القاضى المتهم بقتل زوجته: «ارتكبت الجريمة بس مش متعمد»

أجلت محكمة جنايات الجيزة، برئاسة المستشار بلال محمد عبدالباقى، أمس، أولى جلسات محاكمة أيمن حجاج، القاضى بمجلس الدولة، وصديقه حسين الغرابلى، المتهمين بقتل المذيعة شيماء جمال، زوجة «الأول»، عمدًا مع سبق الإصرار ودفن جثمانها داخل مزرعة فى منطقة البدرشين، إلى جلسة 13 أغسطس المقبل، لتمكين الدفاع من الاطلاع على أوراق القضية.
ببداية الجلسة، سأل القاضى المتهم الأول: «قتلت مراتك يا أيمن؟»، فأجاب: «قتلتها بس مش متعمد»، فيما نفى «الثانى» الاشتراك فى وقائع القتل.
ووثقت «المصرى اليوم» السجال الذى دار بين المتهم الأول وحماته التى انهارت واصفةً إياه ب«السفاح وقتال القتلة هو وصديقه»، متهكمة لاشتراك الثانى بالجريمة بقولها: «طيب الزوجين مختلفين تقتلها ليه معاه؟.. علشان أعطاك فلوس زى ما اعترفت»، فرد القاضى المتهم على كلامها، قائلاً: «بنتك رفعت عليا السكينة وكانت هتموتنى، قبل كده كانت هتقتلنى وإنتى عارفة، وإنتى بقالك 7 سنين مدخلتيش علينا البيت»، فردت عليه: «بس يا سفاح».
وتلا ممثل النيابة العامة أمر إحالة المتهمين ل«الجنايات»، وقال: المتهم «أيمن» قرر وعقد العزم وانتوى مع المتهم الثانى «حسين»، والذى تربطه به صداقة ومعاملات تجارية- على إزهاق روحها لإنهاء مصدر ذلك الخطر مستغلًا حاجة شريكه الملحة للمال، فكانت الفكرة التى اختمرت فى ذهنهما فى غضون إبريل 2022، وقلبا الأمر على وجوهه المختلفة فى هدوءٍ وروية فتارةً طرح الأول فكرتى أن تصدمها سيارة مسرعة أو أن يقتلها بعيار نارى ويُدعى أنه قد خرج خطأ ثم استبعدا هاتين الفكرتين، ثم بدأت الأعمال التحضيرية للجريمة فى معاينة إحدى الوحدات السكنية التى اٌقترح أن تكون مسرحًا للتنفيذ، بيد أنه تم استبعاد تلك الفكرة أيضًا تخوفًا من شهود عيان.
وأضافت النيابة، فى مرافعتها: حتى كانت بداية يونيو 2022 إذ استقرا آنذاك على أن يكون مسرح تنفيذ الواقعة إحدى المزارع النائية البعيدة عن الأعين فاستأجراها فى توقيت معاصر لاتفاقهما وعينا مدة الإيجار لتكون 5 سنوات، واستمرت حياتهما بصورة طبيعية حتى كان يوم 18 يونيو الماضى الذى توجها به إلى أحد المحال لشراء الأدوات اللازمة لحفر لحدٍ للمجنى عليها وغل جسدها وتشويه معالمها ومواراتها بالتراب، وهى النقطة الزمنية التى يمكن الجزم فيها بأنهما قد انتهيا من رسم خطة تنفيذ الجريمة بعيدًا عن محض ثورة للانفعال أو غضبة تخرجهما عن طورهما المعتاد.
وطلب دفاع المتهمين أجلاً كافيا للاطلاع على أوراق القضية، إذ لم يتمكنوا من تصويرها، ووقعت مشادة كلامية بين أسرة المجنى عليها ودفاع زوجها وصديقه، إذ استنكرت والدة «شيماء» قبولهم الترافع عن المتهمين، موجهةً حديثها لهم: «هيتعدموا إن شاء الله.. بتدافعوا عن سفاحين وقتلة»، وقال شقيق الضحية: «منك لله يا أيمن.. ربنا ينتقم منك»، فقال له القاضى: «عيب الكلام دا، إنت فى محكمة هنا، الكلام دا تقوله له برا بالشارع».
وظهرت والدة «شيماء»، مرتديةً ملابس سوداء حاملةً صورا لابنتها الضحية، وانهيارها: «ربنا ينتقم منك قتلت بنتى يا خاين، إنت وصاحبك الخاين، يا سفاح يا قتال القتلة، إنتوا خونة وغشاشين، إنت كنت قاعد معايا وبتدور على بنتى معايا لما كنا فاكرينها اختفت فجأة، وإنت أخدتها ل(مزرعة الموت)، وكنت قاتلها ودافن جثتها وبتضحك عليا وتدور عليها، إنت بتقتلها ليه ما كنت طلقتها؟!».
وردت المحامية مها أبوبكر، الدفاع بالحق المدنى، على كلام الزوج المتهم بتحقيقات النيابة العامة بأن الضحية هددته بفيديوهات لعلاقتهما الزوجية ونشرها فعقد العزم على التخلص منها، قائلةً: «لا يوجد أى دليل على وجود تلك الفيديوهات»، مشيرةً إلى أن المتهم يحاول الإفلات من توقيع أقصى عقوبة عليه بالإعدام، لافتةً إلى أنه ليس هناك مبرر لاتفاق الزوج مع صديقه لإنهاء حياة «شيماء» بهذا الشكل البشع، لذا لن نفرط فى حق الضحية.