«أيقونة» تحاور «مايكروسوفت» حول التكنولوجيا ومستقبل النساء

فى عصر التنوع والشمول، يعد استثمار النساء فى مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات «STEM» وبناء قدراتهن فى المجالات الرقمية إحدى ركائز الاستدامة؛ ليس فقط لكون ذلك يسهم فى تمكين المرأة وسد الفجوات بين الجنسين فى تَقَلُّد المناصب القيادية، ويدعم النمو القائم على الابتكار والمعرفة، بل لكون نساء الشرق الأوسط حققن بالفعل طفرة فى مجال التكنولوجيا الناشئة، إذ أسسن 35% من شركات الإنترنت فى منطقة الشرق الأوسط، وهى نسبة مرتفعة حال قورنت مع المتوسط العالمى المقتصرة نسبته على 10% فقط، وذلك وفقًا لإحصاء حديث أعده مركز Startup Compass ونشره موقع «economist» البريطانى.
فى هذا السياق، حاورت «أيقونة»، المهندسة ميرنا عارف، المدير التنفيذى ل«ميكروسوفت إيجيبت» حول مستقبل النساء فى قطاع التكنولوجيا، وإسهام هذا القطاع فى تمكين المرأة مصريًا وعربيًا وعالميًا، وما الذى حققته نساء مصر فى قطاع التكنولوجيا الناشئة، وما نتائج الشراكات بين «مايكروسوفت إيجيبت» والحكومة المصرية فيما يخص بناء قدرات النساء والفتيات فى المجالات الرقمية.
■ بصفتك صاحبة تجربة رائدة، كمديرة تنفيذية ل«مايكروسوفت إيجيبت» كيف ترين مستقبل النساء فى القطاع التكنولوجى؟ وكيف يسهم هذا القطاع الواعد فى تمكين المرأة مصريًا وعربيًا وعالميًا؟
- بكل تأكيد، للمرأة مستقبل واعد فى مجالات التكنولوجيا المختلفة، التى تعتبر إحدى ركائز المحركات الرئيسية للتقدم والنمو الاقتصادى فى جميع أنحاء العالم؛ أما نساء الشرق الأوسط فأثبتن بالأرقام والإحصاءات أنهن حجزن مكانًا خاصًا فى مستقبل هذا القطاع.
أما عن إسهام التكنولوجيا فى تمكين النساء فيرتكز على بناء قدراتهن فى المجالات الرقمية؛ لذا نسعى فى «مايكروسوفت» لتشجيع ريادة الأعمال النسائية، وتمكينهن عبر العمل على برامج تعزز وعيهن بمهارات الرقمنة والذكاء الاصطناعى (AI).
■ أين تقف نساء مصر من خريطة القطاع التكنولوجى للمنطقة العربية؟ وما مقترحاتك لوضعهن على الخريطة العالمية لرائدات القطاع التكنولوجى؟
- تتنامى أعداد القيادات النسائية فى القطاع التكنولوجى المصرى؛ وهو ما يعكسه تواجد العديد من القيادات النسائية فى شركات تكنولوجية عالمية متواجدة فى مصر ك Visa، IBM، ERICSSON، ما يعد مؤشرًا جيدًا يدفع نحو تحقيق المزيد من التنوع والابتكار فى القطاع.
أيضًا لا نغفل دور المرأة الريفية التى باتت مشاركة فى التنمية الاقتصادية أكثر من أى وقت مضى؛ إذ تلعب التكنولوجيا دورًا محوريًا لزيادة مساهمتها من خلال التوسع فى برامج التعلم المخصصة للنساء.
وبشكل عام حققت نساء مصر إنجازًا ملموسًا على صعيد أسواق العمل؛ إذ قدر البنك الدولى ارتفاع قوة عمل المرأة المصرية فى الأعوام العشرة الأخيرة ليبلغ نحو %23.7 خلال عام 2020، وهو تقدم مدفوع بالأولوية التى تحظى بها النساء فى الاستراتيجية الوطنية للدولة 2030.
أما عن سُبل وضع نساء مصر على الخريطة العالمية للقطاع التكنولوجى فيحدث عبر خلق ثقافة ينجذب فيها المزيد من النساء إلى مجال العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، ليأخذن مسارًا وظيفيًا فى قطاع صناعة التكنولوجيا؛ وهذا تحديدًا ما نعمل عليه فى «مايكروسوفت» من خلال برامج تستهدف تطوير مهارات المرأة، وضمان سد الفجوة بين الجنسين، عبر دعم كافة المؤسسات الحكومية والخاصة وغير الربحية من خلال البرامج والمبادرات والشركات التى تعمل على تمكين المرأة خاصة فى المجالات المتعلقة بالتكنولوجيا.
