المصري كيدز: حدوتة.. الأمُّورة فرح

كان فيه بنوتة جميلة جدًا جدًا، اسمها «فرح»، كانت دايمًا كل ما حد يشوفها يقولّها: «إيه الحلاوة دى يا (فرح)؟، شكلك جميل ولبسك شيك!». كان الكلام ده بيخلِّيها تحس إحساس جميل، وبتكون سعيدة بيه قوى. «فرح» كانت مهتمة بنفسها جدًا، كانت على طول بتقف قدام المرايا تسرح شعرها، وتشوف لبسها، وكان ده بياخد منها وقت ومجهود، ودايمًا تقول: «أنا أحلى واحدة فى أصحابى، أنا مافيش حد أحلى منى»، وكانت بين أصحابها دايمًا تحب تبقى متميزة، لو شافت حد من أصحابها معاه قلم حلو لازم تروح تجيب قلم أحلى منه. «فرح» كل يوم كانت بتعمل أى حاجة عشان تسمع من الناس الكلام اللى بيخلِّيها مبسوطة، ولو حد فى يوم ماقالّهاش أو حسِّسها انها أجمل بنوتة بتكون حزينة ومش مبسوطة. «فرح» كانت أول ما ترجع من المدرسة تعمل كل واجباتها وتخلّص كل اللى وراها، وتجرى على مامتها تقولّها انها خلّصت عشان مامتها تقولّها: «إنتى بنت شطُّورة»، ولما باباها يرجع من الشغل تقعد تتكلم معاه انها أشطر واحدة فى الفصل، وانها على طول بتطلع الأولى، ومش هتسمح لأى حد من أصحابها انه يكون الأول، وانها لازم تكون الأولى على طول. باباها قالّها: «يا (فرح) أنا فخور بيكى دايمًا، حتى لو ماكنتيش الأولى». سكتت «فرح» شوية وقالتله: «يبقى أكيد عشان أنا أمُّورة» قالّها: «برضه لأ»، قالتله: «أمال ليه بىَّ فخور.. عشان بعمل إيه؟»، قالّها: «من غير أى حاجة.. أنا بحبك وفخور انك بنتى وعشان انتى غالية عندى». حسّت «فرح» إحساس جديد عليها مافهمتوش، وحضنت باباها جامد، وقالتله انها جدًا جدًا مبسوطة، وفى يوم من الأيام كانت «فرح» عندها امتحانات، قالت: «أكيد هكون الأولى زى كل شهر»، بس كانت المفاجأة ان صاحبتها «ملك» هى اللى كانت الأولى، زعلت «فرح» جدًا جدًا، ورجعت البيت حزينة، سألها باباها: «زعلانة ليه؟»، قالتله: «عشان أنا نقصت درجة ومابقيتش الأولى، و(ملك) بقت هى الأولى»، قالّها باباها: «بس انتى جايبة درجة جميلة»، قالتله: «بس (ملك) بقِت الأولى، وأخدت مكانى»، قالّها: «يعنى انتى زعلانة عشان نقصتى درجة، ولا عشان (ملك) بقت الأولى؟»، قالتله: «لا عشان (ملك) بقت الأولى»، قالّها: «بس الترتيب مش مهم، يعنى لو كنتى نقصتى 5 درجات، بس طلعتى الأولى كنتى هتبقى مبسوطة؟»، قالت له: «آه طبعًا»، قالّها: «بس كده مش هتكونى عارفة كل المعلومات، عشان كده نقصتى»، قالتله: «مش مهم، بس هكون انا الأولى»، قالّها: «صحيح انتى الأولى قدام الناس، بس بينك وبين نفسك هتحسى انك مخنوقة لانك عارفة انك نقصتى 5 درجات، وده هيخلِّيكى سعيدة، بس من جواكى حزينة»، سكتت «فرح» وعيّطت جامد، وقالت لباباها انها بيجيلها الإحساس ده كتير لما حد بيقولّها كلام حلو عنها أو عن أى حاجة بتعملها، وانها بتحس ان الكلام ده مش ليها هى، وجواها حاجة بتقولّها انتى مش كده، بس بتحب تسمع الكلام ده من الناس، فبتبذل مجهود كبيير قوى عشان بس تسمع منهم وتشوف نظرتهم، رد عليها باباها وقالّها: «إنتى لازم تعرفى ان انتى غالية علينا قوى وجميلة ومميزة وشاطرة عشان انتى كده فعلًا مش عشان أصحابك بيقولوا كده، ماتستنيش ده من أى حد»، وفعلًا راحت «فرح» المدرسة تانى يوم بعد ما عرفت انها غالية، ومش محتاجة تقف قدام المرايا بالساعات، وسرّحت شعرها زى باقى البنات، وراحت قالت ل«ملك» صاحبتها: «مبروك» قالتلها: «شكلك النهارده أحلى من كل يوم»، وعرفت انها حد غالى قوى، ومش لازم تبذل مجهود كبير عشان تبين ده للناس، ومش لازم حد ليها يقول.