رغم تصفيق الجميع داخل قاعة العرض فى «كان».. فيلم Elvis يثير الانقسامات بين النقاد

فى استعراضها لفيلم Elvis، كتبت مجلة فاريتى أنه باستثناء فرقة البيتلز فإن ألفيس بريسلى هو الشخصية الأسطورية فى تاريخ الموسيقى الشعبية، والأكثر إغراء لتناولها دراميًا، لكن فى نفس الوقت ستكون هذه الشخصية تحديًا لمن يتناولها؛ فكل شىء فى حياة ألفيس بداية من صعوده وحتى وفاته موجود بالفعل فى أذهان الناس، وعندما تقدم فيلمًا دراميًا عن حياة هذا الرجل الأسطورة سيكون السؤال الأهم: ما الذى ستقدمه ليكون جاذبًا فى هذه الحياة الحافلة التى عاشها «ملك» الروك آند رول؟.
حصل فيلم Elvis فى عرضه الأول خارج المسابقة الرسمية للدورة ال75 لمهرجان «كان» على أطول وقفة تحية وصلت مدتها إلى 12 دقيقة، ورغم ذلك فالفيلم الذى سيبدأ عرضه فى ال 24 الشهر الجارى فى الولايات المتحدة أثار خارج قاعة المهرجان الكثير من الانقسامات، خاصة بين النقاد الذين رأى بعضهم أنه لم يكن بقدر توقعاتهم.
عاش ألفيس بريسلى، 42 عامًا، لكن هذه السنوات القليلة التى عاشها كانت حافلة بالتفاصيل والعلاقات، واختار المخرج باز لورمان، الذى شارك فى كتابة الفيلم، التركيز على لمحات من بدايته الصعبة، التأثر بموسيقى أصحاب البشرة السمراء، وعلاقته بمدير أعماله توم باركر واتجاهه للخدمة العسكرية عامين فى ألمانيا وزواجه، ثم فى الثلث الأخير يتعرض لفترة الخمس سنوات التى قضاها ألفيس بريسلى فى لاس فيجاس، حيث الأضواء البراقة وإدمانه المخدرات وتقديمه أفضل أعماله وتحكم مدير أعماله فيه بشكل أكبر.
الفكرة الأساسية فى الفيلم، كما كتبت صحيفة نيويورك تايمز، هى علاقة ألفيس بريسلى، الذى أدى دوره نجم قناة ديزنى «أوستن باتلر»، بمدير أعماله توم باركر «توم هانكس»، فهما يلتقيان لأول مرة حينما كان ألفيس فى بداية حياته، ليدرك سريعًا أن هذا الشاب منجم ذهب، ونجح فى وضعه تحت سيطرته، ورغم أن ألفيس كان له تأثير ثقافى موسيقى مهم فى العالم؛ فهو صاحب البشرة البيضاء الذى أدى وساعد فى الترويج لموسيقى أصحاب البشرة السمراء، بالطبع كان ألفيس له دور محورى، لكن كان من المزعج تضخيم دوره فى تاريخ أمريكا العنصرى.
أو كما كتبت هوليوود ريبورتر أن تأثير الصورة البصرية للمخرج باز لورمان مذهل؛ فالمخرج الذى قدم أفلام مولان روج، جاتسبى العظيم وأستراليا، يترك لدى المشاهد نفس أحاسيس البهجة فى فيلم ألفيس، لكن هذه الصورة البصرية ذات الأداء الترفيهى القوى لا يستطيع النص المكتوب مواكبتها، مما أدى فى النهاية إلى فيلم يتسم بالبهجة والحرفة المسرحية والأداء الترفيهى القوى، لكن السيناريو الذى كتبه أربعة أشخاص «سام بروميل، وجيرمى دونر، وكريج بيرس، والمخرج باز لورمان» لم يكن متماسكًا، خاصة فيما يتعلق بدور توم باركر، وهو الشخص الذى يقف خلف نجاح ألفيس، أو كما يظهر فى الإعلان الدعائى للفيلم وهو يقول «بدونى لن يكون هناك وجود لألفيس بريسلى».
فتوم باركر أدى شخصيته توم هانكس، الحاصل على جائزتى أوسكار، فى واحدة من المرات القليلة التى يقدم فيها دور الشخصية الجشعة الشريرة، من الشخصيات الثرية التى تحرك الأحداث والشخصيات من خلف الستار، وهو صاحب فكرة ذهاب ألفيس بريسلى إلى الخدمة العسكرية فى ألمانيا لتهدئة حالة الجدل حوله وليعود بصورة جديدة إلى أمريكا، لذلك كان يوجد الكثير من التفاصيل التى يمكن خلقها وظهورها على الشاشة فى علاقة ألفيس وتوم باركر، وهو ما لم يحدث، كما لم يظهر الكثير مما كان يدور خلف الكواليس فى حياة ألفيس فى الفيلم، وهو ما جعله كما لو كان قصة مصورة.
لطالما كانت شخصية ألفيس بريسلى مغرية؛ فالتحولات التى مر بها فى حياته والنهاية الدرامية بموته فى سن صغيرة كفيلة بأن تجعل «الملك»، كما يطلق عليه، جديرًا بأن يظل فى دور البطولة مهما مرت السنوات؛ وبدأت فكرة تقديم فيلم عن ألفيس بريسلى عند المخرج باز لورمان عام 2014، ثم تجدد الحديث عنها عام 2019 بعد أن أقنع النجم توم هانكس بالقيام بدور توم باركر قائلًا «لم يكن هناك ألفيس بدون الكولونيل توم باركر، ولن يكون هناك الكولونيل توم باركر بدون ألفيس، إنها علاقة تكاملية»، وظل توم هانكس وباز لورمان لفترة يتعاونان فى تجارب الأداء لاختيار بطل الفيلم حتى وقع اختيارهما على نجم قناة ديزنى السابق الممثل والمغنى الأمريكى أوستن بتلر، الذى قدم أفضل تجربة أداء، كما حصل على إشادة العديد من النقاد بعد مشاهدة الفيلم.
ومثل الكثير من الأفلام الأخرى التى ستصدر هذا العام، تأجل عرض فيلم Elvis عدة مرات بسبب ظروف وباء كورونا، حيث كان من المقرر عرضه فى أكتوبر الماضى ليلحق بموسم الجوائز، خاصة مع أداء باتلر القوى للشخصية والذى جعل البعض يتوقع ترشحه للأوسكار عن أدائه لدور ألفيس بريسلى، ثم تأجل إلى شهر نوفمبر، واستقر الأمر على بدء عرض الفيلم، الذى تبلغ مدته 159 دقيقة، فى 24 يونيو.
اكتسب ألفيس بريسلى شعبية كبيرة عالميًا، وكان له تأثير ثقافى لم يقتصر على تقليد مظهره فحسب، لكنه غيّر صناعة الموسيقى من خلال دمجه بين موسيقى الكانترى والبلوز، مخترقًا الحواجز العرقية فى الجنوب الأمريكى.