«الكاظمى» فى جدة لتحسين العلاقات بين السعودية وإيران

بحث ولى العهد السعودى، الأمير محمد بن سلمان، الأحد، خلال استقباله رئيس الوزراء العراقى، مصطفى الكاظمى، العلاقات الثنائية بين البلدين ومجالات التعاون المشترك، وتبادل وجهات النظر حول عدد من المسائل بما يسهم فى دعم وتعزيز الأمن والاستقرار فى المنطقة، والمساعى العراقية لتقريب وجهات النظر بين السعودية وإيران على أمل عودة العلاقات المقطوعة بينهما منذ عام 2016، وقبل أيام من القمة الخليجية العربية الأمريكية المرتقبة فى 16 يوليو المقبل بحضور الرئيس الأمريكى جو بايدن التى قد تشهد ترتيبات أمنية جديدة لمنطقة الشرق الأوسط.
وذكرت وكالة الأنباء السعودية (واس) أنّ الأمير محمد بن سلمان والكاظمى عقدا «جلسة مباحثات رسمية، جرى خلالها استعراض العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين ومجالات التعاون المشترك». وأشارت إلى أنّ الزعيمين تبادلا «وجهات النظر حول عدد من المسائل بما يسهم فى دعم وتعزيز الأمن والاستقرار فى المنطقة».
ووصل الكاظمى على رأس وفد كبير إلى جدة، مساء أمس الأول، قبل زيارة من المقرر أن يقوم بها إلى طهران، فى محاولة لتذليل ملف العلاقات والتقارب بين السعودية وإيران بعد أن عقدت الدولتان 5 جولات من المباحثات فى بغداد بوساطة عراقية.
وأكد ولى العهد السعودى والكاظمى دور العراق فى تقريب وجهات النظر «بجهود التهدئة والحوارات البنَّاءة إلى الأمام».
وشهد اللقاء التأكيد على تدعيم التكامل الاقتصادى، والتعاون البينى بما يعزّز التنمية المستدامة فى المنطقة، ويقوى الجهود الثنائية لمواجهة الأزمات الاقتصادية.
وذكرت وكالة الأنباء العراقية «واع» أن زيارة الكاظمى للسعودية ثم إيران تأتى فى إطار المحادثات السعودية- الإيرانية فى بغداد والعلاقات الثنائية مع البلدين، والتى أشاد بها الكاظمى كونها «وصلت لمراحل متقدمة وباتت المسافة بينهما قريبة». ومن المقرر أن يشارك الكاظمى فى قمة مشتركة تُعقد فى جدة الشهر المقبل سيحضرها الرئيس الأمريكى جو بايدن، وقادة دول مجلس التعاون الخليجى، وملك الأردن عبدالله الثانى، والرئيس المصرى عبدالفتاح السيسى.
كان وزير الخارجية العراقى، فؤاد حسين، أكد أن الحكومة العراقية عازمة على مواصلة تسهيل إجراء محادثات مباشرة بين وزيرى خارجية السعودية وإيران فى بغداد، وأعرب حسين عن «ارتياحه» للمحادثات الجارية بين البلدين، عازمًا على عودة العلاقات بينهما إلى حالتها الطبيعية.
ووصلت العلاقات السعودية- الإيرانية إلى القطيعة فى 2016، بعد تعرض السفارة السعودية فى طهران وقنصليتها فى مشهد لاعتداءات من قبل محتجين على إعدام الرياض رجل الدين السعودى الشيعى المعارض نمر النمر.
وفى ختام الجولة الخامسة من المفاوضات بين الرياض وطهران فى بغداد فى إبريل، قال رئيس الوزراء العراقى إنه مقتنع بأن «التفاهم بات قريبًا» بين الرياض وطهران، القوتين اللتين تتهم كلٌّ منهما الأخرى بزعزعة استقرار الشرق الأوسط. وأجرت القوتان المتنافستان مفاوضات تم الإعلان عنها لأول مرة فى إبريل 2021.
وتشمل المباحثات بين الجانبين ضرورة وقف إيران دعم المتمردين الحوثيين فى اليمن بالصواريخ التى يطلقونها على السعودية، مما ألحق الضرر بأسواق النفط، كما تشمل وجهات نظر البلدين حول ضرورة تمديد الهدنة فى اليمن بين الحوثيين والقوات الموالية للحكومة الشرعية فى اليمن، التى تدعمها السعودية على رأس التحالف العسكرى العربى.