قال المحلل السياسي المهتم بالشأن الليبي عادل الخطاب: إنه في ظل التطورات المستمرة التي تشهدها الساحة السياسية الليبية، تستمر خارطة التحالفات وتتغير ما بين الأطراف السياسية الليبية بشكل غريب ومُثير للإهتمام، كما لايزال مصير عقد الانتخابات البرلمانية والرئاسية مجهولًا. وأضاف أنه من بين التحالفات التي ظهرت مؤخراً التعاون بين وزير الداخلية السابق بحكومة الوفاق، فتحي باشاغا ورئيس مجلس النواب الليبي المستشار عقيلة صالح وقائد الجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر ونائب رئيس المجلس الرئاسي السابق، أحمد معيتيق. وأشار الخطاب، إلى أن التحالف أدى إلى وصول فتحي باشاغا إلى رئاسة حكومة الاستقرار الجديدة والإعلان عن عزمه لتحقيق مطالب أكثر من 2.8 مليون مواطن ليبي وإجراء انتخابات برلمانية ورئاسية في فترة أقل من 14 شهراً. وتابع أنه على الجانب الآخر يستمر رئيس حكومة الوحدة الوطنية، عبدالحميد الدبيبة، في رفضه لتسليم مهام حكومته للرئيس الجديد والتلويح باستخدام نفوذ منصبه السابق ضد كل من يحاول المساس بمنصبه. يُذكر أن واحد من أهم أسباب فشل إجراء الانتخابات الرئاسية الليبية في 24 ديسمبر الماضي، هو فشل حكومة الوحدة الوطنية في تنفيذ مهامها وتمهيد وتأمين الطريق لعقد الإنتخابات، وفشل وزارة الداخلية في تأمين صناديق ومكاتب الإقتراع. وأوضح المحلل السياسي، أن هناك بحسب أنباء منتشرة تفيد انضمام رئيس المجلس الرئاسي الحالي، محمد المنفي إلى تحالف فتحي باشاغا، حيث إن باشاغا جاء إلى رئاسة الحكومة عن طريق مجلس النواب، الهيئة التشريعية الوحيدة في البلاد، وللحفاظ على وحدة وسلامة ليبيا وضمان إجراء الإنتخابات في أقرب فرصة ممكنة انضم المنفي إلى صف باشاغا. وأكد أنه بالنظر إلى هذا التحالف القوي وبتواجد مجلس النواب والرئاسي إلى جانب فتحي باشاغا، أصبح دخوله وتوليه مهامه من العاصمة طرابلس مسألة وقت فقط، مع وجود مخاوف من أن يستمر الدبيبة في التعنت وتطوير الخلاف وإقحام البلاد في أزمات جديدة. وقال الخطاب، إن فكرة نشوب أزمات ما بين الطرفين مُستبعدة حتى هذه اللحظة، فعلى الرغم من استفزازت الدبيبة المستمرة، إلا أن فتحي باشاغا لا يزال مُتمسك بفكرة عدم إستخدام قوى السلاح وتحقيق التداول السلمي للسلطة في البلاد بشكل دبلوماسي، موضحا أن رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي، ومنذ تعيين فتحي باشاغا رئيساً للحكومة الجديدة، إلتزم الحياد، وأعرب عن تمسكه بفكرة إيجاد قاعدة دستورية يتفق عليه الجميع وإجراء الإنتخابات البرلمانية والرئاسية في أقرب وقت ممكن، وبعد فترة حياد أستمرت لأقل من شهر، قرر المنفي الإنضمام إلى صف باشاغا الذي أظهر مدى جاهزيته وجديته لتحقيق مطالب الشعب الليبي وعقد الإنتخابات البرلمانية والرئاسية.