المصري كيدز: «حدوتة».. «بذرة الصدق»

فى مملكة كبيرة جدًّا من ممالك الزمان، يحكمها الملك نعمان، والناس عايشة فيها ومبسوطين كمان وسعداء والحب بينهم كبير، وده لأنه كان يحكمها ملك عادل جدًّا وبيحب المملكة.
الملك نعمان كل الناس بتحبه جدًّا لإنه دايمًا كان بيحافظ على المملكة بتاعته ويعطف على الناس، ودايمًا دايمًا بيحل ليهم مشاكلهم وعلى طول فى خدمتهم، أما الأطفال فكان بيهتم بيهم جدًّا ويوفر ليهم كل حاجة محتاجينها.
وفى يوم من الأيام صحى الملك نعمان تعبان جدًّا، ويوم ورا يوم التعب يزيد عليه، وبدأ الناس فى المملكة تقلق عليه، وخايفين جدًّا إنه يجرى ليه حاجة، وساعتها مش عارفين مين هيمسك المملكة من بعده.
عرف الملك نعمان بخوف أهل المملكة، وقال: أنا لازم أختار ليا وزير يكون مسؤول وعادل عشان يحافظ على المملكة من بعدى، وفعلًا أعلن الملك إنه هيختار وزير ليه، وكان محتار بين تلاتة ومش عارف يختار مين!.
جمعهم، وقالهم: أهم صفة عندى إن الوزير يكون عنده صبر ويتحمل المسؤولية عشان يعرف يهتم بالمملكة، وإدى كل واحد فيهم بذرة، وقالهم: البذرة دى عايزكم تزرعوها وتراعوها كويس جدًّا وتهتموا بيها، وكمان سنة اللى هتكون البذرة بتاعته كبرت وقدر يهتم بيها ويصبر عليها هيكون هو الوزير.
وأخد التلاتة البذور، وزرعوها، وبعد شهر بدأ اتنين منهم يتكلموا ان البذرة بدأت تكبر وإنهم مبسوطين جدًّا، أما التالت، وكان اسمه مهران، فكان حزين جدًّا لأن البذرة بتاعته مش عايزة تكبر، مع إنه كان مهتم بيها جدًّا جدًّا وكل يوم يراعيها ويسقيها، لكن مفيش نتيجة.
راح لمحل البذور وسأل الراجل إيه اللى ممكن يكون فيها، ليه مش بتكبر وبقية البذور كبرت؟!. قاله أكيد البذرة بتاعتك فاسدة، إيه رأيك أديك واحدة تانية وماحدش هيعرف بيها!، وبكده تكبر، وتقدر تكون الوزير.
رد وقال: لا لا إلا الكذب والخداع، خلاص ده رزقى ماليش نصيب، هحاول أهتم بيها لآخر يوم، ويعدى شهر ورا شهر على الحال ده، وعدت السنة، ورجع كل واحد فيهم بالزرعة بتاعته، إلا مهران دخل على الملك وهو حزين وعينه فى الأرض وزعلان جدًّا لأن أكيد الملك مش هيختار إنه يكون الوزير.
سأله الملك: إيه يا مهران فين الزرعة بتاعتك شكلك ماكنتش مهتم بيها ولا بتراعيها!، رد مهران: لا أنا كنت كل يوم بسقيها من أول يوم لآخر يوم، وحاولت معاها كتير، لكن ماليش نصيب إنها تكبر، أما الاتنين التانيين فكانوا سعداء ومبسوطين لأن البذور كبرت، وكل واحد قعد يحكى للملك إزاى كان مهتم بيها ويراعى فيها، قالهم الملك: بكرة فيه اجتماع كبير للمملكة أعلن فيه عن اسم الوزير.
وتانى يوم كان الكل فى المملكة منتظر الخبر مين من الاتنين هيكون الوزير، وكانت المفاجأة لما قال الملك نعمان إن اللى هيكون ملك المملكة من بعده هو الوزير مهران، وده لأنه الوحيد اللى اهتم ببذرة الصدق، وإن كل البذور كانت فاسدة، وإن الوزير مهران هو اللى قال الصدق، لكن الاتنين التانيين غيّروا البذرة، وإنهم لا يمكن يكونوا مكان الملك نعمان فى يوم من الأيام.
فرح جدًّا الوزير مهران وكل الناس فى المملكة كانت مبسوطة بيه لإنه صادق وأمين، وأكيد هيكون زى الملك نعمان. أما الوزير مهران فشكر ربنا كتير إنه خلّاه يهتم ببذرة الصدق اللى بسببها بقى وزير.