جلسة «تخسيس بالتبريد» تنهى حياة ابنة طبيب

كانت «داليا»، الشابة الثلاثينية، ترغب فى وزن مثالى، رغم أنها لا تعانى من سمنة مٌفرطة، ولا تدرى أن طريقها لمركز تخسيس شهير بحدائق الأهرام فى الجيزة نهاية لحياتها.
داخل المركز، وأثناء إجرائها لجلسة تخسيس بالتبريد، لقيت «داليا»، الأم لطفلة عمرها 3 سنوات، مصرعها، وحملها العاملون بالمركز إلى كراسى عند بوابة الدخول، حيث ألقوا بجثتها فى محاولة للتنصل من جريمتهم، وفق ما أظهرته كاميرات المراقبة التى تحفظت عليها النيابة العامة.
«داليا»، وهى ابنة طبيب شهير، توجهت لمركز التخسيس قبل شهر، وفرحت بعد إنقاص وزنها 10 كيلوجرامات، وحين عانت من نوبات قلبية كانت أسرتها تظنّ أنها ناتجة من تغيير النظام الغذائى!.
ولكنّ والدة «داليا» اكتشفت المأساة حين اصطحبتها لطبيب قلب، وعرفت أنّ ابنتها تتناول أدوية مجهولة المصدر للتخسيس، وكان الطبيب حاسمًا فى أوامره للمريضة: «وقفى العلاج دا فورًا.. إعملى التحاليل دى وتيجى بيها العيادة بكرة»، بعد قولها: «يا دكتور أنا باخد أدوية بتتغير كل أسبوع!».
الحالة الصحية ل«داليا» كانت تسوء، وباليوم التالى لزيارة الطبيب توجهت لإجراء تحاليل طبية، وأجرت جلسة أخيرة للتخسيس بالتبريد داخل المركز غير المرخص فلقيت مصرعها!.
وفق «أحمد»، وهو طبيب أسنان، شقيق «داليا»، فإن يوم وفاة الأخيرة اتصلت على أمها لتخبرها: «يا ماما عملت التحاليل ورايحة جلسة التخسيس وهرجع على البيت».
الجلسة تستغرق نحو ساعتين كما أخبرت «داليا» والدتها، والتى فوجئت ب«3 بيخبطوا على شقتنا، ويقولوا لنّا: تعالوا بنتكم تعبانة شوية بالمركز».
والد «داليا» حين توجه لمركز التخسيس وجد ابنته مُلقاة على الأرض وعرف أنها ماتت، وأصيب بحالةِ انهيار، وبدأ يسأل بأرجاءِ المكان: «فين الطبيب اللى بيعالجها؟!»، ولم يجبه أحد، لكنّ سيدة أخبرته: «كنت بعمل جلسة جنب بنتك وسمعتها بتشهق بصوت عالى ووشها أزرق اللون ونزلت الصيدلية علشان حد ييجى يشوفها قالوا: مش عندنا حد».
سيدة أخرى من ضحايا المركز، قالت لوالد «داليا»: «كنت جايه أتخانق مع صاحب المركز، أعطانى أدوية وحقنا تحت الجلد، سببت لىّ متاعب، ولاحظت إن هناك عاملة بالمكان تحمل أدوية وحقنا وهربتها لما بنتك ماتت».
الشرطة وصلت على الفور، واتضح لها أن اثنين قدما نفسيهما على أنهما إخصائيا علاج طبيعى، مالكا المركز، ولديهما نحو 6 مركز أخرى بالمحافظات، وبوصول وكيل النائب العام تحفظ على كاميرات المراقبة، وباشر التحقيق مع الإخصائيين وعاملين آخرين.
والد «داليا»، أغمى عليه، ولم يجد ابنه بالمركز جهاز قياس ضغط الدم، وردد على مسامع الجميع: «مكان زى دا بيعالجوا النّاس فيه ويعطونهم أدويةً مجهولة مفيش جهاز ضغط فيه؟!».
بوصول الأب للنيابة، عُرض أمامه لقطات التقطتها كاميرات المراقبة داخل المركز، وأظهرت أن ابنته «داليا» دخلت حجرة جلسة التخسيس لمدة 54 دقيقة وبعدها ظهرت حالة هلع بالمكان وعمال يحملون ابنته ويلقون بها على كراسى الاستقبال، وإحدى العاملات كانت تحمل كيسًا أبيض اللون ومعها أدوية أخرجتها من الأدراج والدواليب وهربتها، وهو ما تطابق مع قالته شاهدة عيان، وبعدها حملوا الجثة ورموها على السلالم على باب المركز، وحضر مُسعف ليحملها للداخل لحين وصول الشرطة.
كان المتهمون يحاولون التنصل من جريمتهم، لإظهار أن الوفاة جرت على باب المركز، والذى صدر قرار بتشميعه، والتصريح بدفن الضحية وتشريح جثتها بمعرفة خبراء مصلحة الطب الشرعى للوقوف على أسباب الوفاة.
تؤكد أسرة الضحية أنهم عرفوا بمحض الصدفة عن ذهاب ابنتهم لمركز التخسيس واكتشفوا تناولها الأدوية المجهولة بعد فوات الأوان، وينصحون بعدم التوجه لمراكز غير مرخصة، ويطالبون بالقصاص بالقانون: «بنت داليا الوحيدة بتسأل عليها كل يوم: ماما فين؟!.. وماتت فى عز شبابها».