ترجمات.. «الأوبئة والتاريخ».. كتاب يكشف تعامل الدول مع «الجوائح»

يعد كتاب «الأوبئة والتاريخ.. المرض والقوة الإمبريالية» إضافة مهمة بالنسبة لتاريخ الطب عامة، وتاريخ علم الأوبئة بصفة خاصة، والذي يعد أحد فروع طب الأمراض المعدية، ويهتم علم الأوبئة فى الأساس بدراسة الحالات الجماعية للعدوى، فالأمراض الوبائية هى فى الأصل أمراض معدية تصيب الأعداد الكبيرة من البشر، وبذلك فليست كل الأمراض المعدية وبائية.
الكتاب صادر عن المركز القومى للترجمة، تأليف شلدون واتس، وترجمة وتقديم أحمد محمود عبدالجواد، ومراجعة عماد صبحي، وتحرير د. عايدي على جمعة.
كان أحد الأهداف الأساسية للكتاب هو دراسة نمط الاستجابة للأوبئة فى المجتمعات الأوروبية التى أخذت بأساليب العلم الحديث، وفى المجتمعات القديمة (الهند والصين ومصر)، لسبعة من الأوبئة التى حصدت أرواح الملايين من البشر على مدى تاريخ امتد لستة قرون. فالجدرى والإنفلونزا والحصبة والتيفوس والملاريا والجذام والكوليرا والطاعون الدملى كانت كلها أوبئة موجودة بالهند والصين منذ عهود بعيدة، ولكن نتيجة لحركة انتقال البشر من خلال التجار والتجارة، أو العدوانية مثل الغزو الاستعمارى لإفريقيا والأمريكتين، أو حركة الانتقال القهرى لعبيد إفريقيا- فقد انتقلت الأوبئة إلى أماكن وشعوب جديدة لم تكن موجودة فيها من قبل، مثل إفريقيا والأمريكتين وأوروبا نفسها، فشعوب جنوب وغرب أوروبا عانت هى نفسها من هذه الأوبئة، كما عانت شعوب إفريقيا وآسيا والأمريكتين. فقد هاجم الطاعون أوروبا كما هاجم مصر، وعانت الهند من الكوليرا كمرض متوطن كما عانت إنجلترا منه كوباء، وعانت الصين من الجدرى الذى انتقل إلى أوروبا والأمريكتين، وعانت إفريقيا جنوب الصحراء من مرضى الملاريا والحمى الصفراء اللذين حصدا أرواح الملايين من الشعوب الأصلية فى الأميريكتين، فالوباء كان على الجانبين، لكن الذى اختلف هو نمط الاستجابة فى كلا المجتمعين، المجتمعات الحديثة (أوروبا بالأخص) والمجتمعات القديمة (الهند والصين ومصر).
جاء الكتاب فى 7 فصول، بيَّن خلالها المؤلف كيف كانت الاستجابة البشرية للطاعون فى أوروبا الغربية والشرق الأوسط (1347- 1844)، والمعانى السوداء الخفية للجذام والمجذومين فى الغرب فى العصور الوسطى وفى المناطق الاستوائية تحت أوروبا الإمبراطورية، الجدرى فى العالم الجديد والقديم: من المجزرة إلى الاستئصال (1518- 1977)، والطاعون السرى: الزهرى فى غرب أوروبا وشرق آسيا (1492- 1965)، والكوليرا والتمدن: بريطانيا العظمى والهند (1817- 1920)، الحمى الصفراء والملاريا والتنمية غرب إفريقيا والعالم الجديد (1647- 1928)، أخيرًا إلى علم أوبئة متغير.
الكتاب من تأليف شلدون واتس، محاضر فى علم التاريخ بجامعة إيلينوى- الولايات المتحدة الأمريكية، وجامعة نيجيريا، وأستاذ زائر لعلم التاريخ بالجامعة الأمريكية بالقاهرة.
ومن ترجمة د. أحمد محمد عبدالجواد، أستاذ ورئيس قسم الطفيليات بكلية الطب البيطرى جامعة القاهرة، ليسانس الآداب (قسم الفلسفة) جامعة عين شمس، عضو لجنة تاريخ وفلسفة العلم- أكاديمية البحث العلمى والتكنولوجيا، عضو الجمعية المصرية لتاريخ العلوم، عضو لجنة الثقافة العلمية: المجلس الأعلى للثقافة- وزارة الثقافة، عضو لجنة العلم والتكنولوجيا- مكتبة الإسكندرية.
له عدة مؤلفات، منها: «إشكالية البحث العلمى والتكنولوجيا فى الوطن العربى»- الحائز على جائزة الدولة التشجيعية فى العلوم الاجتماعية لعام 2004، «أضواء على الثقافة العلمية»- بالاشتراك- المجلس الأعلى للثقافة 2001، «موضوعات فى الثقافة العلمية»- بالاشتراك- المجلس الأعلى للثقافة 2003، «تاريخ وفلسفة العلم فى مصر منذ القرن التاسع عشر، أبواب بيوت القاهرة» (1872- 1950) دار نشر الجامعة الأمريكية بالقاهرة 2007.
ومراجعة د. عماد صبحى، بكالوريوس الطب والجراحة، كلية الطب جامعة القاهرة، دبلوم الطب المهنى وأمراض البيئة كلية الطلب جامعة القاهرة، دبلوم التطبيقات الطبية والبيولوجية فى علوم الليزر، معهد الليزر القومى جامعة القاهرة، دراسات فى التعليم الطبى المستمر- جامعة ماكجيل مونتريال کندا، عضو الكلية الأمريكية للطب المهنى وأمراض البيئة، وعضو الجمعية الطبية المصرية.
له عدة مؤلفات منها: أسرار الجسد.. طريق الرشاقة والحيوية الدائمة، العلاج بالحب، صحتك بين النفس والجسد.
ومترجم كتاب تربيع الدائرة جوليان باجينى، وله موقع طبى إلكترونى جماهيرى يُعنى بعلاج أمراض سوء التغذية والصحة بصفة عامة.
وتحرير د. عايدى على جمعة، من مواليد قرية الجواشنة- ديرب نجم- شرقية، حصل على ليسانس دار علوم، وماجستير فى الأدب العربى الحديث، ثم دكتوراه فى الأدب العربى الحديث.
له عدة مؤلفات، منها: شعر خليل جاوى دراسة فنية، أجدادى الموتى- ديوان شعر، شعر الفيتورى: الرؤية والتشكيل.