طالب الدكتور إسلام عنان أستاذ اقتصاديات الصحة وعلم انتشار الأوبئة، بضرورة الحد من أسباب انتشار الفيروسات من الحيوانات البرية للإنسان، من خلال منع التعامل والإتجار بالحيوانات البرية، وذلك عقب انتشار فيروس «جدري القرود» في عدد من البلدان حول العالم. وأشار أستاذ علم الأوبئة أن عدوى جدري القرود، تحدث عن طريق عضة من الحيوان المصاب أو خدش لإنسان، أو يحصل انتقال لعاب أو سوائل الحيوان مع الإنسان، وبعد ذلك المريض يفضل في فترة حضانة الفيروس 5 أيام تقريبًا (ونادراً لحد 20 يوم) وانتقال العدوى من شخص لشخص صعبة للغاية عن طريق رزاز كبير الحجم من الجهاز التنفسي للمريض لشخص سليم، لكن محتاجة حمل فيروسي عالي ووقت تعامل طويل عشان العدوى تحدث، كما تنتقل العدوى من الصديد الموجود في الطفح الجلدي الموجود على جسم المريض وينتقل عن طريق الاتصال الجنسي، ولذا نقول إن معامل انتشاره بين البشر قليل. ونوه الدكتور إسلام عنان إلى أن من مميزات كورونا القليلة هي تسليط الضوء أكتر على علم انتشار الأوبئة الدوائي والطب الوقائي، مشيرًا أنه يتمنى أن ينعكس ذلك على زيادة تمويل البحث العلمي. وكان الدكتور خالد عبدالغفار وزير التعليم العالي والبحث العلمي، والقائم بأعمال وزير الصحة والسكان، قد أكد أن فيروس جدري القرود ليس مقلق على الإطلاق، والعالم أجمع يترقب ويرصد وفي حالة متابعة مستمرة لهذا الفيروس، مؤكدًا أن فيروس جدري القرود مختلف تمامًا عن جائحة فيروس «كورونا». وطمأن «عبدالغفار» المواطنين بشأن جدري القرود، بأن هذا المرض موجود منذ سنوات عديدة وليس مستجد أو يظهر للمرة الأولى، كما ذكر أن عدد الحالات المصابة حول العالم قليل للغاية، ورغم أن المرض منتشر بشكل أكثر في وسط وغرب قارة أفريقيا، إلا أن مصر لا يوجد بها أي مصابين بجدري القرود ولم يتم رصد أي حالة. قال الدكتور حسام عبدالغفار المتحدث باسم وزارة الصحة، إن الوزارة تتابع الوضع الوبائي العالم بشكل دقيق جدًا، ولا يوجد في مصر حالات إصابة بمرض جدري القرود ثبت إيجابيتها. ذكر المتحدث باسم وزارة الصحة أن انتقال مرض الجدري من الإنسان للإنسان ليس سهلًا، حيث يحدث ذلك من خلال تعامل لصيق ومباشر لفترة طويلة، وتلامس وتواصل قريب بين الأجساد. وأشار عبدالغفار أن الملاحظ في حالات الإصابة الحالية هو عدم وجود تاريخ سفر لأي منهم إلى الدول المتوطن فيها الفيروس بغرب ووسط أفريقيا، كما أنه انتشر في فئة معينة ممن لديهم علاقات جنسية متعددة من نفس النوع. وأكد «عبدالغفار» أن تطعيمات الجدرى العادى أثبتت فعاليتها بنسبة 85% مع جدرى القرود، مشددًا على أن تحور فيروس جدرى القرود، ضعيف جداً، وتابع: «الإجراءات الاحترازية منه هي ذاتها التي كانت متبعة في فيروس كورونا وعدم التعامل مع الحالات المصابة. وكانت وزارة الصحة المغربية قالت إنها سجلت 3 حالات يشتبه في إصابتها بجدري القرود. وأوضحت، في بيان، أن الحالات ال3 في وضع صحي جيد. أكدت أن الحالات المذكورة تخضع للرعاية الصحية في انتظار نتائج التحاليل الطبية التي أخضعت لها. إلى ذلك أشارت الوزارة، إلى 5 إجراءات مهمة، لتجنب الإصابة بفيروس جدري القرود، كالتالي: تجنب ملامسة الحيوانات التي يمكن أن تحمل الفيروس، عزل المرضى المصابين بالفيروس عن الآخرين، غسل اليدين بالماء والصابون أو باستخدام الحكول، استخدم أدوات الوقاية الشخصية، إجراء الحجر البيطري على الحيوانات المصابة. وأكدت الوزارة، أنها تتابع بشكل دقيق الوضع الوبائي على مستوى العالم لفيروس جدري القرود والأمراض الوبائية الأخرى، بينما لا توجد حتى الآن أي حالات إصابة أو مشتبه بإصابتها بفيروس جدري القرود في مصر.
