أسماك القرش والدلافين ضحايا «القاتل البلاستيكى»

ما بين دعوات تطلقها الجمعيات الأهلية التى تعمل فى حماية البيئة البحرية، وحملات تنظيف للشواطئ والأعماق من المخلفات البلاستيكية، وانتهاءً بإصدار قرار من محافظ البحر الأحمر بحظر استخدام الأكياس البلاستيكية على متن اللنشات السياحية، وآخر بحظر الصيد داخل مناطق المحميات الطبيعية، يبقى المتضرر الأكبر والمجنى عليه من إلقاء تلك المخلفات هى عناصر الجذب السياحى التى تتمثل فى الشعاب المرجانية والكائنات البحرية المهددة بخطر الانقراض والمحظور صيدها أو بيعها وتداولها دوليًا.
أسماك القرش والدلافين ضحايا «القاتل البلاستيكى»
أيمن طاهر، استشارى البيئة وخبير الغوص، أكد أن تقارير الأمم المتحدة تصف وجود المخلفات البلاستيكية فى مياه البحار والمحيطات بالقاتل الصامت، مطالبًا بضرورة التحرك على مختلف المستويات للحفاظ على واحدة من أهم الثروات القومية الاقتصادية وهى البيئة البحرية استجابة لتحذيرات هيئة الأمم المتحدة من خطورة تلك المخلفات على الحياة البحرية فى البحار والمحيطات.
أسماك القرش والدلافين ضحايا «القاتل البلاستيكى»
وطالب بالاستمرار فى مبادرة «البحر الأحمر خالٍ من المخلفات البلاستيكية» بعد أن أكدت تقارير هيئة الأمم المتحدة أن المخلفات البلاستيكية أصبحت تمثل خطرا يهدد الموارد الطبيعية فى كل البحار والمحيطات خاصة على «الشعاب المرجانية» والكائنات البحرية.
أسماك القرش والدلافين ضحايا «القاتل البلاستيكى»
وأضاف أن ملايين الأطنان سنويًا من المخلفات البلاستيكية تذهب إلى البحار والمحيطات وتهدد بشكل مباشر الموارد الطبيعية وتؤثر على صحة الإنسان لأنها بطيئة التحلل أو غير قابلة للتحلل وأن نحو 13 مليون دولار هى قيمة حجم أضرار تلك المخلفات سنويًا.
وأمام هذه الأضرار التى تقع للكائنات البحرية وتهدد حياتها أطلق عدد من الغواصين والعاملين بالأنشطة البحرية والمهتمين بالبيئة البحرية حملة لإنقاذ حياة أسماك القرش والدلافين والسلاحف من الموت.
أسماك القرش والدلافين ضحايا «القاتل البلاستيكى»
وتأتى فى مقدمة الأماكن التى تضررت فى البحر الأحمر خلال الفترة الماضية منطقة جزر الأخوين المواجهة لمدينة القصير إذ وقعت سمكة قرش مدرجة على قائمة الكائنات البحرية المهددة بخطر الانقراض أسيرة لطوق بلاستيكى حول خياشيمها خلال تواجدها فى مياه البحر، ما جعل محميات البحر الأحمر تطلق مبادرة إخلاء شواطئ وجزر وأعماق البحر الأحمر من هذه المخلفات حتى لا تلحق أى أضرار بالكائنات والثدييات البحرية.
أسماك القرش والدلافين ضحايا «القاتل البلاستيكى»
وكذلك أطلق عدد من الغطاسين والعاملين بالأنشطة البحرية والمهتمين بالبيئة البحرية وحماية الثدييات البحرية حملة أخرى لإنقاذ حياة أحد الدلافين من الموت والمدرجة على قائمة الكائنات البحرية المهددة بخطر الانقراض من الموت، وذلك بعد أن وقع أسيرا لسن سنارة وخيوط صيد ودشن محمد حسن، أحد الغطاسين بالغردقة، حملة لإنقاذ الدولفين، مطالبًا بسرعة تدخل الأجهزة المختصة بالمحميات وجمعيات البيئة، وأن هذا الدولفين تم رصده فى منطقة العرق الكبير بمنطقة الغردقة الشهيرة بتواجد الدلافين من ذوى الأنف الزجاجى، ولا يستطيع فتح فمه بسبب سن السنارة وخيوط الصيد البلاستيك، وحذر من استمرار سن السنارة حول فم الدولفين لفترة طويلة.
وفى منطقة جنوب البحر الأحمر تمكن غطاس مصرى من إنقاذ سلحفاة بحرية نادرة ومهددة بالانقراض من نوعية السلاحف الخضراء بعد أن وجدها تصارع الموت وتحاول الإفلات من بقايا جوال بلاستيك التف حول زعانفها ورقبتها ويعوقها عن السباحة والتحرك، حيث قام بالغطس فى مياه البحر الأحمر والإمساك بالسلحفاة واستخدام آلة حادة لقطع الخيوط البلاستيكية القوية وإطلاق سراحها.
أسماك القرش والدلافين ضحايا «القاتل البلاستيكى»
وضمن حملات التوعية لطلاب المدارس تم إطلاق حملة «لا للبلاستيك» لوقف استخدام طلاب المدارس فى البحر الأحمر للأكياس البلاستيك لخلق وعى عن أضرار استخدام البلاستيك على النظام البيئى فى البحر الأحمر، حيث قام باحثو البيئة بالجمعية بإلقاء محاضرة عن مخاطر البلاستيك على الحياة البحرية، ووجهت الجمعية الدعوة إلى سكان مدينة الغردقة وعائلاتهم وأصدقائهم والزائرين من المصريين والسائحين الأجانب من محبى البيئة للمشاركة فى حملات تنظيف شاطئ وأعماق الجزر البحرية التى يوجد بمحيطها شعاب مرجانية وتسكنها الطيور البحرية المهاجرة مثل النوارس للتعشيش والبيض فيها وتعتبر المناطق التى حولها من أهم مناطق الغطس.
وأكد الدوشى مهدى، أستاذ البيئة البحرية بكلية علوم الأزهر بأسيوط، أن المخلفات والملوثات، خاصة البلاستيكية، تسبب خطورة كبيرة على الحياة البحرية خاصة الثدييات البحرية والشعاب المرجانية التى تعد أهم مقومات النشاط السياحى بالبحر الأحمر، وهو سياحة الغطس التى تحقق نحو 2 ملايين سائح سنويا.
وأضاف مهدى أن المخلفات البلاستيكية تمثل خطرا يهدد الموارد الطبيعية فى كل البحار والمحيطات، خاصة بيئة الشعاب المرجانية، حيث أكدت تقارير الأمم المتحدة أن ملايين الأطنان سنويا من المخلفات البلاستيكية تذهب إلى البحار والمحيطات، وتهدد بشكل مباشر الموارد الطبيعية من الشعاب المرجانية والكائنات البحرية، خاصة السلاحف البحرية والدلافين والأسماك والشعاب المرجانية وتؤثر على صحة الإنسان لأن أغلب تلك المخلفات بطيئة التحلل أو غير قابلة للتحلل وتمثل خطرا كبيرا على البيئة الشاطئية والبحرية.
وتابع مهدى أن تلك المخلفات تعد خطرًا كبيرا على الشعاب المرجانية أثناء إلقائها وتحركها الدائم مع حركة المد والجزر وأن مخلفات البلاستيك التى لا يتم التخلص منها بالطريقة البيئية الصحيحة تجد طريقها فى آخر الأمر لمياه البحر، وتعرض الشعاب المرجانية والكائنات البحرية التى تبتلعها أو تقع فى شباكها للموت.