مصنوع من نيزك .. القصة الغامضة وراء خنجر الملك توت عنخ آمون

قام فريق من الباحثين مؤخرًا بفحص خنجر حديدى عثر عليه في مقبرة توت عنخ آمون، لمعرفة كيفية تم صنع هذا الجسم، الذي يُعتقد أن معدنه جاء من نيزك.
وقد خمّن فريق البحث أنه تم تصنيع الخنجر في درجة حرارة منخفضة، لكنهم لا يعتقدون أنه صُنع في مصر. وعندما دخل علماء الآثار حجرة دفن توت عنخ آمون في وادى الملوك في عشرينيات القرن الماضى، وجدوا خنجرًا بطول قدم بين الكنوز التي دُفنت مع الفرعون.
كان نصل الخنجر مصنوعًا من الحديد، وهو ما حيّر العلماء بالنظر إلى أن العصر الحديدى لم يبدأ إلا بعد قرن من وفاة الملك توت، وهذا ما دفع الباحثين إلى الاعتقاد بأن العناصر القديمة التي تسبق العصر الحديدى تأتى من الحديد النيزكى، وهى قطع من المعدن سقطت من الفضاء ثم تشكلت على الأرض.
وفى دراسة جديدة نُشرت هذا الشهر في مجلة «ميتيوريتكس آند بلانيترى ساينس»، قال توموكو أراى، الباحث في معهد تشيبا للتكنولوجيا في اليابان: «لفهم أصل وكيف تم صنع الخنجر، أجرينا تحليلًا كيميائيًا ثنائى الأبعاد للخنجر».
رسم الباحثون الهيكل الأولى للشفرة عن طريق تسليط الأشعة السينية عليها، وكشفوا عن وجود تركيزات الحديد والنيكل والمنجنيز والكوبالت. وفى البقع السوداء الموجودة على النصل، وجدوا عناصر الكبريت والكلور والكالسيوم والزنك، ولكن طريقة توزيع هذه العناصر على النصل، كان الأمر الأكثر إثارة للاهتمام.
وقال أراى: «لقد لاحظنا وجود نسيج متقاطع موجود في أماكن على جانبى نصل الخنجر، يشبه أشكال فيدمان شتيتن، وهى أشكال فريدة من بلورات من الحديد والنيكل موجودة في بعض النيازك».
يترك نمط فيدمان شتيتن (المسمى على اسم عالم المعادن النمساوى) تأثيرًا رائعًا موجودًا في بعض النيازك المعدنية التي تنتج عن طريقة توزيع النيكل في الجسم.
ويشير وجود النمط في سلاح توت عنخ آمون إلى أن الخنجر مصنوع من فئة النيازك الثمانية، وهى أكبر مجموعة من النيازك الحديدية.
وكتب الفريق أيضًا، في إشارة إلى كيفية صنع الخنجر، أن أنماط فيدمان شتيتن تختفى عادةً إذا تم تسخين الحديد إلى درجة حرارة عالية جدًا. وقال أراى: «وجدنا أيضًا بقعًا سوداء صغيرة في أماكن على سطح النصل، واعتقدنا أنها كانت صدأ في البداية، ولكن اتضح أنها كانت عبارة عن كبريتيد الحديد، وهى شوائب تطال عادةً فئة النيازك الثمانية». وقال أراى إن وجود كبريتيد الحديد، بالإضافة إلى نمط فيدمان شتيتن، يشير إلى أنه تم تصنيع الخنجر في درجة حرارة منخفضة نسبيًا- أقل من 950 درجة مئوية.