قصفت القوات الروسية عدة بلدات في شرق أوكرانيا، ودمرت مطارا وألحقت أضرارا بعدة أهداف مدنية، مع اقتراب الحرب نحو مرحلة محورية جديدة. ودفع تحول الحرب والمخاوف من مواجهة عسكرية واسعة النطاق على أرض مفتوحة شرقى البلاد، المسؤولين الأوكرانيين إلى الدعوة مرة أخرى للتحالفات الغربية لتكثيف جهود توريد الأسلحة لتعزيز موقف أوكرانيا في ساحة المعركة. وأكد الرئيس الأوكرانى أن روسيا تحشد عشرات الآلاف من الجنود استعدادا للمعركة المقبلة، قائلا «نريد المزيد من المساعدات للنجاة من هذه الحرب». وأضاف أن عشرات الآلاف قتلوا على الأرجح في ماريوبول، وروسيا دمرت المئات من البنية التحتية الأوكرانية، من بينها نحو 300 مستشفى. وجدد الرئيس الأوكرانى، فولوديمير زيلينسكى، مطالبة الدول الغربية بمزيد من المساعدة والأسلحة. وأضاف: «نريد المزيد من المساعدات للنجاة من هذه الحرب». متهما القوات الروسية بتدمير بلاده، والقيام بأعمال نهب وسلب واغتصاب. وقال إن «الروس دمروا أكثر من 900 جامعة، وأكثر من 300 مستودع أدوية منذ بدء الحرب»، واستهدفوا أماكن تمركز المدنيين في سائر أنحاء البلاد. وقال زيلينسكى إن روسيا لا يمكنها الاعتراف بالأخطاء التي ارتكبتها في سياستها تجاه أوكرانيا على مدى سنوات. وتابع زيلينسكى: «إن محاولة روسيا تعزيز وجود مواطنيها في أوكرانيا لم تنجح، وذلك بسبب أن هؤلاء الأشخاص كانوا يقومون فقط بحشو جيوبهم بالأموال من روسيا». مضيفا «لقد استولوا على القرم، ومن المفترض أن تقع المسؤولية عن ذلك على عاتقنا». وأضاف: «لقد دمروا جميع أشكال الحياة الطبيعية في دونباس، وينحى علينا باللائمة في ذلك. لقد كانوا يقتلون الناس في بلدنا على مدى ثمانى سنوات وهم يقولون إن هذا خطأنا». وأكمل زيلينسكى و«أخيرا بدأوا حربا واسعة النطاق ضدنا، ومرة أخرى هذا خطأنا». بدوره، أعلن الجيش الأوكرانى، أنه يستعد لمعركة أخيرة في مدينة ماريوبول المدمرة في جنوب شرقى البلاد، والتى تحاصرها القوات الروسية منذ أكثر من أربعين يومًا. وكتب الفوج 36 في البحرية الوطنية على موقع «فيسبوك»: «اليوم ستكون على الأرجح المعركة الأخيرة لأن ذخائرنا تنفد. سيكون مصير بعضنا الموت وبعضنا الآخر الأسر». في سياق متصل، أعلنت وزارة الدفاع الروسية استهداف 4 أنظمة صواريخ إس-300 المضادة للطائرات كانت دولة أوروبية قد زودت بها أوكرانيا. وأضافت الوزارة أن صواريخ كاليبر روسية أُطلقت من البحر أمس، ودمرت أربع منصات صواريخ من طراز إس-300 كانت مخبأة في حظيرة طائرات في ضواحى مدينة دنيبرو الأوكرانية. وقالت روسيا إن 25 جنديا أوكرانيا أصيبوا في الهجوم. من جهته، قال رئيس جمهورية الشيشان الروسية، رمضان قديروف، إن القوات الروسية ستهاجم مدينة ماريوبول الساحلية المحاصرة وكذلك العاصمة الأوكرانية كييف وغيرهما من المدن. وأضاف في تسجيل مصور: «سيكون هناك هجوم. ليس على ماريوبول فحسب ولكن أيضا على أماكن ومدن وقرى أخرى في أوكرانيا». وتابع «سنحرر لوجانسك ودونيتسك بالكامل في المقام الأول. ثم نستولى على كييف وجميع المدن الأخرى». وقال «أؤكد لكم: لن يتم الرجوع خطوة واحدة». وقال جيك سوليفان، مستشار الأمن القومى للرئيس بايدن، أمس: «إن الولاياتالمتحدة تكثف الموارد والأسلحة والمعدات العسكرية، ولكن أيضًا الموارد الدبلوماسية لدعم الأوكرانيين». وأشار إلى أن بعض الخطوات تشمل الحصول على أنظمة أسلحة مألوفة للقوات الأوكرانية بالفعل، مثل نظام الدفاع الجوى إس- 300 الذي يعود إلى الحقبة السوفيتية والذى قدمته سلوفاكيا. وأفادت وزارة الدفاع البريطانية، بأن القصف الروسى استمر في منطقتى دونيتسك ولوجانسك، حيث صدت القوات الأوكرانية عدة هجمات أسفرت عن تدمير دبابات ومركبات ومعدات مدفعية روسية. وقالت