دعوة للحب.. هكذا وصفت الفنانة التشكيلية نيفين فرغلى، قوة تأثير الفن فى المجتمع المحيط به، فهو قادر على توصيل الرسالة بطرق متنوعة يمكن تفسيرها بأكثر من طريقة وفقًا لثقافة كل مشاهد على حدة. نيفين فرغلى، من مواليد 1973، بالقاهرة، درست بكلية الفنون التطبيقية قسم التصميم الداخلى والأثاث جامعة حلوان، كما حصلت على الماجستير ثم الدكتوراه، وانطلقت فى مشوارها العملى كفنانة لتشارك فى العديد من المعارض سواء على المستوى المحلى أو الدولى. الفن تهذيب للمشاعر تقول «فرغلى» ل«أيقونة» إن الفن قادر على تبنى القضايا منذ بداية الوجود، فإذا نظرنا إليه نجده يهتم بالإنسان كعنصر أساسى فى كل الحضارات، حتى إن الإنسان البدائى عبر عن نفسه وعن حياته بواسطة الفن، ولعل أبرز مثال هو المصرى القديم الذى جسد كل مفردات حياته اليومية على جدران المعابد، وهو ما جعل تاريخه يعيش حتى وقتنا هذا. أما بالنسبة ل«نيفين» ذاتها كعنصر نسائى فاعل فى مجالها الفنى، فهى تحاول دائمًا تناول المشاعر واستخدام الفن كدعوة للحب، فعلى سبيل المثال يعتبر تمثال المرأة التى تحمل طفلها رمزًا لكل امرأة تحب أولادها، أما تمثال الطفل الذى يلعب الكرة فهو يشير لحبه اللعبة التى يمارسها. الفنانة المصرية لم تر الفن فقط مجرد وسيلة لتوصيل رسالة ما يؤمن بها الفنان، بل هو تهذيب للمشاعر والإحساس، فالإنسان كلما تعوّد على رؤية كل ما هو جميل عرف كيف يقدر الجمال؛ لذلك نجد الدول الأوروبية تحتفظ بالزرع والورود فى الشوارع لأنها مصدر للجمال. وهكذا يستطيع الفن تنمية الحس الإنسانى وكل ما هو معتمد على المشاعر، فهو خير وسيلة لغرس المحبة وثقافة الحس الجمالى لدى الأطفال منذ الصغر ليكونوا فى المستقبل أشخاصًا قادرين على رؤية الأشياء الجميلة والحفاظ عليها. ومن هذا المنطلق أيدت نيفين فرغلى نظرية العلاج بالفن قائلة: «العلاج بالفن موجود منذ سنوات طويلة وله دور كبير فى علاج ذوى الاحتياجات الخاصة، وتعديل السلوك، وكبار السن، وكذلك علاج الإدمان»، لافتة إلى أن الفن يدخل فى العلاج على عدة مستويات وليس العلاج النفسى فقط. المرأة شريك النجاح منذ قديم الأزل وعلى مدار التاريخ، كانت المرأة هى البطل فى معظم أعمال الفنانين فهى رمز قوى جدًا للتعبير عن الجمال، ولها حضور حاليًا فى كل المجالات سواء القضاء أو السياسة وغيرهما من المجالات. تقول الفنانة المصرية إن المرأة هى شريك فى النجاح مع الرجل، فالمرأة والرجل هما وجهان للوجود الإنسانى، لذلك لا يمكن اختزال قضايا المرأة فى نقطة معينة أو قضية واحدة، إذ إنه يجب الحفاظ على مشاعر المرأة ككل وآرائها وقيمتها كأم وأخت وشريكة فى الوطن. مع حبى من أبرز القضايا التى تتبناها «فرغلى» من خلال أعمالها الفنية قضايا الرجل والمرأة كأساس للوجود الإنسانى، بالإضافة للحياة بكل مفرداتها، وهو ما ظهر جليًّا من خلال آخر معارضها الذى قدمته بعنوان «مع حبى». ومضت قائلة: «اسم المعرض يعنى حبى لكل الكائنات الموجودة على الأرض وأهمها الإنسان وكيفية تعبيره عن مشاعره بحب فى التعامل مع كل ما يحيط به». واختتمت: «لا أستطيع تحديد أقرب أعمالى إلى قلبى، فكل عمل منها أخذ منى جهدًا كبيرًا جدًّا، ولكنى أكون سعيدة حين أرى تفاعل الناس مع أعمالى خاصة المتحرك منها».