روسيا تتأهب نوويًا.. وأوروبا تخشى امتداد «عملية بوتين» لبولندا

أمر الرئيس الروسى، فلاديمير بوتين بوضع قوات الردع النووى فى حالة تأهب قصوى، فيما تواصلت حرب الشوارع والاشتباكات الضارية فى عدة مواقع استراتيجية بالعاصمة الأوكرانية كييف وعلى أطرافها، وفى مدينة خاركايف ثانى كبرى المدن الأوكرانية، بين القوات الروسية والأوكرانية فى رابع أيام العملية العسكرية الروسية ضد أوكرانيا، وشهدت مناطق واسعة فى كييف وخاركايف اشتباكات بين أرتال عسكرية روسية وقوات أوكرانية، فى ظل عمليات إبرار جوى لقوات روسية فى بعض مطارات كييف، وتماسكت القوات الأوكرانية مدعومة بالمقاومة الشعبية فى مواجهة الهجمات، فى ظل فرض حظر تجوال ليلى، ووصف الرئيس الأوكرانى فلوديمير زيلينسكى ليلة، أمس الأول، بأنها الأصعب على الإطلاق فى كييف، والتى شهدت سقوط مئات القتلى والجرحى من الجانبين فى الاشتباكات والغارات الروسية والقصف الجوى بالصواريخ الباليستية والمجنحة، وأعلنت الأمم المتحدة أن عدد اللاجئين الأوكرانيين الذين غادروا بلادهم تجاوز 368 ألفا.
ودعت سلطات كييف السكان إلى اللجوء إلى الملاجئ، ونقلت وكالة «إنترفاكس» الأوكرانية عن فرق الإنقاذ أن قصفا أصاب سياجًا لمركز لتخزين نفايات مشعة، وأكد الجيش الأوكرانى أن القوات الروسية تواصل هجومها لتحصين كييف بعد أن أكملت إعادة تجميع وحداتها على الجبهة الشمالية، وعلى بعد 30 كيلومترا جنوب غرب كييف، تتواصل المعارك للسيطرة على قاعدة فاسيلكيف الجوية، مما منع رجال الإطفاء من التدخل لإخماد حريق كبير فى مستودع للنفط أصابه صاروخ روسى، وقال رئيس بلدية العاصمة إن وحدات تخريب روسية موجودة فى المدينة، لكن ليس هناك حتى تشكيلات نظامية للجيش الروسى. وأكد مستشار الرئيس الأوكرانى أنهم لايزالون يسيطرون على الوضع غرب كييف، وأنهم لم يلحظوا أى تقدم للقوات الروسية جنوبا، وقال الجيش الأوكرانى إن وحدات روسية رصدت فى بوروديانكا، على بعد 70 كيلومترا شمال غربى كييف، وفى ضاحيتى بوتشا وفيشجورود. وأقر الجيش الأوكرانى بأن المدرعات والدبابات الروسية نجحت فى اقتحام خاركيف شمال شرق أوكرانيا، وفى وقت لاحق أعلن حاكم المدينة أن القوات الأوكرانية استعادت خاركيف بالكامل، كما تحدثت موسكو عن تقدم فى الجنوب الأوكرانى حيث دخلت القوات الروسية انطلاقا من شبه جزيرة القرم التى ضمتها موسكو فى 2014، وأعلن الجيش الروسى أنه يحاصر مدينتى خيرسون وبيرديانسك جنوبى أوكرانيا. وجاء التصعيد الروسى بعدما أمر الرئيس الروسى فلادير بوتين، الجيش بتوسيع الهجوم على أوكرانيا، مشيرا إلى أن كييف رفضت إجراء مفاوضات. وقالت وزارة الدفاع الروسية فى بيان إن «أوامر صدرت إلى جميع الوحدات بتوسيع الهجوم فى جميع الاتجاهات وفقا للخطة الهجومية».
