«بالألوان».. «ناسا» تكشف عن الصورة الأولى ل«الكون»

بعد انطلاقه في رحلة لمسافة مليون ميل إلى الفضاء، التقط أحدث مرصد رائد تابع لوكالة ناسا «تليسكوب جيمس ويب» الفضائى، مجموعته الأولى من الصور الملونة للكون.
وفى حدث خاص في البيت الأبيض، كشف الرئيس الأمريكى جو بايدن عن واحدة من هذه الصور، التي تحوى المئات، بل الآلاف، من المجرات البعيدة المتناثرة تسبح في فضاء الكون السحيق. وقال بايدن، في بيان: «هذه نافذة جديدة نرى من خلالها تاريخ كوننا».
وتعد الصورة هي الأولى التي يلتقطها تليسكوب جيمس ويب، وأطلق عليها علماء الفلك اسم «صورة المجال العميق»، وتعكس عمق الكون من خلال عين الأشعة تحت الحمراء الحادة للتليسكوب الذي يصور تلك البقعة الصغيرة التي تسكنها مجرات متوهجة مذهلة، كان بعضها موجودًا منذ أكثر من 13 مليار سنة.
يقول توماس زوربوشن، المدير المساعد لمديرية البعثات العلمية في ناسا: «سيتم إصدار المزيد من الصور تباعًا، وستشمل صورًا لكوكب غازى عملاق خارج نظامنا الشمسى، وصورتين لسحابة غاز تولد فيها النجوم وتموت، كما ستتضمن الصور تحديثًا لصورة كلاسيكية لخمس مجرات متجمعة ترقص حول بعضها البعض».
تم إطلاق تليسكوب جيمس ويب في ديسمبر من العام الماضى، ويعتبر أقوى تليسكوب يقوم برحلة على الإطلاق.
وقال العالم جوناثان جاردنر، نائب مشروع جيمس ويب خلال هذه الفترة: «يمكن للتليسكوب أن يرى في الزمن الماضى إلى ما بعد الانفجار العظيم مباشرة من خلال البحث عن المجرات البعيدة جدًا لدرجة أن الضوء استغرق عدة مليارات من السنين الضوئية للوصول من تلك المجرات إلى تليسكوباتنا. وخلال الأيام القليلة المقبلة سيجرى علماء الفلك حسابات معقدة لمعرفة عمر تلك المجرات».
يرى المرصد، الذي تبلغ تكلفته 10 مليارات دولار، السماء من خلال ضوء الأشعة تحت الحمراء. هذه الكتلة الضخمة، التي تبعد أربعة مليارات سنة ضوئية عن الأرض، تعمل كعدسة مكبرة تسمح للضوء من المجرات القديمة جدًا والبعيدة بالظهور.
وهذه المحاولة ليست الأولى التي يرسل فيها العلماء تليسكوبًا إلى بقعة من الفضاء. ففى عام 1995 حدق تليسكوب «هابل» الفضائى في بقعة فارغة من السماء لمدة مائة ساعة، وأنتج واحدة من أكثر الصور ثورية في العلوم: جيب من الفضاء مرصع بالمجرات.