هل تقضي موسكو على هيمنة الدولار بدعم من الدول الصديقة؟

مع ارتفاع سعر الدولار لأعلى مستوياته في 20 عاما مقابل نجاح الروبل الروسي في تحقيق تفوق على العملة الأمريكية خلال الفترة الماضية، يسعى أرباب السياسة النقدية بموسكو، إلى التوسع في تداول العملة (الروبل) بما يخدم تعظيم قيمتها والحد من هيمنة الدولار، وذلك عبر تعميق علاقات موسكو بالدول الصديقة على غرار الصين والهند وتركيا ومصر والسعودية والإمارات، بحسب موقع «إنفستنج» الاقتصادي.
وقالت بورصة موسكو، إن أحجام التداول باليوان والروبل ستتجاوز نسب تداول الدولار العام المقبل، مع تكثيف تعاون موسكو مع بكين في السوق المالية.
وأضافت بورصة موسكو في عرض تقديمي، أن حجم تداول اليوان - الروبل ارتفع ب61 مرة في أغسطس، مما كان عليه في ديسمبر 2021، حيث تجاوزت أحجام التداول في أغسطس 6.9 مليار روبل (118 مليون دولار).
ونجح الروبل الروسي في تسجيل ارتفاعات قوية مقابل الدولار الأمريكي، منذ جلسة يوم 7 سبتمبر الجاري، حيث يعيش فترة ازدهار بفضل التشديد غير المسبوق من جانب مسؤولي الفيدرالي.
ويتداول الروبل حاليًا قرب أعلى مستوياته منذ تعاملات يوم 25 يوليو الماضي حينما كان الروبل يحوم قرب مستويات 57 روبل للدولار الأمريكي ومستويات 59.1 روبل لليورو.
ومنذ تعاملات يوم 7 سبتمبر الجاري، ارتفع الروبل الروسي في 12 جلسة مقابل ارتفاع 5 جلسات للدولار الأمريكي بزيادة 7%، وزاد الروبل من مستويات 61.5155 روبل للدولار إلى مستويات 57.2798 روبل للدولار خلال تعاملات اليوم الخميس.
ومنذ بداية العام ارتفع الروبل الروسي مقابل الدولار بأكثر من 24% صعودًا من مستويات 74.5508 روبل للدولار مطلع العام الجاري، إلى المستويات الحالية ليصبح أحد أفضل العملات أداءً مقابل الدولار خلال 2022.
وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الأسبوع الماضي، إن الدول تفقد الثقة تدريجيا في الدولار واليورو والجنيه الإسترليني كعملات تسوية وتبتعد عن استخدامها، مضيفا: «حتى حلفاء الولايات المتحدة يخفضون حيازاتهم من الدولار بشكل تدريجي، ويمكن رؤية ذلك من البيانات، حجم التسويات بالدولار والمدخرات يتناقصان تدريجيا».
وأضاف بوتين: «سيتم استخدام الروبل الروسي واليوان الصيني في مدفوعات الغاز مع الصين بنسب متساوية، مشيرًا إلى أن الاقتصادات الآسيوية تنمو بوتيرة أسرع من الاقتصادات الغربية».