«ليس هناك مكان آمن لي».. مأساة فتاة أوكرانية سورية تعيش بين حربين

من أصول سورية وفلسطينية وأوكرانية، قضت الشابة فيكتوريا ناجي حياتها بين حربين، فبعد حصولها على شهادتها الجامعية في دمشق، خططت للانتقال إلى كييف للبحث عن فرصة عمل في موطن والدتها، لكن اندلاع الحرب هناك عطل خطتها.
ووفقا لشبكة «دويتشه فيلله» الألمانية، قضت فيكتوريا، التي وُلدت لأب فلسطيني سوري وأم أوكرانية، نحو نصف حياتها في ظل الحرب، وكبرت الشابة البالغة 24 عامًا والمقيمة في دمشق، خلال الحرب السورية، التي اندلعت قبل 11 عامًا.
تقول فيكتوريا ل«دويتشه فيلله»: «قلت لنفسي من الممكن أن أنتقل إلى أوكرانيا في المستقبل. الآن أصبح المستقبل مشوشًا كثيراً»، وأضافت: «بالنسبة لي، أرى الحرب في كل مكان. ليس هناك مكان آمن لي».
وتضيف فيكتوريا أن «أصدقاء وأقارب لها اضطروا للفرار من كييف إلى أماكن أكثر أمناً. أوكرانيا بلد جميل جداً. من المؤسف ما يحدث فيها. ومن المؤسف أن تكون هناك حرب في أي بلد. الحرب بشعة. وأرجو ألا تزداد الأوضاع في أوكرانيا سوء».
تزوج والدا فيكتوريا عام 1983، وتنقلا بين أوكرانيا وسوريا قبل أن يستقرا في دمشق عام 1995، وكان جدها لأمها قد شارك في القتال خلال الحرب العالمية الثانية، أما عائلة الوالد فقد جاءت قبل عشرات السنين إلى سوريا، وحصلت على الجنسية السورية.
تقول فيكتوريا إنها «عاشت في أمان نسبي منذ تفجر الأوضاع في سوريا، لأنها تقيم في منطقة خارج دمشق لم تتأثر بشدة بالصراع. ولذلك جاءت إحدى صديقاتها للإقامة معها بعد مقتل شقيقها في قصف. وقد تجمد الوضع إلى حد كبير على جبهات الصراع الرئيسية منذ عدة سنوات، غير أن صعوبة الحياة ازدادت سوءاً أكثر من أي وقت مضى منذ نشوب الحرب».
وعن بداية الحرب تقول فيكتوريا: «المشكلة أننا كنا صغارا عندما بدأت، كبرنا وأصبحنا نتعود عليها»، وتضيف: «أنا فنانة وأحب الموسيقى أيضا، ولذلك فإن الأشياء الجميلة هي ما تشغلني، ورغم أنني لا أفهم لماذا تحصل كل هذه الحروب، إلا أنني أريد أن أفهم ذلك، لأن أوكرانيا قضيتي وسوريا أيضا».