وأعلنت الدفاع الروسية أن الجيش الروسى تمكن منذ بداية عمليته الخاصة فى أوكرانيا، من تدمير 975 منشأة للبنية التحتية العسكرية الأوكرانية ويواصل تقدمه على عدة محاور، كما شنت قواتها ضربات جديدة بأسلحة دقيقة بعيدة المدى باستخدام صواريخ مجنحة من الجو والبحر ضد منشآت البنية التحتية العسكرية لأوكرانيا، مؤكدة أنها لا تضرب المدن والبلدات الأوكرانية، بل تتخذ كافة الإجراءات اللازمة للحفاظ على أرواح المدنيين. وأوضحت أن بين المنشآت المستهدفة 23 نقطة تحكم ومركز اتصالات للقوات الأوكرانية و48 محطة رادار، وأسقطت 8 طائرات مقاتلة أوكرانية و7 مروحيات و11 طائرة بدون طيار وصاروخين، ودمرت 223 دبابة ومركبات قتالية مصفحة، و28 طائرة عسكرية على أرض مطاراتها، و39 قاذفة صواريخ متعددة، و143 وحدة من المركبات العسكرية الخاصة، وأكدت أسر 471 جنديا أوكرانيا. فى حين قالت وزارة الدفاع الأوكرانية إن الروس خسروا 27 طائرة حربية و26 مروحية و146 دبابة فى الأيام الثلاثة الماضية، ونحو 4300 جندى، وحوالى 146 دبابة و27 مقاتلة و26 طائرة هليكوبتر. وفى الوقت نفسه، أعلن الكرملين، أمس، أنه تم إبلاغ أوكرانيا بإمكانية التفاوض فى مينسك عاصمة بيلاروسيا، لكنه أكد أن المعارك لن تتوقف أثناء المفاوضات، مشددا على وصول وفده إلى بيلا روسيا، فى حين رفض الرئيس الأوكرانى المفاوضات فى مينسك، لأنها متورطة بشكل مباشر فى الحرب على أوكرانيا، إذ اقتحمت القوات الروسية عدة مناطق أوكرانية عبر الحدود والأجواء البيلاروسة، واقترح «زيلينسكى»، تركيا أو أى دولة أخرى فى شرق أوروبا كمقر للتفاوض، ورفض «زيلينسكي» التفاوض فى ظل الضغوط الروسية والشروط المسبقة.
وقبل اجتماع وزراء خارجة الاتحاد الأوروبى، أمس، لبحث تقديم المزيد من الدعم لأوكرانيا، أعلن الاتحاد الأوروبى أن غالبية دوله أغلقت المجال الجوى أمام الرحلات الجوية الروسية، بينما واصلت العديد من الدول الأوروبية والولايات المتحدة إرسال أسلحة وذخائر ومضادات الدبابات والطائرات، وصواريخ ستينجر ومدافع رشاشة لأوكرانيا، ومن أبرز تلك الدول ألمانيا والتشيك والمجر وأمريكا وهولندا وأستراليا وبلجيكا ورومانيا، وبدأ حلف شمال الأطلسى «ناتو»، نشر أفراده وقوة الردع تحسبا لأى تطورات محتملة، وواصل تعزيز تواجده فى دوله شرق القارة العجوز، بينما أعلن الرئيس الأوكرانى، أن بلاده بصدد تشكيل فيلق أجنبى للمتطوعين من الخارج للقتال بجانب القوات الأوكرانية.
وتوالت الدعوات فى أوروبا لزيادة الإنفاق الدفاعى لتعزيز قدرات الدول الأعضاء على تحسين قدراتهم العسكرية، وهو ما أكده المستشار الألمانى أولاف شولتز، ورئيس الورزاء البولندى ماتيوش مورافيتسكى، الذى أعرب عن خشيته من أن تشن روسيا هجوما على بولندا أو فنلندا أو دول البلطيق الثلاث، وقال: «ننفق حاليا حوالى 300 مليار يورو، يجب أن نصل إلى 500 أو 600 مليار يورو، هذا ليس مستحيلا وسيسمح لأوروبا أخيرا بلعب دور رئيسى».
وأصدرت 50 دولة بيانا مشتركا، عقب فشل مجلس الأمن فى التصويت على مشروع قرار أمريكى كان يهدف لمحاسبة روسيا على عدوانها على أوكرانيا، ومن المقرر أن تعقد الجمعية العامة للأمم المتحدة، اليوم، اجتماعا لبحث مشروع القرار الأمريكى والتصويت عليه حيث يحتاج إقراره إلى غالبية الدول الأعضاء، وهو ما تعمل واشنطن على حشد الدعم له، لكنه قرار غير ملزم.