أودعت محكمة جنايات القاهرة حيثيات حكمها بمعاقبة متهمين بالسجن المؤبد فى اتهامهما بقتل سيدة مُسِنّة بعد سرقتها داخل مسكنها بمنطقة السيدة نفيسة، وقالت إن المتهمين خططا لسرقة المجنى عليها قبل الواقعة بشهرين، عندما شاهدها المتهم الأول تتحلى بالمشغولات الذهبية عقب عودتها من المسجد بعد أداء الصلاة. وقالت الحيثيات التى أودعتها المحكمة، برئاسة المستشار محمد أحمد على، وعضوية المستشارين محمد شعبان حبيب ومحمود محمد طلعت، وأمانة سر وائل عبدالمقصود سيد، إن المتهم الأول «محمد. م» تعرف على المجنى عليها «رضا. م»، وهى سيدة مُسِنّة، بمحيط مسجد السيدة نفيسة، وتصدقت عليه بطعام، وشاهدها تتحلى بالمشغولات الذهبية، وعلم أنها تقيم بمفردها داخل مسكنها فى شارع السيدة نفيسة، واتفق مع المتهم الثانى «مصطفى. م» على سرقتها، وتدارس المتهمان الأمر لمدة شهرين، حتى اختارا يوم الواقعة لتنفيذ جريمة السرقة. وذكرت الحيثيات أنهما فى يوم 7 سبتمبر 2020 نفذا جريمتهما، وحدد كل متهم منهما دوره، وقام المتهم الأول بمراقبتها، واستبقها إلى سكنها بعد صلاة الفجر، وصعد واختبأ أعلى الدرج المقابل للشقة، وعند وصولها قام بالنزول ووضع كرتونة أسفل باب الشقة حتى لا يغلق عقب دخولها شقتها، ثم صعد مختبئًا مرة أخرى، وبعد مرور فترة من الزمن قدّر المتهم أن المجنى عليها غطّت فى سبات عميق، فدخل الشقة، وهَمَّ بسرقة المصوغات الذهبية، فاستيقظت المجنى عليها مفزوعة فقام بضربها بقبضة يده على وجهها، فأسقطها أرضًا، وجثم فوقها واضعًا غطاء «بطانية» على وجهها وكمّم فمها قاصدًا إزهاق روحها، وما إن تيقن أنها لفظت أنفاسها حتى باشر سرقة مشغولاتها الذهبية، وكانت عبارة عن «غويشة ودبلة وخاتمين» والهاتف المحمول ومبلغ ألفى جنيه، بينما كان المتهم الثانى يشد أزره على مسرح الجريمة، وهربا فى الساعة الثانية والنصف مساء يوم 7 سبتمبر 2020. وذكرت الحيثيات أن بعض المارة أخبروا صاحب ورشة الألومنيوم المجاورة لمسكن المجنى عليها بانبعاث رائحة كريهة من مسكنها، فتوجه لاستبيان الأمر، وفوجئ بعدم إغلاق باب المسكن، فدلف إليه فأبصر جثمان المجنى عليها وهى مسجاة أرضًا على ظهرها، ويعلو جزءها العلوى غطاء بطانية، فأخبر ابنها بما رأى، والذى حضر وأبلغ الشرطة. واستندت المحكمة إلى تحريات المباحث، التى كشفت أن المتهم الأول عرف المجنى عليها قبل ارتكاب الواقعة بشهرين أثناء تردده على ميدان السيدة نفيسة، كما عرف أنها تعيش بمفردها بمسكنها، وشاهدها تتحلى بالذهب، فاختمرت فى ذهنه سرقتها، ويوم الواقعة راقبها أثناء جلوسها فى ميدان السيدة نفيسة منذ أول الليل حتى عقب صلاة الفجر، واستبقها إلى مسكنها قبل وصولها، وعقب نومها دخل لسرقتها، إلا أنها استيقظت من نومها، فكتم أنفاسها حتى الموت، وسرقها، وأنفق متحصلات السرقة على شراء الملابس والتنزه مع أصدقائه. وأوضح محضر التحريات أن المتهم الأول تقابل هو والثانى، الذى كان ينتظره بالخارج، وفرّا من السلم المؤدى إلى مساكن زينهم ومعهما المسروقات والهاتف المحمول ومبلغ ألفى جنيه، وتوجه المتهم الأول إلى شارع عبدالعزيز وباع الهاتف المحمول بمبلغ 50 جنيهًا، ثم تقابل مع المتهم الثانى بمحطة القطار، وسافر إلى بلدته شبين القناطر، وباع الخاتمين الذهب بمبلغ ثمانية آلاف جنيه والغويشة والدبلة ب8 آلاف و600 جنيه، وأنفق المتهم الثانى النقود على شراء الملابس والتنزه. وقال تقرير الصفة التشريحية الذى استندت إليه المحكمة فى حكمها إن المجنى عليها سيدة فى العقد الثامن من العمر، بحالة متقدمة من التعفن الرمى الظاهر، وإن الإصابات المشاهَدة الموصوفة بالكشف الظاهرى إصابات حيوية حديثة ذات طبيعة أرضية احتكاكية من المصادمة بجسم صلب ذى سطح خشن، وإنها تُوفيت نتيجة الضغط باليد على الفم والعنق فى محاولات كتم النفَس والوفاة، والإصابة تعزى إلى إسفكسيا كتم النفَس وما أحدثته من توقف بوظائف التنفس.