والدة ضحيتى «أسانسير الخانكة»: «بناتى مرعوبين»

ببكاء وصراخ وكلمات غير مفهومة، فوجئت الأم بطفلتيها، صاحبتى ال8 و10 سنوات، تقفان أمام باب الشقة فى حالة انهيار، سألتهما عن السبب للتأكد من تعرضهما للاعتداء داخل الأسانسير.
الأم هرولت إلى الشارع لتطالع كاميرات المراقبة الخاصة بسوبر ماركت مجاور للعقار محل سكنهم فى الخانكة بالقليوبية. الطفلتان تعرفتا على الجانى، الذى بدا عليه أنه شاب فى العشرينيات من العمر.
وفقًا للأم، فإن «ساعتها ملامحه مكانتش ظاهرة، لكن قعدنا نحسب وقت دخوله للعقار ورا البنتين وخروجه عرفنا إنه استمر نص ساعة تقريبًا يراقب الطفلتين».
الطفلتان حكتا لوالدتهما أنهما اشترتا احتياجات المنزل من السوبر ماركت، وتوجهتا إلى العقار، وفوجئتا ب«راجل بيزق الباب وداخل معانا الأسانسير، وقال لنا: مش معايا شفرة ممكن اطلع معاكم للدور الأول؟».
والدة الضحيتين أوضحت أن الابنة الكبرى قالت للشاب قبل صعوده معهما بالمصعد: «يا عمو مفيش حد ساكن فى الدور اللى بتقول لنا عليه»، فما كان منه إلا أن «أخرج تليفونه وعمل نفسه بيكلم واحد اسمه مصطفى»، فأخبرته الطفلة بأن «ماحدش هنا فى العمارة بالاسم ده».
الأم تواصل حكى التفاصيل المرعبة، حسب وصفها، موضحة: «طلع مع بناتى الاتنين لحد الدور الأول، وبعدين داس على زر تعطيل الأسانسير، وفتح بابه، وهنا الطفلتين كانوا مفزوعين، وسألته الكبرى: ليه حضرتك وقّفت الأسانسير؟. صفعها حين حاولت نهره، واعتدى عليها».
الطفلة الصغرى حاولت الدفاع عن شقيقتها، وفق رواية الأم: «ضربها هى كمان وكرر نفس الجريمة، ولمّا حاولت تعضه، مسك رقبتها وخنقها، وكانت هتموت فى إيديه، وهدّدها: لو صرختى هموتك زى ما هموت أختك دلوقتى، وتابع: معايا 3 أشخاص تانى برة العمارة».
فى تلك اللحظات، تمكنت الضحية الكبرى من الدلوف من وراء باب الأسانسير، وبمجرد صعودها درج السلم تقابلت مع جارهم بالعقار، فهاله منظرها وقال لها: «مين عامل فيكى كده؟!»، أشارت إلى باب المصعد مرعوبة.
حين استشعر الشاب الخطر، وسمع أصوات أقدام على السلالم، لاذ بالفرار خوفًا من الجار، وحكت والدة الطفلتين: «لمّا جارنا نزل بسرعة كان المتهم اختفى». لم تمر سوى 10 دقائق حتى تحولت المنطقة إلى ثكنة عسكرية.
عدد من فريق البحث الجنائى من مركز شرطة الخانكة استجوب الأهالى واستمع إلى أقوال الطفلتين وأمهما، وعلى مدار ثلاثة أيام تم تفريغ كاميرات المراقبة بمحيط مسكن المجنى عليهما، وتتبع خط سير المتهم، وتحديد هويته، وضبطه، وحبسه احتياطيًّا. روت أم الصغيرتين: «ولادى أول ما شافوه فى عربية المباحث نزلوا صريخ واتعرفوا عليه».
نُقلت الطفلتان بسيارة إسعاف إلى مستشفى خاص ومصلحة الطب الشرعى لتوقيع الكشف عليهما، وفق والدتهما: «كان فيهم إصابات على الوجه وآثار خنق.. وجُروح».
لا تُبارح الطفلتان حجرتهما منذ الحادث، وأمهما تقول: «ولادى بيخافوا يتحركوا من الأوضة، شايفين المتهم قدامهم على طول، نفسى ولادى يشوفوه واخد أقصى عقوبة علشان يعرفوا إن اللى أذاهم اتعاقب».
تحتاج الشقيقتان دعمًا نفسيًّا، حسبما تروى أمهما: «المجلس القومى للأمومة والطفولة تواصل معانا، وزملاؤهم بالمدرسة والمدرسين كلهم، لكن البنتين رافضين ينزلوا من باب البيت».