المخابرات العسكرية البريطانية إن استخدام القوات الروسية السابق للذخائر الفوسفورية في منطقة دونيتسك يثير أيضا احتمال استخدامها في المستقبل في ماريوبول مع احتدام القتال من أجل السيطرة على المدينة. وأضافت أن اعتماد روسيا المستمر على القنابل غير الموجهة يقلل من قدرتها على التمييز عند الاستهداف وشن الضربات ويزيد بشكل كبير من خطر وقوع المزيد من الضحايا المدنيين. بدوره، لوح مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبى، جوزيب بوريل، بمزيد من العقوبات على روسيا، وأكد أن ورقة فرض مزيد من العقوبات على موسكو حاضرة دائما على طاولة الاتحاد. وقال في لوكسمبورج، خلال وصوله لحضور اجتماع وزراء خارجية دول الاتحاد: «العقوبات دائما على الطاولة». وحذر بوريل من أن القتال سيتفاقم في إقليم دونباس، شرقى البلاد، خلال الأيام المقبلة. مشددا على الاستمرار في زيادة الدعم للشعب الأوكرانى. وقال وزراء خارجية أيرلندا وليتوانيا وهولندا، إن المفوضية الأوروبية، الذراع التنفيذية للاتحاد الأوروبى، تعد مقترحات لفرض حظر من الاتحاد على النفط الروسى، على الرغم من عدم وجود اتفاق على ذلك حتى الآن. وقال وزير الخارجية الأيرلندى، سيمون كوفينى: «إنهم يعملون الآن على ضمان أن يكون النفط جزءا من حزمة العقوبات المقبلة». وأضاف كوفينى: «ينفق الاتحاد الأوروبى مئات الملايين من اليورو على استيراد النفط من روسيا، وهذا يساهم بالتأكيد في تمويل هذه الحرب». وقالت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، إن بلادها ترى «مؤشرات هائلة» على ارتكاب جرائم حرب في أوكرانيا. وقالت، في تصريحات صحفية، قبيل اجتماع مع وزراء أوروبيين: «لدينا مؤشرات هائلة على جرائم حرب». وأضافت «فى نهاية المطاف سيتعين على المحاكم أن تقرر، ولكن بالنسبة لنا، من الضرورى الحصول على جميع الأدلة». من جهته، أعلن الكرملين، أن احتمال انضمام السويدوفنلندا إلى الناتو لن يجلب الاستقرار إلى أوروبا، مشددًا على أن التحالف يظل أداة موجهة نحو المواجهة. وجاء هذا التعليق بعد أن أكد مسؤولون أمريكيون، أمس، أن روسيا ارتكبت خطأ استراتيجيا فادحا جعل فنلنداوالسويد تتأهبان للانضمام إلى الأطلسى بحلول الصيف. في سياق آخر، كشفت وسائل إعلام غربية عن تعيين الرئيس الروسى فلاديمير بوتن جنرالا جديدا لقيادة الحرب في أوكرانيا، الأمر الذي اعتبره مراقبون «بداية لشهر حاسم لإتمام سيطرة موسكو على شرقى البلاد». وعين بوتين الجنرال ألكسندر دفورنيكوف، قائد المنطقة العسكرية الجنوبية في روسيا، قائدًا لمسرح العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا. ويعد دفورنيكوف، البالغ من العمر 60 عامًا، أول قائد للعمليات العسكرية الروسية في سوريا. وأعلنت مجموعة «سوسييتيه جنرال» الفرنسية، أنها ستوقف عملياتها في روسيا من خلال بيع كل حصتها في مصرف «روسبنك» الروسى. وأضافت المجموعة المصرفية في بيان أنها وقعت «اتفاقا بهدف بيع حصتها الكاملة» في روسبنك ذى الثقل الكبير في القطاع المصرفى الروسى، حيث كانت «سوسييتيه جنرال» المساهم الأكبر فيه، بالإضافة إلى شركات التأمين التابعة لها في روسيا، إلى صندوق الاستثمار «انتيروس كابيتال» المساهم السابق في «روسبنك». وقالت هيئة الرقابة المالية الألمانية، إنه في أعقاب العقوبات الجديدة، بات محظورا على البنك الروسى «فى تى بى»، أحد أكبر البنوك المملوك للحكومة الروسية، إعطاء أية تعليمات لوحدته الأوروبية ومقرها فرانكفورت. وأضافت أنه لا يمكن للبنك أيضا الوصول إلى الأصول المالية أو الموارد الاقتصادية الموجود فيها. وأشارت الهيئة إلى أن المدخرين الذين لديهم ودائع في الوحدة الأوروبية لبنك «فى تى بي» سيظل بإمكانهم الوصول إلى أموالهم.