بينما تتفاقم أزمة الطاقة في أوروبا، في ظل ارتفاعات غير مسبوقة في أسعار الوقود الأزرق الذي بلغ أعلى مستوى له منذ مارس الماضي، تستمر بعض البلدان الأوروبية في رحلة البحث عن بدائل؛ إذ باتت مواقد الحطب وألواح الطاقة الشمسية ملاذ باريس ولندن للاحتماء من البرد القارس. ارتفاعات قياسية في أسعار الطاقة كشفت بيانات التداول قبل يومين إثنين، أن أسعار الغاز في أوروبا صعدت إلى نحو 3400 دولار لكل ألف متر مكعب من الغاز، مسجلة بذلك أعلى مستوى لها منذ مارس الماضي، وذلك في ظل مخاوف من شتاء قاس وكارثة اقتصادية في عجز أوروبي واضح عن إيجاد بدائل كاملة لمواردِ الطاقة الروسية. وسجلت أسعار الكهرباء والغاز رقما قياسيا جديدا في أوروبا، ففي بريطانيا أعلنت الهيئة التنظيمية للطاقة رفع أسعار الطاقة بنسبة 80% بدءا من أكتوبر المقبل وسط موجة غلاء غير مسبوقة منذ عقود. بينما سجلت أسعار الكهرباء رقما قياسيا جديدا في فرنساوألمانيا. وكان الاتحاد الأوروبي قد أقر خططا لتوفير الطاقة، بوقت يزداد فيه خطر حصول نقص وانقطاع التيار مع اقتراب فصل الشتاء. «حرب طاقة» مع روسيا ودعوات لاجتماع طارئ وبينما تدعو التشيك الرئيس الحالي للاتحاد الأوروبي، إلى اجتماع طارئ لمجلس الطاقة في الاتحاد، لبحث سبل التعامل مع ارتفاع أسعار الطاقة، أعلنت مدينة لوبيك الألمانية عن خطة تقشف لافتة إلى أنها ستوقف الإضاءة الخارجية في المباني العامة بدءا من بعد غد الاثنين. وقالت سلطات المدينة إن القرار سيشمل المعالم الرئيسية، وقال رئيس البلدية إنه من الضروري في الوقت الحالي بذل كل ما هو ممكن لتوفير الطاقة. في غضون ذلك وزير الصناعة التشيكي إن الاتحاد الأوروبي بأكمله في «حرب طاقة» مع روسيا. فرنسا.. الخوف من السقيع يدفع المستهلكين لتخزين الحطب ومع اقتراب فصل الشتاء، وفي ظل عجز الإمدادات بسبب ارتفاع الطلب، يقبل المستهلكون على الحطب بغية تخزينه قبل حلول فصل الشتاء. وحسبما ذكرت وسائل إعلام فرنسية، نقلا عن بيان صادر عن اتحاد المواد القابلة للاشتعال والوقود والتدفئة الفرنسي، أن هناك طلبا مرتفعا على الحطب والأخشاب لاستخدامها كوقود في البلاد. من ناحية أخرى، ذكرت الصحافة الفرنسية أنه بسبب قطع الغاز الروسي ونقص الطاقة، فإن سعر الكهرباء التأشيري على أساس الساعة/ميجاوات في البلاد سيصل إلى 1075 يورو اعتبارا من عام 2023، محطما رقما قياسيا تاريخيا. بريطانيا.. اشتعال أسعار الكهرباء ينعش سوق الألواح الشمسية إلى هذا وتشهد سوق ألواح الطاقة الشمسية نموا قويا في بريطانيا وذلك في ظل ارتفاعات قياسية تشهدها أسعار الكهرباء، التي ستواصل صعودها خلال الشتاء المقبل إذ قرر جهاز تنظيم قطاع الطاقة البريطاني «أوفجيم» Ofgem الجمعة الماضية زيادة الحد الأقصى لأسعار الطاقة في بريطانيا إلى 3549 جنيها إسترلينيا (4181 دولارا) سنويا للأسرة الواحدة اعتبارا من الأول من أكتوبر المقبل، مع احتمال زيادته مرة أخرى اعتبارا من الأول من يناير المقبل. وقد أدى ذلك إلى زيادة الطلب على ألواح الطاقة الشمسية، باعتبارها مصدرا أقل تكلفة للحصول على الكهرباء. وحسب اتحاد الطاقة الشمسية في بريطانيا، فقد تم الوصول إلى الطاقة الإنتاجية القصوى لصناعة ألواح الطاقة الشمسية بوتيرة قياسية. وبلغت الطاقة الإنتاجية لألواح الطاقة الشمسية التي تم تركيبها فوق أسطح المنازل في بريطانيا خلال الربع الثاني من العام الحالي إلى 95 ميجاوات، بما يعادل نحو 3 أمثال الطاقة الإنتاجية لهذا القطاع خلال الفترة نفسها من العام الماضي. في الوقت نفسه، ارتفع سعر تركيب لوح الطاقة الشمسية الصغير الذي تتراوح قدرته بين 2 و5 كيلووات بنسبة 15% سنويا، ليصل إلى 1684 جنيها إسترلينيا. الغاز الروسي.. هل تحرق موسكو الوقود الأزرق؟ إذ ذكرت وكالة «بلومبيرج» للأنباء أن الحرب الروسية على أوكرانيا، التي اندلعت فبراير الماضي، أدت إلى ارتفاع صاروخي لأسعار الغاز الطبيعي ستدفع بملايين الأسر إلى دائرة فقر الطاقة. وأظهرت العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا حجم اعتماد الاتحاد الأوروبي على الغاز الروسي؛ ووفقًا لوكالة Bne IntelliNews فإنّ 27 دولة في أوروبا تعتمد على الغاز من روسيا بنسبة 40% من احتياجاتها، والذي يصل معظمه عبر خطوط أنابيب يامال-أوروبا الذي يعبر بيلاروسيا وبولندا إلى ألمانيا، و«نورد ستريم1» الذي يذهب مباشرةً إلى ألمانيا؛ أكبر مستهلك للغاز الروسي عالميًا. ويسعى الاتحاد الأوروبي إلى موردين بدلاء لموسكو الحرب الروسية الأوكرانية وبين هذه البدائل أفادت المفوضية الأوروبية بأن أذربيجان تزيد بالفعل تسليمات الغاز الطبيعي إلى الاتحاد الأوروبي من 8.1 مليار متر مكعب في 2021 إلى 12 مليار متر مكعب متوقعة في 2022 قالت وسائل إعلام بريطانية إن روسيا تحرق كميات كبيرة من الغاز الطبيعي في مصنع قرب الحدود الروسية الفنلندية زاعمة أن قيمة الغاز الروسي المحروق تبلغ نحو 10 ملايين دولار أميركي كل يوم، وذلك لانها لا تستطيع بيعه في ظل العقوبات المفروضة عليها. ووفقًا ل،«بي بي سي» يشير تحليل أجرته شركة «ريستاد إنرجيRystad Energy» إلى أن نحو 4 ملايين و340 ألف متر مكعب من الغاز يتم حرقها كل يوم. ونقل موقع «بي بي سي»عن السفير الألماني في بريطانيا قوله إن روسيا تحرق الغاز لأنها لا تستطيع بيعه في مكان آخر.
