشروع ورؤية متكاملة للتعامل مع ملف المخلفات الصلبة وذلك في إطار المباحثات التي أجراها وزير التنمية المحلية مع نائب رئيس البنك الكوري للاستيراد والتصدير.
وأضاف وزير التنمية المحلية أنه يسعى للاستفادة الكبيرة من الخبرات الكورية في مجال التنمية المحلية، تنفيذ بنود مذكرة التفاهم التي تم توقيعها خاصة ما يتعلق أيضاً في إقامة نظام تعاون مركزي محلي وتطبيق اللامركزية وتنشيط الاقتصاد المحلي والتنمية الريفية والتنمية الحضرية والتوسع في التحول الرقمى والرقمنة في أداء العمل والخدمات المقدمة للمواطنين وبناء قدرات المسؤولين المحليين وتبادل الخبرات والمعارف والزيارات بين الخبراء والتخصصين في مجال التنمية المحلية، مشددا على اهتمام الحكومة المصرية بالاستفادة من التجربة التنموية الكورية العظيمة في مجالات التنمية الاقتصادية والاجتماعية وعدد من المجالات الحيوية الأخرى وخاصة مجالات عمل وزارة التنمية المحلية، وذلك في ظل العلاقات الجيدة بين البلدين والتي شهدت تطوراً كبيراً في عهد الرئيس عبدالفتاح السيسى والرئيس موون جاي إن، رئيس جمهورية كوريا الجنوبية.
وأكد الوزير على احترامه الكبير للتجربة الكورية وتحضر الشعب الكوري والإنجازات الكبيرة التي حققتها كوريا الجنوبية في مختلف المجالات التنموية، مقدما الشكر للسفير الكوري على جهود الحكومة الكورية لتنظيم العديد من الدورات والمنح والبرامج التدريبية للعاملين بالوزارة والمحافظات خلال السنوات الماضية والذين بلغ عددهم نحو 1850 متدربا، معرباً عن تطلع الوزارة للبدء في استكمال تلك البرامج والمنح التدريبية خلال الفترة المقبلة والتنسيق بين الجانبين في هذا الشأن، حيث كان لتلك الدورات تأثير إيجابى على أداء العاملين بالمحليات وتنمية قدراتهم ومهاراتهم.
وعرض وزير التنمية المحلية جانبا من تفاصيل المبادرة الرئاسية حياة كريمة وبرنامج تطوير الريف المصرى، في ظل الاهتمام الكبير الذي يوليه رئيس الجمهورية ورئيس مجلس الوزراء للنهوض بمستوى حياة المواطنين بالقرى والمراكز المحلية المستهدفة وخلق فرص عمل للفئات الأكثر احتياجاً بصورة مستدامة حيث تخدم تلك المبادرة بحوالي 60 مليون مواطن يعيشون في الريف المصرى.
وأكد ترحيب الدولة المصرية بالاستثمارات الكورية في مصر، واستعداد الحكومة المصرية لتقديم كل التسهيلات والتيسرات اللازمة لزيادة تلك الاستثمارات خلال الفترة الحالية في ظل العديد من المشروعات القومية الجارية على أرض مصر، وكذا المشروعات الصغيرة والمتوسطة في العديد من المحافظات، واستعداد وزارة التنمية المحلية على تقديم كل التسهيلات اللازمة مع المحافظات لزيادة الاستثمارات الكورية بعد النجاحات التي حققتها في بعض المحافظات.
وشدد على أهمية أن يكون للجانب الكوري دور متميز في عملية الصناعة والاستثمار في مصر خاصة فيما يخص توطين الصناعات والتكنولوجيا المتطورة، لافتاً إلى الموقع الاستراتيجي والمتميز الذي تتمتع به مصر وما يربط القاهرة من اتفاقيات وعلاقات شراكة مع الدول العربية وقارة أفريقيا ومختلف دول العالم.
ومن جانبه أعرب سفير كوريا الجنوبية عن رغبته في دعم العلاقات الثنائية بين القاهرة وسيول، التي وصفها بأنها راسخة وقوية وتطلعه للبدء في تعزيز التعاون بين وزارة التنمية المحلية والحكومة الكورية لتنفيذ بنود مذكرة التفاهم الثنائية التي تم توقيعها مؤخراً، معرباً عن استعداده لتقديم كل الدعم اللازم في هذا الشأن بما يعود بالنفع على الشعبين في ظل أهمية دور وزارة التنمية المحلية في عملية التنمية على أرض المحافظات.
وأشار السفير إلى النجاحات التي حققتها الحكومة المصرية على أرض المحافظات خلال الفترة الماضية، معرباً عن انبهاره بالجهد الكبير التي يجرى على أرض مصر في مختلف المشروعات القومية الكبرى وعلى رأسها المبادرة الرئاسية «حياة كريمة»، والتي يتابعها الرئيس السيسى، مضيفاً: مصر تشهد تطورات ضخمة في كافة القطاعات وتنفيذ عملية تنمية شاملة في جميع المجالات تحت رعاية الرئيس السيسى وأداء متميز من الحكومة والوزارات المعنية بما يساهم في تحقيق مستقبل أفضل لمصر.
وأوضح هونج جين ووك أنه خلال زيارة الرئيس السيسى إلى كوريا الجنوبية في 2016 تم توقيع اتفاق الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين، والذى يشمل تعميق العلاقات المصرية الكورية في مختلف المجالات، لافتاً إلى أنه في عام 2021 تم اختيار القاهرة لتكون مركز التعاون الاستراتيجي لكوريا على مستوى العالم وذلك خلال الفترة من 2021 – 2025، بالإضافة إلى مذكرة التفاهم التي تم توقيعها خلال زيارة رئيس كوريا الجنوبية للقاهرة وتخصيص نحو مليار دولار لبعض مشروعات التعاون الثنائي.
وقال إنه قام بزيارة عدد من المحافظات المصرية للتعرف على بعض احتياجاتها عل أرض الواقع، كما شاهد الكثير من النجاحات التي حققتها الدولة لتحسين مستوي معيشة المواطنين والخدمات المقدمة لهم، مشيداً بمبادرة «حياة كريمة»، معربا عن استعداد بلاده لتوسيع مجالات التعاون فيما يخص مبادرة «حياة كريمة»، مع مؤسسة صمويل أنيدونج الكورية، حيث قدمت المؤسسة الكثير في حياة الشعب الكوري كما ستقدمه المبادرة الرئاسية للشعب المصرى.
وأعرب سفير كوريا الجنوبية عن أمله أن يكون اللقاء نقطة انطلاق للتعاون بين الجانبين لتحقيق التنمية المحلية، لافتاً إلى أن هناك حوالى 170 شركة كورية بالقاهرة وسنعمل معاً لزيادة الاستثمارات الكورية في مصر، مؤكدا قيام الحكومة الكورية بتقليل تحذير السفر لجمهورية مصر العربية مما سيساعد في زيادة الأفواج السياحية الكورية للقاهرة خلال الفترة المقبلة، كما ستعود من جديد خلال شهر ديسمبر المقبلة حركة الطيران المباشر بين القاهرة وسيول.
وفى ختام الاجتماع تم الاتفاق على استمرار التعاون والتواصل بين الجانبين لتنفيذ كل الموضوعات والنقاط التي تم بحثها في اللقاء والبدء في تنفيذها على أرض الواقع.