فى اليوم ال18 من الغزو الروسى لأوكرانيا، قصفت القوات الروسية معسكر يافوريف فى مدينة لفيف، غرب أوكرانيا، يعمل فيه مدربون أجانب تابعون لحلف شمال الأطلسى «الناتو»، مما أدى إلى مقتل 35 شخصًا وإصابة العشرات، بحسب ما أعلن الحاكم العسكرى لمنطقة لفيف، ماكسيم كوزتسكى، فى تصعيد خطير يؤكد مساعى روسيا لاستهداف أى وسائل دعم للقوات الأوكرانية، كما كثّفت القوات الروسية هجماتها على مدن وبلدات فى أوكرانيا وتواصل مساعيها لإطباق الحصار الشامل على العاصمة كييف، بينما حذر الرئيس الأوكرانى، فلوديمير زيلينسكى، من أن القوات الروسية ستواجه قتالًا حتى الموت إذا حاولت احتلال العاصمة كييف. ويقع المعسكر، الذى استهدفته القوات الروسية، على بعد نحو 30 كيلومترًا عن مدينة لفيف قرب حدود بولندا، ووصفت مصادر روسية المعسكر بأنه بؤرة لمدربى حلف شمال الأطلسى «الناتو»، وذكرت أن القاعدة التى ضُربت قرب لفيف كانت تضم مقاتلين من كتيبتى «آزوف» و«أيدار» القوميتين. وقالت الحكومة الإقليمية إنه وفقًا للبيانات الأولية، أطلقت روسيا 8 صواريخ بالقرب من لفيف. وأكد وزير الدفاع الأوكرانى، أوليكسى ريزنيكوف، وجود مدربين أجانب يعملون فى القاعدة العسكرية التى قصفتها روسيا، وتمثل تلك القاعدة الضخمة مقرًا للمركز الدولى لحفظ السلام والأمن، وتضم مركزًا لتدريب جنود بعثات حفظ السلام ومن جانبها، اعتبرت لندن أن «روسيا تدفع ثمنا باهظا فى كل تقدم لها، إذ تبدى القوات الأوكرانية مقاومة شرسة فى جميع أنحاء البلاد»، وأكدت أن قصف القاعدة العسكرية قرب لفيف تصعيد خطير، وأعلنت الاستخبارات البريطانية، أمس، أن قوات روسية تندفع من شبه جزيرة القرم لتطويق مدينة ميكولاييف جنوبا، وربما تتوجه غربا نحو أوديسا، وأكد حاكم إقليم ميكولاييف مقتل 9 أشخاص نتيجة قصف جوى روسى على عاصمة الإقليم. وباتت العاصمة، بحسب مصادر أوكرانية، محاصرة بشكل متزايد بالجنود الروس الذين دمّروا مطار فاسيلكيف، وقالت هيئة أركان الجيش الأوكرانى إن القوات الروسية الموجودة فى ضواحى العاصمة، تحاول تحييد المناطق المحيطة بها من أجل «محاصرة» كييف، وتعرضت الضاحية الشمالية الغربية، إيربين وبوتشا، لقصف مكثف فى الأيام الأخيرة، وباتت الطرقات الجنوبية الوحيدة المتاحة لخروج المدنيين. وقالت وزارة الدفاع البريطانية، أمس الأول، إن القوات الروسية كانت موجودة على بُعد 25 كيلومترًا من العاصمة، وإن رتلًا فى شمال المدينة قد تفرّق، وهو ما يعزز فكرة وجود نية لتطويق كييف. وفى المقابل، أكد الرئيس الأوكرانى، فلوديمير زيلينسكى، الاستمرار فى المقاومة، واعتبر فى تصريحات جديدة، أمس، أن «روسيا ليست عدوًا، بل أكثر من ذلك»، مشبهًا إياها بكوريا الشمالية بالنسبة إلى الولاياتالمتحدة. وأضاف: «الروس لن يستطيعوا هزيمة بلاده، لأنهم لا يملكون القوة المعنوية»، ورأى أن «موسكو عزلت نفسها بهجومها على أوكرانيا وأصبحت بلدا لا يريد أحد العيش فيه». واعتبر أن ما أسماه «الشر الذى يستهدف المدن السلمية لن يتوقف عند دولة واحدة»، وتعهد بتقديم المسؤولين الروس للعدالة الدولية. وأعلنت وزارة الدفاع الروسية، أمس، إخراج 3687 منشأة عسكرية أوكرانية عن الخدمة وتدمير نحو 100 طائرة و128 مسيرة منذ بداية العملية العسكرية الخاصة فى أوكرانيا فى 24 فبراير الماضى. وأكد المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية، إيجور كوناشينكوف، أن الأهداف المدمرة تشمل 99 طائرة، و128 طائرة مسيرة، و1194 دبابة وعربة قتال مصفحة أخرى، و121 راجمة صواريخ، و443 قطعة من المدفعية الميدانية ومدافع الهاون، و991 قطعة من المركبات العسكرية الخاصة. وتقدمت وحدات من القوات المسلحة الروسية لمسافة تصل إلى 14 كيلومترًا فى يوم واحد، وسيطرت جراء العمليات الهجومية على المناطق الجنوبية من بلدات بلاغوداتويه وفلاديميروفكا وبافلوفكا ونيكولسكويه فى دونباس. وأعلنت وزارة الدفاع الروسية أن كتيبة «أيدار» النازية الأوكرانية اتخذت باحات كنيسة فى بلدة نيكولسكويه مركزا لعملياتها، واحتجزت نحو 300 مدنى وراهب كرهائن، وجرى تحريرهم دون إصابات. ولا تزال مدينة ماريوبول الساحلية الاستراتيجية جنوب شرق البلاد، بين شبه جزيرة القرم ودونباس، تواجه وضعا «ميؤوسًا منه تقريبًا»، حسب منظمة أطباء بلا حدود، وتفتقر إلى الطعام، وسكانها محرومون من الماء والغاز والكهرباء والاتصالات. وقال مصدر عسكرى فرنسى إن «ماريوبول لا تزال محاصرة، ما لا يمكنهم الحصول عليه بالحرب يريد الروس الحصول عليه من خلال الجوع واليأس، ولأنهم لا يستطيعون قهر الجيش الأوكرانى، فإنهم يستهدفون السكان». كما أقرت موسكو بأن الوضع «فى بعض المدن اتخذ أبعادا كارثية»، واتهم الجنرال الروسى ميخائيل ميزينتسيف، القوميين الأوكرانيين بزرع ألغام فى المناطق السكنية وتدمير البنية التحتية لحرمان المدنيين من طُرق للإجلاء وللموارد الأساسية، كما تتأهب مدينة أوديسا الجنوبية لهجوم القوات الروسية التى تركز هجومها حاليا على بعد حوالى 100 كيلومتر إلى الشرق فى مدينة ميكولايف. وأعلن وزير المالية الروسى، أنطون سيلوانوف، أن حجم احتياطى الذهب والنقد الأجنبى للبنك المركزى الروسى والذى تم تجميده بسبب العقوبات الغربية، يبلغ نحو 300 مليار دولار، من إجمالى احتياطيات البنك البالغة 650 مليار دولار.
