أروع قصة حب فى عام 2009 شهدتها مدينة الإسكندرية قبل بضعة أسابيع، وأستطيع أن أقول عن هذا الغرام الذى انتهى نهاية سعيدة بأنه زواج الموسم! وأنا شخصيًا أرشح العريس كأفضل شخصية لتلك السنة، التى أوشكت على الانتهاء، فهو من وجهة نظرى رجل عام 2009!! وأراهن أن الدهشة طرأت على وجه حضرتك وأنت تتساءل عن سر حماسى للعاشقين، ومن حقك أن تتعجب عندما ترى إعجابى بقصة هذا الحب وصل لدرجة ترشيح بطلها شخصية العام وتسألنى: ما الذى فعله «العريس» لبلادنا حتى يستحق هذا اللقب؟ والحكاية من أولها أن هناك مواطناً مصرياً بسيطاً اسمه «عصام محمود عبدالبارى» سافر للعمل بالجزائر، وهناك «طب قلبه» ووقع فى حب فتاة جزائرية حلوة اسمها «حنان حجيج»، وتقدم للزواج منها، ولأنه شاب مهذب ومحترم فقد رحبت أسرتها بهذا المصرى، الذى أراد الاقتران بعروس من بلد المليون الشهيد وهذا الترحيب والموافقة الفورية يدلانك على أن تلك الأسرة أصيلة وعريقة تحب مصر والعروبة، وترفض الفرنكافونية والتقاليد الفرنسية المنتشرة هناك، بسبب استعمار دام 130 سنة لتلك البلاد. وصدق أو لا تصدق كان موعد الزواج فى اليوم التالى للمباراة المشؤومة التى جرت بين مصر والجزائر، وفى الوقت الذى كان فيه التعصب على أشده بين الجانبين واتهامات متبادلة ودعوات للمقاطعة كان العريس المصرى عصام محمود عبدالبارى يضع يده فى يد عروسه الجزائرية حنان حجيج مؤكدين أن الحب أقوى من أى خلاف بين البلدين.. وياله من مشهد رائع فى توقيت كانت فيه الأحلام مشروعة والمشاعر متأججة، ألا يستحق هذا العاشق لقب عريس سنة 2009 مع عروسه ولها كل التحية والتقدير والاحترام مع تعظيم سلام، فهى التى تمثل شعب الجزائر بحق، وما أبعد الفارق بينها وبين حفنة من المتعصبين الجزائريين الذين اعتدوا على المصالح المصرية بالجزائر، وقاموا بإرهاب المشجعين المصريين بالخرطوم. وعلق العريس على توقيت زواجه العجيب قائلاً «بروح رياضية» تاريخ زواجى لا يمكن نسيانه فقد جاء فى وقت عصيب، لكننى لا أرى مبررًا أن تكون مباراة كرة القدم أو حتى الوصول إلى كأس العالم سببًا معقولاً لكل هذا التوتر بين المصريين والجزائريين. وقال شقيق العروس الجزائرى «على حجيج» إن هذا الزواج يعد تأكيدًا على أنه لا يوجد بين الشعبين سوى كل الحب والإخوة، ويصحح الصورة المشوهة التى كان من ورائها «مجانين الكورة» وبعض أجهزة الإعلام فى البلدين. ويدخل فى دنيا العجائب والغرائب أن قصة هذا الغرام بين روميو «المصرى» وجولييت «الجزائرية» لم تلق أى اهتمام يذكر فى صحف بلادى أو القنوات التليفزيونية المصرية، بينما كان صداها واسعًا فى العالم العربى، ومنذ أيام قرأت عن دعوة قادمة من دولة الإمارات العربية لإزالة الجفوة بين مصر والجزائر تتمثل فى إقامة مباراة ودية بين البلدين بأبوظبى يحضرها كبار المسؤولين من هنا وهناك، وينزل إلى أرض الملعب لاعبو الفريقين متشابكى الأيدى ومعهم أعلام مصر والجزائر.. ولا يهم من الفائز أو الخاسر، فالمباراة إذا تمت فستكون الأولى من نوعها فى تاريخ كرة القدم كلها، لأنها دعوة للمصالحة، وهى قد تبدو خيالية أو مثالية أو حالمة أكثر من اللزوم، والسبب أنه فى حياتنا النكدة تجد دومًا أصوات الكراهية والغضب والخصام عالية، لكن الحب الحقيقى قادر على صنع المعجزات.