تحذير.. الأدوية الفوارة مرتبطة بزيادة خطر الإصابة بالسكتة الدماغية

يعاني ما يقرب من 15 مليون شخص في العالم من السكتة الدماغية سنويًا، 5 ملايين منهم يموتون، و5 ملايين آخرين يبقون عاجزين بشكل دائم، مما يضع عبئًا على الأسرة والمجتمع.
ولا تعتبر السكتة الدماغية شائعة لدى الأشخاص دون سن 40 سنة، وعندما تحدث فإن السبب الرئيسي هو ارتفاع ضغط الدم، وذلك وفقًا لإحصائيات منظمة الصحة العالمية.
ونظرًا لارتفاع معدل انتشار السكتات الدماغية، فإن مسؤولي الصحة يشجعون الناس على تقليل مخاطر الإصابة بها من خلال تناول الطعام الصحي واتخاذ الخيارات الصحيحة.
الأدوية الفوارة تزيد من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية
وجدت إحدى الدراسات التي نُشرت في مجلة القلب الأوربية، في فبراير الماضي أن بعض الأدوية الفوارة يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية، حيث أجرى الباحثون القائمون على الدراسة تحليلًا ل 300000 مريض مسجلين في المملكة المتحدة، وقاموا بتحليل تأثير أقراص تخفيف الآلام القابلة للذوبان على نظام القلب والأوعية الدموية.
ووجدوا أن خطر الإصابة بنوبات قلبية أو سكتات دماغية أو قصور في القلب بعد عام واحد من تناول المرضى لهذه الأدوية يزيد عن سبعة ونصف بالمائة.
وقال البروفيسور تشاو تسنغ، رئيس الدراسة: «وجدنا أيضًا أن خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية والوفاة يزداد مع زيادة مدة تناول الباراسيتامول المحتوي على الصوديوم- القابل للذوبان في الماء»، مضيفًا أن خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية زاد بمقدار الربع بالنسبة للمرضى الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم والذين تناولوا وصفة طبية واحدة من الباراسيتامول المحتوي على الصوديوم، وزاد بنسبة النصف تقريبًا بالنسبة للمرضى الذين تناولوا خمس جرعات أو أكثر من الباراسيتامول المحتوي على الصوديوم.
وتابع البروفيسور تسنغ، لقد رأينا زيادات مماثلة في الأشخاص الذين لا يعانون من ارتفاع ضغط الدم، كما زاد خطر الوفاة مع زيادة الجرعات من الباراسيتامول المحتوي على الصوديوم في المرضى الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم أو لا يعانون منه، وبناءً على هذه النتائج، قال البروفيسور تسنغ إنه يجب توعية الأطباء بالمخاطر التي تواجههم في وصف هذه الأدوية القابلة للذوبان في الماء.
وأضاف البروفيسور تسنغ: «بالنظر إلى أن تأثير تسكين الآلام للباراسيتامول غير المحتوي على الصوديوم يشبه تأثير الباراسيتامول المحتوي على الصوديوم، فقد يصف الأطباء الباراسيتامول غير المحتوي على الصوديوم لمرضاهم لتقليل مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية والوفاة.
لماذا تزيد الأدوية الفوارة من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية؟
يستخدم الصوديوم، وهو أحد المكونات السائدة في الملح من قبل صانعي هذه الأدوية لمساعدة الدواء على الذوبان في الماء، وهذه الأدوية تستخدم جرعات عالية من الملح تصل إلى نصف جرام.
ويقول الباحثون إنه إذا أخذ المريض الجرعة القصوى من قرصين من هذه الأقراص كل ست ساعات، فسيستهلك ما يزيد قليلاً عن ثلاث إلى ثلاث جرامات ونصف من الملح يوميًا، وكمية الملح اليومية التي توصي بها منظمة الصحة العالمية هي جرامين فقط.
والملح هو أحد عوامل الخطر الرئيسية لأمراض القلب لأن الكثير من الملح يمكن أن يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم وزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية مثل النوبات القلبية والسكتات الدماغية أو قصور القلب.
وعلى الرغم من أن الملح يمكن أن يزيد من خطر إصابة شخص ما بالسكتة الدماغية والإعاقة طويلة الأمد أو الوفاة، إلا أن هناك دراسات تشير إلى وجود طرق غير يمكن للشخص أن يقلل من مخاطرها، بما في ذلك التطعيم.
بينما لا يوجد حاليًا لقاح للسكتة الدماغية، فقد اقترحت دراسة جديدة، نُشرت في مجلة Neurology، أن الحصول على لقاح الإنفلونزا يمكن أن يقلل من خطر حدوث السكتة الدماغية.