هولمان فى حوار حصرى مع «المصرى اليوم»: مندهش من أداء الأهلى وتراجع نتائجه الفترة الأخيرة (حوار)

عاد الألمانى راينر هولمان إلى المشهد من جديد على ساحة الكرة المصرية بعدما تم طرح اسمه فى الفترة الماضية ضمن المرشحين لتولى منصب المدير الفنى لاتحاد الكرة خلفًا للبرتغالى نيلو فينجادا إلا أن المفاوضات بينه وبين مسؤولى الجبلاية لم تكتمل.
ويعتبر هولمان واحدًا من المدربين الأجانب القلائل الذين دربوا الأهلى والزمالك لكنه استطاع تحقيق البطولات مع الأهلى خلال نحو موسمين ونصف الموسم، بينما لم يحقق أى بطولة مع الفارس الأبيض ورحل سريعًا عن ميت عقبة.
ويملك هولمان تاريخًا كبيرًا كلاعب حيث شارك فى نحو 350 مباراة فى الدورى الألمانى مع عدد من الفرق، لكن اسمه برز بصورة أكبر كمدرب، حيث درب العديد من الأندية فى ألمانيا والعالم وحصد معها الكثير من البطولات.
وتواصلت «المصرى اليوم» مع المدرب الألمانى الكبير عقب المفاوضات مع اتحاد الكرة ليختصها بحوار خاص فى عيد ميلادها الثامن عشر، تحدث فيه عن المنتخب المصرى والمونديال والأهلى والزمالك والكرة الألمانية وكل ما يدور على ساحة خارطة الكرة العالمية، وإلى نص الحوار..
■ مستر هولمان فى البداية نريد أن نعرف أين أنت الآن وما المنصب الذى تشغله فى الاتحاد الألمانى لكرة القدم؟
- أنا حاليًّا أعمل فى الاتحاد الألمانى لكرة القدم، حيث أتولى منصب المدير التقنى للمدربين فى الاتحاد والمسؤول عن تطوير وتعليم المدربين وإصدار الرخص التدريبية للمدربين المؤهلين، كما أننى أسافر للخارج من أجل رؤية المدربين التابعين للاتحاد الألمانى لكرة القدم كمدير فنى ومشرف على تطوير منظومة التدريب.
■ هل ما زالت متابعًا للكرة المصرية؟
- نعم، ما زلت مشجعًا لكرة القدم المصرية وأتابع دورى كرة القدم المصرى بانتظام وماذا يحدث ونتائج أهم المباريات وكل السلبيات والإيجابيات ولى علاقات وثيقة مع زملائى فى مصر، لقد عشت ما يقرب من 4 سنوات داخل مصر ومازلت أزورها حتى اليوم وقريبًا سوف أحضر إلى مصر لأننى متشوق للعمل بها من جديد.
■ ما حقيقة ترشيحك لتولى منصب المدير الفنى لاتحاد الكرة؟
- نعم كان هناك حديث مع وكيل أعمالى فى مصر والدول العربية إسلام حسن، وتم الرد على كل الاستفسارات من جانب مسؤولى اتحاد الكرة.
■ نريد أن نعرف تفاصيل عرض اتحاد الكرة المصرى لك؟
- لم ترتق المفاوضات لدرجة التفاصيل ولكنها كانت مجرد عرض وترحيب من جهتى ولم تكتمل المفاوضات من جانب مسؤولى الاتحاد المصرى.
■ هل تفضل الآن أن تعمل مديرًا فنيًّا لاتحاد ما أم مديرًا فنيًّا لفريق؟
- من الناحية الفنية أعتقد أننى وفى سن الثالثة والسبعين أستطيع أن أقوم بأى دور سواء تولى منصب الإدارة الفنية لاتحاد الكرة أو المدير الفنى لمنتخب مصر.
■ هولمان كنت متواجدًا فى الكرة المصرية فى عصر مميز والاتحاد المصرى يسعى حاليًّا لتطوير المدربين.. نريد أن نتعرف على خطة الاتحاد الألمانى لتطوير المدربين الألمان؟
- المدربون الألمان لديهم ثقافة كبيرة وهناك منظومة وخطة متكاملة لتدريبهم وتثقيفهم والمدربون الألمان على مستوى عالٍ لأنهم يتبعون مسار تطوير كرة القدم، فمثلًا نشاهد المباريات ونحللها ونوضح نقاط القوة والضعف ونثقف المدربين ونعلمهم وننمى قدراتهم، ونفس الأمر نطبقه على اللاعبين هنا فى ألمانيا، لدينا خطة واضحة لتعليمهم أساليب وأسس كرة القدم الحديثة، وهناك بعض السلبيات نعمل على علاجها؛ وهذا يساعدنا فى النهاية فى تحقيق نتائج إيجابية.
