ما الذى يحدث إذا نظرت المرأة لشقيقتها أو صديقتها؟؟. بحسب الفتاوى المتطرفة: يمكن أن تشتهيها وتسقط فى بئر الرذيلة، على افتراض أن المجتمع «شاذ» تحكمه فتاوى غريبة، وآراء متخلفة لبعض رجال الدين «المرضى نفسياً»!. ثم ما حاجة المجتمع أصلاً لوجود المرأة؟، إذا كانت كلها عورة.. وعملها حرام، واختلاطها وهى «طفلة» ب«الأطفال» حرام، وكل قطعة فيها محفز جنسى يطلقه الشيطان على الرجال، فيسقط عنهم الورع والتقوى ويجعلهم مجرد حيوانات مسعورة!!. تلك هى الصورة التى تحفز الشيخ «عبدالرحمن البراك» ليحارب المرأة بفتاواه القاتلة (!!). إنه الشيخ الذى حرض على قتل من يبيح الاختلاط فى ميادين العمل والتعليم «واصفاً من يقوم بهذا العمل بالإنسان المرتد الكافر الواجب قتله». وهو من يعتبر اقتراح البعض بتعليم النساء للبنين فى المرحلة الابتدائية، مؤامرة على دولة الحرمين الشريفين من الغرب «الكافر»، ومحاولة ل«تأنيث صبيان المسلمين» وبالتالى «حرام»!. ليس غريباً – إذن - أن يتفرغ « البراك» فى موقعه على الإنترنت لتوافه الأمور المحشوة بالأحاديث الضعيفة. آخر مشوار الشذوذ الفكرى للشيخ «البراك» كان فتواه بعدم جواز كشف المرأة شعرها ورقبتها أمام بنات جنسها فى الحفلات والأعراس، معتبراً ذلك مدخلاً «من مداخل الشيطان» (!!). ولم يفت «البراك» فتح نيرانه على الصحفيين قبل أن يثوروا ضد فتواه، فوصفهم بأنهم «جند الشيطان» بزعم أنهم لا يريدون «الستر» للمرأة.. عن أى ستر يتحدث بعد أن جعل المرأة شهوة متحركة تفترس النساء وتطارد الرجال!. كل آراء «البراك» فضيحة للدين، وحجة لأعداء الإسلام يشهرونها ليؤكدوا أن الإسلام دين عنف وكراهية. لكن حتى «الإرهاب» ليس غائباً عن أجندة «البراك» فقد سبق له تكفير كاتبين سعوديين محسوبين على التيار الليبرالى لكتابتهما مقالات وصفها بأنها: («متصادمة مع الشرع»، هما «عبد الله العتيبى»، و«يوسف أبا الخيل»، وطالب بمحاكمتهما بتهمة الردة، فإذا لم يرجع كل منهما عن قوله «وجب قتله مرتدًّا فلا يغسّل ولا يكفَّن، ولا يُصلَّى عليه، ولا يرثه المسلمون). المأساة فى سيل الفتاوى التحريضية أنها تتنقل كفيروس مع الهواء، فقد سبق حجب موقع «البراك» الإلكترونى بعد سيل من الانتقادات وجهها له علماء الدين (بعد فتواه بجواز قتل من يبيح الاختلاط). فهناك شبه إجماع على أنه يشوه صورة الإسلام والمسلمين، لكن البسطاء من الناس لا يعلمون. الشيخ «البراك» مجرد عنوان لخطة شاملة للقضاء على وسطية الإسلام، ونشر ثقافة سحل الآخر ووأد المرأة ومعاداة التطور بكل آلياته. وهى خطة تستخدم كل تكنولوجيا المعلومات – التى ترفضها- لعمل غسيل مخ جماعى لشباب الإسلام ودفنهم فى خندق التطرف والإرهاب الفكرى والمادى!. المخيف أن شيوخ التطرف أصبحوا أنصاف آلهة لا يجوز مناقشة «جنونهم»!!. والبسطاء متحفزون لتكفير أى صوت يعارضهم .. إنهم الآن «ملالى السُّنّة» يحكمون أدمغتنا «عن بعد» ولا عزاء للمعتدلين!.