حملة دعائية تنطلق باسمه واستعادة شعبيته.. نجم «جونى ديب» يسطع من جديد

ظل جونى ديب خلال سنوات طويلة نجم هوليوود وواحدًا من أعلى ممثليها أجرًا وأكثر فنانيها جاذبية، وارتبط اسمه بعشرات الأدوار المركبة والصعبة، حتى إنه حين قدم دور قرصان، كابتن جاك سبارو، وقع الجمهور فى حبه، وكان له النجاح والحظ والتربع على عرش الإيرادات لسنوات، وقدم سلسلة سينمائية من أنجح السلاسل فى تاريخ السينما «قراصنة الكاريبى»، لكن «ديب» المعروف برومانسيته وجنوحه العاطفى، وارتباطه بعدد من الجميلات، منهن الممثلة وينونيا رايدر والموديل كيت موس، فجأة تغير مساره وتراجعت مسيرته، وخفت نجمه بزواجه من الممثلة أمبر هيرد، التى انفصل عنها بعد خلافات ملأت الإعلام باعتدائه عليها بالضرب، وهو ما اتهمته به فى مقال لها نشرته عام 2018 بصحيفة «the sun»، ليقل الطلب على «جونى ديب» كنجم واسم فى السوق السينمائية لهوليوود، وأصبح أكثر رجالها جاذبية للنساء، أكثرهم أيضًا كرهًا وتعنيفًا للمرأة فى نظر معجبات كثيرات وحركات نسائية معنية بحقوقها منها «me too».
صاحبة التاريخ فى الإيقاع بمرتكبى الجرائم ضد المرأة، وكان أقربهم المنتج الشهير «هارفى وينشتاين» الذى أطاحت به الحركة بعد شهادات نساء ضده، وتم إقصاؤه من هوليوود وبيع شركاته وسجنه بتهمة التحرش الجنسى واغتصاب ممثلة قبل عامين، رغم تجاوزه ال67 من عمره، فى انتصار قوى للحركة النسائية ولحقوق المرأة، وكان «جونى ديب» على الطريق نفسه، من الإقصاء وخسارة مسيرته الفنية، رغم أنه لم يتهم فى وقائع مماثلة من التحرش، بل اتهمته زوجته السابقة أمبر هيرد بضربها وإلقاء هاتفه المحمول فى وجهها، وبتناول المخدرات، والإساءة إليها، وللنساء اللائى صنعن جزءًا من جماهيريته، فقد ادعت أن نجم هوليوود ساحر النساء ما هو إلا معنف لهن، ومسىء لهن، فهوجم بشدة من حركات نسائية تضامنت مع «أمبر»، وتراجعت العقود الإعلانية والسينمائية عنه لسنوات، لدرجة أن «ديب» لم يقدم سوى بضعة أعمال خلال السنوات الماضية، وهو الذى كان يلعب بطولة فيلمين على الأقل فى العام الواحد، كما تم إقصاؤه من سلسلة سينمائية جديدة على غرار «قراصنة الكاريبى»، وتم استبعاده من بطولة فيلم «Fantastic beasts»، وخاصمته الحفلات الفنية الكبرى، ولم يكن يتم دعوته إليها، وتوقفت عروض الأعمال الجديدة، حيث أحجم منتجوها عن الاستعانة ب«ديب» فى أفلامهم، ليخسر الفنان الكثير والكثير من سمعته الفنية والإنسانية، بعدما أعلن مرارًا أن «هوليوود قاطعته» وقد كان نجمها وابنها المفضل، فقرر «ديب» مقاضاة طليقته واتهامها بالتشهير به، ورفع دعوى قضائية للمطالبة بالتعويض عن تلك الخسائر، وهى الدعوى التى قابلها كثيرون فى البداية بالسخرية منه.
موقنين أن «أمبر هيرد» مظلومة ولم تسئ ل«ديب» وكانت فى محل دفاع عن نفسها، إلا أن أجواء الدعوى التى استمرت لما يزيد على 6 أسابيع وكانت محط أنظار ومتابعة الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعى، انقلبت خلالها الأمور، مع تكشف بعض الحقائق حول حقيقة أمبر هيرد وتشهيرها ب«ديب»، الذى بدأ يستعيد شعبيته، بخضوعه و«هيرد» للشهادة أمام هيئة المحلفين، وليجرى إنصافه بحكم من المحكمة بالتعويض المادى لصالحه بما يقرب من 12 مليون دولار، عما أساءت له «هيرد» فى مقالها، ويبدأ جونى ديب «بداية جديدة»، يعود خلالها نجمًا بلا منازع، أو رجلًا «يسير على القمر» كما وصفه فريق محاميه بعد انتصاره فى قضيته، فقد ربح النجم الأمريكى دعواه القضائية ضد طليقته آمبر هيرد قبل أسبوع، واستقبله معجبوه ومحبوه مرحبين بعودته، كما احتفلوا وهم يطوقون جنبات المحكمة أو يصطفون أمامها، بعيد ميلاده الخميس الماضى.