■ وكيف استطاع الاتحاد الألمانى توسيع قاعدة المدربين بهذا الشكل الرائع؟
- هنا فى ألمانيا يبدأ المدربون مبكرًا جدًّا دراسة أسس التدريب، وينضمون لخطة عمل المدربين التى ينتهجها الاتحاد الألمانى وبعد ذلك يمارسون التدريب ولكن ليس بشكل رسمى ونتابع ما يفعلون وما يقدمونه ونقيم أداء المدربين قبل أن نمنحهم الرخصة للتدريب. لكى تصبح مدربًا فالأمر ليس سهلًا فى ألمانيا وعندما يظهر مدرب لا يكون بمستوى متميز مثلما رأينا فى فليك وتوخيل وكلوب.
■ لماذا لا يوجد عدد كبير من المدربين المشهورين على الساحة من مصر؟
- لأنه لا يتم تدريب المدربين وصناعة المدربين بشكل احترافى وعلمى يجعل المدرب مؤهلًا لتدريب أى فريق فى العالم مثلما يحدث لدينا وترتب عليه وجود عدد من أبرز مدربى العالم حاليًّا من ألمانيا مثل يورجن كلوب المدير الفنى لفريق ليفربول وتوماس توخيل بطل أوروبا مع تشيلسى وهانز فليك مدرب الماكينات ويوليان ناجلزمان المدير الفنى لفريق بايرن ميونخ وكذلك مدرب ريد بول سالزبورج الشاب ماتياس يايسله.
■ وكيف يتم صناعة المدرب الناجح؟
- من خلال العمل الجاد والدقيق وكذلك التعليم المستمر بأحدث الأساليب العلمية، ويجب أن يكون لديك معرفة جيدة بالطبيعة البشرية.
■ ماذا ينقص اللاعب المصرى للاحتراف فى أوروبا خاصة فى الدوريات الخمس الكبرى، لاسيما بعدما فتح محمد صلاح باب الأمل بقوة أمام اللاعبين المصريين؟
- اللاعب يجب أن يمتلك العقلية الاحترافية وهناك عدد من الأمور من أجل بناء نفسه من النواحى الفنية والبدنية والثقافية هذه أمور لا بديل عنها، هناك قدرات خاصة ولابد أن تطور نفسك بشكل مستمر، عندما كنت مدربًا للأهلى كان لدىَّ لاعبون رائعون يلعبون فى المنتخب المصرى ولكن يجب التخطيط بشكل جيد للاعب المصرى لدخول بوتقة الاحتراف الأوروبى.
■ هل تتابع النادى الأهلى فى الفترة الأخيرة؟
- نعم أنا دائمًا على دراية بكل أخبار النادى الأهلى من قبل أصدقائى المصريين من القاهرة ومن خلال مدير أعمالى أيضًا، وأقولها صراحة وعن اقتناع كامل بأن الأهلى أحد الأندية الكبيرة المنظمة إداريًّا وفنيًّا وهذا سر نجاحه.
■ دربت من قبل قطبى القمة المصرية الأهلى والزمالك.. هل تابعت المباراة الأخيرة بين الفريقين وكيف ترى أداء الأهلى فى الفترة الأخيرة؟
- لم أشاهد المباراة ولكنى شاهدت بعض المقتطفات منها فقط، أنا مندهش من أداء الأهلى فى هذه الفترة ولكننى أرى أن الأهلى ما زال فريقًا قويًّا ولديه لاعبون أصحاب قدرات كبيرة ومميزة.
■ ما رأيك فى أزمة نهائى دورى أبطال إفريقيا بين الأهلى والوداد المغربى؟
- قرأت أن الأهلى كان قد تعرض للظلم من قبل الاتحاد الإفريقى لكرة القدم ومن قبل الاتحاد المصرى للعبة أيضًا بسبب عدم التنسيق مع الاتحاد الإفريقى فى ملف عدم تغيير ملعب نهائى بطولة دورى أبطال إفريقيا، وعلى أى حال ليس من الجيد أو الطبيعى أن يتم لعب نهائى بطولة فى أى دولة من الدولتين اللتين ينتمى لهما الفريقان المتنافسان على اللقب فى النهائى، وأخيرًا هذه هى كرة القدم والنادى الأهلى نادٍ كبير دائمًا يتواجد فى النهائيات ويلعب فى بطولة كأس العالم للأندية بشكل مستمر، إنه قادر على فعل ما يريده، وأعتقد أنه ما فعله الاتحادان المصرى والإفريقى معه كان درسًا قاسيًا له.