■ ما رؤية «مايكروسوفت» لتمكين المرأة عبر القطاع التكنولوجى، وما نتائج الشراكة بينكم وبين الحكومة المصرية؟
- تشهد مصر خطوات واسعة نحو تمكين وتعزيز مساهمات المرأة فى بناء اقتصاد رقمى قوى بما يتماشى مع رؤية مصر 2030 وكذلك الاستراتيجية الوطنية لتمكين المرأة المصرية التى تستهدف زيادة مشاركة الإناث فى قوة العمل وتعزيز أدوارهن القيادية، وفى هذا السياق تدعم مايكروسوفت الاستراتيجية المصرية عبر عدة شراكات، وتعد مبادرة «طور وغير» أحد أهم نماذج شراكتنا مع الحكومة المصرية؛ إذ تستهدف هذه المبادرة تطوير مهارات الشباب والفتيات فى قطاع تكنولوجيا المعلومات، عبر برنامج متكامل دشنته «مايكروسوفت مصر»، بالشراكة مع الحكومة المصرية، وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائى لسد فجوة المهارات فى سوق العمل من خلال تمكين الشباب والفتيات وبناء قدراتهم فى المهارات الرقمية وعلوم الكمبيوتر.
حتى الآن، نجح البرنامج فى تمكين أكثر من 3.1 مليون شاب وشابة، كما ساهم فى إعداد 5000 مدرب ورفع المهارات الرقمية ل1.5 مليون شاب وفتاة، كما ساهم فى خلق ما يقارب من 15 ألف فرصة عمل.
فى هذا السياق حققت الإناث نسبة مشاركة ضخمة فى برنامج «مايكروسوفت» تصل إلى 53٪ فى أنشطة تحسين المهارات و20٪ فى الحصول على فرص العمل.
كذلك تعاونت «مايكروسوفت» مع الحكومة المصرية لتوفير التدريب ورفع مهارات أكثر من 386.527 من شباب المجتمعات فقيرة الإمكانيات، بالإضافة إلى ربط أكثر من 3.543 شاب وفتاة بوظائف لائقة، مع ضمان نسبة لا تقل عن 20٪ من الإناث فى هذه الوظائف فضلًا عن مشاركتهن بنسبة 53٪ فى أنشطة المهارات.
تعاونا كذلك مع وزارة الشباب والرياضة لإطلاق مبادرة SHE CODES وهى حملة استهدفت الفتيات بين (18 - 30) لتمكينهن عبر منحهن فرصة التعرف على المفاهيم التكنولوجية الأساسية وبرمجة الكمبيوتر وإنشاء تطبيقات ثرية وتفاعلية.
■ هل ثمة إسهامات أو أدوار أخرى ل«مايكروسوفت» تستهدف تعزيز المهارات الرقمية للنساء والفتيات، عبر مبادرات مجتمعية غير حكومية؟
- بالتأكيد، وهو ما تعكسه مشاركتنا فى مبادرة Women Techsters بالتعاون مع مؤسسة «Tech4Dev» غير الربحية؛ لتدريب الفتيات والنساء فى مصر وإفريقيا على البرمجة والمهارات التقنية، بهدف سد الفجوة الرقمية والتكنولوجية بين الرجال والنساء.
■ ما نسبة الكتلة التوظيفية للنساء فى مايكروسوفت العالمية بصفة عامة ومايكروسوفت مصر بشكل خاص؟ وهل تشكل هذه النسبة تمثيلًا عادلًا للنساء؟
- على مستوى مايكروسوفت العالمية، تشكل النساء نسبة 27.1٪ من القيادات و22.0٪ من المديرين و21.1٪ من المديرين التنفيذيين. وبالنسبة لمنظقة الشرق الأوسط، فلدينا هدف أشمل يتمثل فى تحقيق نمو بنسبة 2.5٪ على أساس سنوى فى معدلات توظيف الإناث، فضلًا عن ضمان وجود امرأة واحدة بقوائم المرشحين للوظائف.
وفى مايكروسوفت مصر، تمثل المرأة نسبة 25% من إجمالى العاملين، فضلًا عن تواجدها بين القيادات العليا والوسطى.
تعمل «مايكروسوفت» على توفير فرص متكافئة من خلال ضمان استفادة الجميع سواء الرجال أو النساء من كافة البرامج التى تبتكرها، فنحن ملتزمون بتعزيز التنوع والاندماج فى أماكن العمل حول العالم، لأننا نؤمن بأن هذه القوى العاملة قادرة بشكل أفضل على الابتكار.