من جانبه شكر «ديب» مجموعات كبيرة من المؤيدين والمعجبين بمنشور طويل على وسائل التواصل الاجتماعى، وانضم إلى تطبيق TikTok لفعل الشىء نفسه ببث مقطع فيديو، وربما الأمر لم ينته بعد، مع رفع «أمبر هيرد» دعوى لاستئناف على الحكم، وسط أنباء عن تنازل «ديب» عن تلقى مبلغ التعويض الذى حوكم به لصالحه ضد طليقته، وهو ما أوضح المستشار القانونى ل«ديب» حقيقته، وألمح «بن تشو» المستشار القانونى ل«ديب» إلى أنه سيسقط مبلغ 8 ملايين دولار كتعويض إذا أوقفت أمبر هيرد استئنافها، وتابع فى تصريحات له: «فى الأساس، هذا يعنى أنها يجب أن تقبل الذنب بنسبة 100٪ ولن تضطر إلى دفع هذا المبلغ الهائل من المال». ووفقًا لما ذكره بن تشو، الذى مثل جونى ديب مع زميلته كاميلا فاسكيز «علينا توخى الحذر فيما نقوله، لكن هذا كان متعلقًا بسمعة ديب، وهذا ما كان عليه الأمر بالنسبة له، فهذا منطقى، لأن الرجل قد خسر حرفيًا الظهور فى اثنين من أكبر الأعمال، بسبب مقال الرأى الذى كتبته أمبر هيرد عنه، وتم استبعاده من فيلم Fantastic Beasts، كما تم تخطيه أيضًا للظهور مرة أخرى فى جزء جديد من سلسلة (Pirates of the Caribbean) يتم إنتاجه حاليًا».
وأوضح: «بناءً على الفوز بالقضية وإسقاطه من تلك الامتيازات، من المقرر أن يمنح ديب ما مجموعه 10.35 مليون دولار تعويضًا، إذ حصل على 10 ملايين دولار تعويضات و5 ملايين دولار تعويضات عقابية، لكن ولاية فرجينيا لديها سقف 350 ألف دولار على الأضرار العقابية، لذلك تم تخفيض ذلك، وسيتعين على أمبر هيرد دفع 8 ملايين دولار فقط، حيث فازت بدعوى واحدة ضد التشهير من نهايتها». فى جميع الأحوال، فإن «ديب» يشهد بداية جديدة، ويولد من جديد، كنجم قارب ال60 من عمره، لكنه يزداد توهجًا، ويأمل أن يعود بكامل بريقه وسطوعه إلى هوليوود، والبداية بحملة دعائية ستطلقها إحدى الشركات، كانت قد أوقفتها مع تراجع أسهمه، لحين الانتهاء من الدعوى القضائية الخاصة به، ويتوقع أن تحقق مبيعات كبيرة باسمه فى أصداء انتصاره القانونى على طليقته، كما يعود «ديب» بطاقته إلى الغناء وعزف الجيتار الذى كان ملاذه خلال الفترة الماضية، إذ شارك صديقه عازف الجيتار «جيف بيك» حفلاته الموسيقية فى لندن، وسط ترحيب كبير من محبيه، واختتمها الأسبوع الماضى بنهاية أجواء الدعوى القضائية، وتأكد هيئة المحلفين من كذب ادعاءات «هيرد».
3
ترشيحات تلقاها خلال مسيرته لجائزة الأوسكار.
14
عامًا ارتبط خلالها دون زواج بالموديل والمغنية الفرنسية فانيسا بارادى، التى أنجب منها ابنتين، منهما «ليلى روز» التى بدأت العمل كموديل.
2000
بدأت النجومية الحقيقية له بتقديم شخصية القرصان جاك سبارو فى سلسلة «قراصنة الكاريبى» التى قدم منها 4 أفلام، خلال الفترة من 2003 -2014، إلى جانب تقديم عدد من الشخصيات الناجحة مثل «سوينى تود» و«ويلى نوكا» فى «تشارلى ومصنع الشيكولاتة»، وتلقى إشادات نقدية عن دوره فى فيلم «Black Mass» عام 2015.
75
مليون دولار
الدخل السنوى ل«ديب» عام 2002، ما دفع موسوعة «جينيس ريكورد» لتصنيفه أعلى نجوم هوليوود أجرًا ودخلًا.
2015-2017
تزوج من أمبر هيرد، وهى العلاقة التى اجتذبت الإعلام، لحين الانفصال، ورفع دعوى قضائية انتهت بكذب ادعاءاتها.
ترك دراسته وعمره 15 عامًا.. و«نيكولاس كيدج» نصحه بالتمثيل
يعد جونى ديب أحد أكثر الممثلين تنوعًا فى عصره وفى هوليوود.
ولد جون كريستوفر ديب الثانى فى أوينسبورو، فى 9 يونيو 1963، والدته بيتى سو عملت نادلة، ووالده كريستوفر ديب، مهندس مدنى.
نشأ ديب فى فلوريدا، وترك المدرسة عندما كان فى الخامسة عشرة من عمره، وتصدر سلسلة من الفرق الموسيقية، بما فى ذلك فرقة تسمى «الأطفال».
عندما تزوج من «لورى آن أليسون» عمل بائعًا للأقلام الحبر الجاف لإعالة نفسه وزوجته، ثم فتحت زيارة له إلى لوس أنجلوس، مع زوجته، أبواب الفن عندما التقى بالممثل نيكولاس كيدج، الذى نصحه بالتحول إلى التمثيل، فظهر لأول مرة فى فيلم بميزانية منخفضة، إلى أن قدم فيلم الرعب « A Nightmare on Elm Street » عام 1984، حيث لعب دور مراهق يقع فريسة لشيطان يطارد الأحلام.