■ دربت الأهلى والزمالك فى مصر.. ما الفارق بين الناديين؟
- لا أريد أن أعلق على الفرق بين الناديين، لأننى حصلت على علاقة جيدة مع كلا الفريقين خلال الفترة التى قضيتها.
■ من أفضل لاعب دربته خلال تواجدك فى مصر؟
- كل اللاعبين الذين لعبوا تحت إشرافى فى الأهلى كانوا رائعين، كان لدينا فريق جيد للغاية. العقلية كانت مختلفة، فريق مكون من نجوم يلعبون الكرة من أجل الكرة وليس من أجل الفلوس ومعظم اللاعبين الذين دربتهم أصبحوا الآن مدربين رائعين والبعض الآخر مقدمو برامج والآخر محللون رياضيون.
■ ما رأيك فى منتخب مصر.. وكيف ترى غيابه عن نهائيات كأس العالم 2022؟
إنه لأمر مؤسف أن تغيب مصر عن نهائيات كأس العالم 2022 فى قطر، لأن إمكانيات اللاعب المصرى كبيرة وموجودة بالتأكيد حاليًّا، ولكن عليك تشكيل فريق حقيقى للخروج من الفترة الصعبة الحالية.. منتخب مصر يعتمد على لاعب واحد فقط هو محمد صلاح، وكرة القدم 11 لاعبًا وفريق متكامل، وهذا خطأ كبير وبسبب ذلك يتم يظلم بعض اللاعبين، المنتخب المصرى يمتلك بعض اللاعبين بالخارج وداخل الدورى المصرى ولكن ينقصه خطة طويلة المدى واستقرار على مدير فنى يناسب طبيعة وإمكانيات الكرة المصرية وأيضًا يجب أن يمتلك فرصة كاملة ووقتًا أكبر لتحقيق إنجازات، ومن وجهة نظرى أن هذه الفترة تمثل الوقت المناسب لاختيار مدرب جديد يمتلك مشروعًا طويل المدى للكرة المصرية.
■ وماذا عن البرتغالى كارلوس كيروش وفترته مع الفراعنة؟
- لا يمكننى قول أى شىء عن البرتغالى كيروش، لأننى لا أعرفه كمدرب.
■ ما رأيك فيما يقدمه محمد صلاح فى كرة القدم العالمية مؤخرًا؟
- محمد صلاح بات أيقونة فى الكرة العالمية وهو أحد أبرز لاعبى العالم حاليًّا وما زال قادرًا على تحقيق النجاحات الكبيرة.
■ هل كنت مع بقائه فى ليفربول أم يرحل لوجهة جديدة فى مسيرته؟
- محمد صلاح اختار بشكل جيد بقرار البقاء فى ليفربول خلال الفترة المقبلة، لأن النادى الإنجليزى من بين الأفضل فى العالم، كما أن ليفربول حاليًّا مع أحد أفضل المدربين فى العالم وهو الألمانى يورجن كلوب.
■ كيف ترى انتقال ساديو مانى إلى الدورى الألمانى؟
- شىء رائع انتقال لاعب مثل مانى إلى الدورى الألمانى، والفرق الكبيرة مثل بايرن ميونخ قادرة فى النهاية على إبرام مثل هذه الصفقات، كما أتوقع أن يبزغ نجم هالاند بصورة أكبر مع مانشستر سيتى.
■ هل المنتخب الألمانى قادر على المنافسة على لقب المونديال بعد خروجه من الدور الأول فى مونديال روسيا 2018؟
- يواكيم لوف قدم الكثير فى الحقبة التى تولى فيها تدريب الماكينات الألمانية ثم تراجعت النتائج فى الفترة الأخيرة معه، وألمانيا حاليًّا تعود مرة أخرى إلى المسار الصحيح لتصبح فريقًا جيدًا للغاية وأنا أعتقد أن المنتخب الألمانى مع هانز فليك سيظهر بصورة قوية، وسنصل من وجهة نظرى إلى المربع الذهبى فى البطولة.