باحثة آثار ترصد لغز بوق الكوارث والحروب واللعنات ل«الملك الذهبي»

وقعت أحداث كثيرة كان محورها لعنة الفراعنة التي صاحبت الملك الأشهر في التاريخ «الملك الذهبي» توت عنخ آمون ومقبرتة، فضلا عن ألغاز أخرى عديدة تحيط بهذا الملك الشاب.
ولكن يبقى لغز أبواق الحرب الملعونة الخاصة بالملك وما تبعها من إندلاع الحروب والثورات بعد النفخ فيها، مما يثير السؤال حول قصة هذا البوق ولغز الكوارث التي ترتبط به .
اعتادت الباحثة ميرنا محمد القاضي، تخصيص جزء مهما من الجولات الإرشادية بمتحف الغردقة أن تثير فضول الأفواج السياحية من خلال الحديث عن الأسرار الغامضة المحيطة بالملك توت عنخ آمون صاحب البوق الموجود حاليا في متحف الغردقة .
وقالت «القاضي» ل«المصري اليوم» إنه تم إنشاء متحف الغردقة لربط السياحة الثقافية بالسياحة الشاطئية، حيث يضم المتحف أكثر من 2000 قطعة أثرية من العصور المختلفة الفرعوني والروماني والقبطي والإسلامي والحديث، وهو مدرج على قائمة البرامج السياحية منذ افتتاحه حيث يصل إليه عدد كبير من الجنسيات المختلفة، وكذلك الكثير من المصريين خلال زيارتهم لمدينة الغردقة .
وأضافت أن في اللغة المصرية القديمة كان يكتب بالكتابة الهيروغليفية لد وتنطق «شنب Snb»، وكان مقترنا بالأنشطة العسكرية فكان من المعروف أنها تستخدم للإعلان عن إندلاع حرب أو ثورة، مشيرة إلى أن البوق هو عبارة عن آلة طويلة تبدأ بفوهة وتنتهي بفتحة تشبه الجرس يقوم أحدهم بالنفخ فيها لتخرج الصوت، الذي يمكن سماعه عبر الدليل الصوتى لمعرض توت عنخ آمون، في لندن.
* اكتشاف البوق
كان عالم الآثار الأمريكي هوارد كارتر، مكتشف مقبرة الملك الذهبي، قد عثرعلى البوق العسكري في صندوق خشبى ملون مزينة بأزهار اللوتس والآلهة المصرية. في 4 نوفمبر 1922 في البر الغربي بالأقصر وجد في مقتنيات الملك الذهبي أثنان من الأبواق المزخرفة أحدهم صنع من البرونز والآخر من الفضة وكان هاورد كارتر مكتشف مقبرة الملك الذهبي الأشهر بالتاريخ توت عنخ آمون أول من إستخدم البوق عقب إكتشاف المقبرة 62 مقبرة توت عنخ آمون، وبعد ذلك توالى إستخدم بوق توت عنخ آمون في العديد من المناسبات، ودائما ما كان يتم الربط بين إستخدامه وبين أحداث كارثية، وكان هذا البوق هو المصنوع من البرونز.
* بين الحقيقة والأسطورة
استطاعت هيئة الإذاعة البريطانية، ن تقنع مصلحة الآثار المصرية بالمشاركة في البث، وبعد صمت استمر لأكثر من 3000 عام، وقد تم عزف الأبواق أمام جمهور مباشر يقدر بنحو 150 مليون مستمع من خلال إذاعة دولية لهيئة الإذاعة البريطانية تم بثها في 16 أبريل 1939.
وقبل العزف بخمس دقائق انقطعت الكهرباء وانطفأت الأضواء من كل الأجهزة المصاحبة لكل الأفراد الذين كانوا موجودين لتسجيل هذا الحدث المهم، ثم نجح العزف بعد ذلك، وظل العزف على البوق لمدة 5 دقائق متواصلة.
ولكن أثناء النفخ حلت ثانية بدايات اللعنة المصاحبة للحدث، وانكسر البوق، وتم إصلاحه، ونجحت عملية تسجيل الصوت وبعد البرنامج بشهور قليلة، اندلعت الحرب العالمية الثانية.
ومن الألغاز المرتبطة بوق توت عنخ آمون ايضا، أن حاول أحد أمناء المتحف المصرى بالتحرير، إنكار فكرة وقوع الحروب والكوارث بعد النفخ في البوق، معتبرًا إياها خرافة، فقام بالنفخ في البوق سنة 1967، بعدها قامت حرب 1967 بين العرب وإسرائيل.