"مش هنفرح بيكي بئا"؟ السؤال اللي أكيد كل بنت فينا اتسألته من أي طنط، في عيلتها أو في جامعتها أو في شغلها، وتبقي عايزة تسألي طنط، طيب وإنتي ليه مش فرحانة بيا كدة؟ طنط اللي مش فرحانة بيكي كفاية دي، بتبقى حاجة من الاتنين، يا إما "نفسها تفرح بيكي، وعندها عريس"، أو "نفسها تفرح بيكي وخلاص". طنط اللي"نفسهما تفرح بيكي وعندها عريس": كل بنت بتقرا كلامي دلوقتي، عارفة أنا قصدي مين بالظبط، أيون هي دي، طنط اللي في عيلتك، أو في صاحبات مامتك، اللي من زمااان أوي "نفسها تفرح بيكي"، واللي انتي افتكرتيها دلوقتي وضحكتي. طنط دي، دايما "مش فرحانة بيكي كفاية"، بس حطي نفسك مكانها كدة، هي شايفة إنها ربت ابنها أحسن تربية، وعلمته، ودخلته الكلية، اللي لازم يطلع منها دكتور أسنان، أو مهندس بترول، أو صيدلي، و"عمو" باباه، فتح له الصيدلية، قبل ما يتخرج بسنة، وعنده عربية، ولازم تكون "أحدث موديل"، وعنده شقة، فلازم ولابد طنط بئا، تبقى شايفة، إن ابنها ما فيهوش غلطة، وعريس ما يترفضش، لأنه زيادة على كل الكلام اللي فوق ده، (طيب أوي والله).. فعشان كدة هي "نفسها تفرح بيكي". طنط دي إوعي تقولي لها، إن ابنها وحش ومش عاجبك، ولا إنك مش مستعدة تشوفيه حتى "يمكن يعجبك"، ولا إنك بتفكري في مستقبلك، ومش عايزة تتجوزي دلوقتي، كل ده مش مقنع بالنسبة لها (عن تجربة)، دي تضحكي لها وتمشي، ولا أقول لك بلاش تضحكي، لا تفتكرك موافقة، بس تقلانة وكدة، بس لو إنتي موافقة تتجوزي بالطريقة دي، وافقي وشوفي ابنها، "يمكن يعجبك"، لو هتكوني مبسوطة كدة، إعملي كدة، لو إنتي مش زيي مستنية الحب اللي ما حصلش، والحد اللي جاي "يتجوزك عشان يتجوزك، مش عشان يتجوز وخلاص"، فإعملي كدة، مش عيب ولا حرام، أهم حاجة تكوني مرتاحة في اللي بتعمليه، وسيبك من كلامي. طنط اللي "نفسها تفرح بيكي" بس معندهاش عريس: طنط دي برضه "نفسها تفرح بيكي"، معندهاش عريس، بس نفسها تشوف الدبلة منورة إيدك، بأي طريقة، وياريت لو يبقى قريب أوي، عشان تفرحيها، ولو كنتي عرفتي تعملي ده إمبارح، كانت هتحبك أوووي، وتفرح بيكي أكتر، عشان تفضى للبنت اللي عايزة تفرح بيها بعدك. طنط دي، بعد ما تتخطبي للعريس، هتبقى نفسها تفرح أكتر، فهتسألك:"مش هنفرح بيكي قريب، ولا إيه؟" نفسها تشوف الدبلة بتنط في الإيد الشمال بئا، معلش أعذريها، الخطوبة مش كفاية، عايزة تشوفك بالفستان الأبيض، وتزغرط لك، ما تفرحيها بئا مستنية إيه؟ طنط دي، هتجيلك البيت، بعد الجواز بشهر بالكتير، وتسألك "مش هنفرح بولادكو" بئا ؟"، ولازم بعد الجملة دي، تقول بضحكة كبيرة كدة، وتوطي صوتها شوية، قال يعني مسكوفة"مافيش حاجة في السكة، ولا إييييه"؟ ومن جواكي تبقي عايزة تقولي لها"إيييييه إنتي إيييييييه ؟". طنط دي، ما تعمليش معاها حاجة غير إنك تقولي لها إنك فرحانة أوي كدة، وأكتر من كدة فرحة، ممكن تفرقعي، ومتحاوليش ترضيها، لأن بالنسبة لها، "نفسها تفرح بيكي" وبكل البنات التانيين، ونفسها تفرح بولادك وولاد البنات التانيين، وأحفادك وأحفاد البنات التانيين، لحد ما ربنا يأذن وتموت(بعد الشر عنك يا طنط طبعا، بس دي نهايتنا كلنا).. وتبطل "نفسها تفرح بيكي"، ونفرح إحنا بيها. سيبك من كل ده، السؤال اللي لازم تسأليه لنفسك كل يوم:هو إنتي فرحانة بنفسك كفاية؟ راضية عن نفسك كفاية؟ بالك مرتاح كفاية؟ هو إنتي دايما مستنية طنط مامتك تفرح أو أي طنط تانية، عشان تفرحي بفرحتهم بيكي، ولا إنتي فرحانة، وفرحتك هي اللي بتفرحك وتفرحهم؟ إنتي أصلا بتعرفي تفرحي؟ بتعيشي الوقت حلو حلو؟ بتضحكي من قلب قلبك، وبصوت عالي في وسط كل الناس من غير ما تحسي بأي عيب إنهم يبصوا عليكي؟، في وسط اليوم الحلو، بتحسي قلبك بيضحك، وتسمعي لصوت جواكي بيقول لك"النهاردة حلو أوي، إفرحي"؟ قولي لنفسك إنك حلوة، وشوفي الجمال في كل حاجة بسيطة حواليكي، دوري عليه وهتلاقيه، في فنجان قهوة مظبوط أوي على مزاجك، في تلاجة الشوكولاتة اللي عند السوبرماركت اللي تحت بيتك، في تليفون مش مستنياه من صاحبة قديمة، في إحساسك إنك صاحية من النوم سليمة وكاملة وقادرة تقومي على رجلك، في مزيكا حلوة شبهك أول مرة تسمعيها، أهم حاجة دوري على الفرحة وهتلاقيها، وماتستنيش طنط.