منذ بداية ظهور الصحافة المطبوعة في أوئل القرن السابع عشر وحتى اللحظة الراهنة, ارتبطت الصحافة بالتكنولوجيا. فكما تأثرت الصحافة بالتطورات الكبيرة التي حدثت في آلات الطباعة وكان لها الفضل في أن نقرأ الصحف بالجودة التي نشهدها اليوم, تأثرت الصحافة أيضا بوسائل الإتصال التي ساعدت في تسريع وصول الخبر إلى الصحفيين وإلى القارئ بعد ذلك. ليس هذا فحسب, فلقد كان لتطور وسائل المواصلات والنقل دورا كبيرا في تسهيل وصول الصحف إلى أى مكان في البلد الواحد أو في العالم. الآن وبعد مرور أكثر من 400 عام على ظهور الصحف المطبوعة في أوائل القرن السابع عشر, توطدت علاقة ملايين القراء حول العالم بالصحف الورقية, إلا أن تفاعلهم مع الصحافة المطبوعة ظل محدودا قبل ظهور الإنترنت. كان أكثر مايمكن لقارئ صحيفة أن يفعله هو أن يرسل رسالة بريديه أو يتصل هاتفيا لكي يعبر عن إعجابه أو ينقل شكواه ونقده.كما ظلت مساحة إسهام القارئ في صناعة الخبر محدودة جدا. لذلك خصصت الصحف مساحات لبريد القراء مازالت موجوده حتى اليوم وبأسماء مختلفه، أكثرها تجديدا وتعبيرا عن حاجة المجتمع المصري هو " السكوت ممنوع" الذي تستخدمه المصري اليوم في نسختها الورقية. ظلت الأوضاع السابقه بلا تغيير كبير حتى بداية الإستخدام التجاري للإنترنت في تسعينات القرن الماضي، فالإنترنت لم تكن تطورا عاديا في تاريخ الصحافة ولا يمكن مقارنتها بالتطورات التي حدثت في ماكينات الطباعة ووسائل الإتصال التقليديه. فالإنترنت تجمع بين صفات الوسيط الذي يمكن أن يكون بديلا للورق وهى أيضا وسيلة للإتصال والتواصل السريع والعابر للحدود واللغات والثقافات. تسابقت المؤسسات الصحفية على حجز مواقعها الإلكترونية التي تحمل إسم صحفها ومطبوعاتها وبدأت في نشر نسخ إلكترونية من محتواها، هنا ظهر قارئ الكتروني جديد يمكنه أن يقرأ الماده الصحفية ويتفاعل معها لحظة بلحظة. بإمكان القارئ الإلكتروني اليوم أن يعلق على ما يقرأه وأن يكتب مباشرة إلى المحرر بواسطة البريد الإلكتروني أو يتواصل معه على صفحات الشبكات الإجتماعية التي تستخدمها الصحف اليوم. كما مكنت محركات البحث القارئ من أن يكتشف حقيقة أو زيف الكثير من المعلومات التي تنشرها الصحف. ليس هذا فحسب، لقد أصبح بإستطاعة أى مستخدم للإنترنت اليوم أن يصبح ناشرا للكلمة والصوت والصورة بواسطة الأدوات التي تتيحها الإنترنت مثل المدونات والشبكات الإجتماعية المتخصصة في الفيديو والصور أو كل ذلك مضافا إليه إمكانيات التواصل المباشر والبث الحى. لقد أصبح القارئ شريكا في إنتاج محتوى الصحافة بما ينتجه و ينشره من صحافة شعبية وبتفاعله اليومي مع ما تنشره تلك الصحف. إن الدور المتزايد الذي بات يلعبه القارئ الإلكتروني في عالم الميديا هو سبب وجود فريق لمجتمع الوب بالمصري اليوم، مهمته الأساسية التواصل معكم وتشجيعكم على المشاركة والتفاعل. كما أن الموقع الإلكتروني الجديد للمصري اليوم - الذي مازال تجريبيا وتحت التطوير حتى هذه اللحظة - يسعى إلى تقديم أفضل الأدوات التي تسهل التواصل بين القارئ والمؤسسة ومحتواها من ناحية وكذلك تشجيعكم على نشر ما لديكم من محتوى, سواء كان ذلك نصا أو صورة, فيديو أو كاريكاتير أو غير ذلك من إبداعاتكم على صفحات الصحافة الشعبية ووفق سياسة النشر التي تنظم ذلك. إن أكثر ما يشغلنا هو كيف تصبح المصري اليوم جزءا من مجتمع الوب وليست مجرد موقع إلكتروني على الإنترنت؟ ساعدونا بأفكاركم ومقترحاتكم......