لأول مرة لن تصبح الجوائز مؤشرًا للفوز بالأوسكار .. غرائب وعجائب «جولدن جلوب» 2022

فى الوقت الذى كانت تعتبر فيه جوائز «جولدن جلوب» مؤشرا قويا للفائزين بجوائز الأوسكار كل عام، فإن الكشف عن جوائز الدورة ال79 لجمعية ورابطة الصحفيين الأجانب فى هوليوود هذا الأسبوع ربما لن يكون مؤشرا على ذلك، بعد الاتهامات والانتقادات التى طالت سمعة أشهر جوائز سينمائية تمنح فى هوليوود بعد الأوسكار، فوسط أجواء من المقاطعة والانتقادات وغياب المشاهير، ودون بث على الهواء مباشرة أو تصوير الحفل، وغياب معظم النجوم وتجاهلهم الإعلان عن فوزهم بتلك الجوائز، أقيم حفل توزيع جوائز جولدن جلوب لعام 2022، فى «بيفرلى هيلز» على أضيق نطاق بحضور أعضاء رابطة الصحفيين الأجانب فى هوليوود المانحة للجوائز، وعدد محدود من الفائزين بالجوائز.
رغم أن مثل هذه الحفلات الكبرى كانت تحظى بتغطية واسعة واهتمام إعلامى كبير وإقامة «ريد كاربت» واستقبال النجوم، خاصة مع انحسار «كورونا» العام الماضى، فقد أقيم الحفل لأول مرة بعد جائحة كورونا، ليجمع بين إقامته افتراضيا وبين مشاركة بعض النجوم وتقديم فقرات فنية على المسرح. لكن هذا العام الأمر مختلف، يقترب الأوسكار، ولا صوت ل«جولدن جلوب» أو تأثيرها فى التنبؤ بالفائزين هذا العام، مع تلوّث سمعة تلك الجوائز واتهامات طالت جمعية الصحفيين الأجانب المانحة لها، خاصة مع ما ورد عن عدم ضم أى صحفى أسمر البشرة إلى أعضائها على مدى تاريخها. تعرضت HFPA المحاصرة للنيران بعد أن كشف تحقيق أجرته صحيفة «لوس أنجلوس» فى فبراير 2021 عن ثغرات أخلاقية ونقص مذهل فى التنوع، بما فى ذلك عدم وجود صحفى أسود واحد فى المجموعة المكونة من 87 شخصًا. هددت الاستديوهات وشركات العلاقات العامة بالمقاطعة، حتى إن توم كروز أعاد جوائز جولدن جلوب الثلاثة، بينما أدان آخرون من قائمة «A» من مشاهير هوليوود الرابطة على وسائل التواصل الاجتماعى. وبدلاً من ذلك، عقدت المنظمة جوائزها السينمائية دون بث تليفزيونى أو مرشحين أو سجادة حمراء أو مضيف أو صحافة أو حتى بث مباشر. واجتمع أعضاء «HFPA» فى حدث خاص مدته 90 دقيقة، للإعلان عن أسماء الفائزين بالفيلم والتليفزيون على قنوات التواصل الاجتماعى الخاصة بالمنظمة.
وعلى صعيد الجوائز التى قد تبشر بفوز أفلام معينة فى سباق الأوسكار المقبل، والتى يعلن عنها نهاية فبراير المقبل، ويعتبرها النقاد رهانا على الفائزين هذا العام، فاز فيلم «The Power of the Dog» للمخرجة جين كامبيون بجائزة أفضل فيلم درامى لعام 2022، فى حفل جوائز جولدن جلوب، وسبق عرض الفيلم فى مهرجانات كبرى، وفاز فيلم «West Side Story» للمخرج ستيفن سبيلبيرج بجائزة أفضل فيلم كوميدى أو موسيقى، ليضع الفيلمين على مقربة من جوائز الأوسكار. وحصد النجم «ويل سميث» أول جائزة «جولدن جلوب» فى مشواره عن فيلم «King Richard»، بعد 6 ترشيحات للجائزة، وهو الدور الذى أشاد به النقاد ويجسد خلاله شخصية والد لاعبتى التنس العالميتين سيرينا وميشيل ويليامز، وكيف آمن بموهبتهما، حتى أصبحتا نجمتين رياضيتين. وحصدت النجمة الأسترالية نيكول كيدمان جائزة أفضل أداء لممثلة فى فيلم درامى عن فيلم «Being the Ricardos». ومن بين الفائزين الآخرين فى فئة الأفلام المغنية بيلى إيليش لأفضل أغنية أصلية من فيلم «No Time To Die»، و«هانز زيمر» لأفضل موسيقى أصلية عن فيلم «Dune»، وحصد فيلم «Encanto» على جائزة أفضل فيلم لأفضل فيلم رسوم متحركة، وفاز فيلم «Drive My Car» بجائزة أفضل فيلم رسوم متحركة غير ناطق باللغة الإنجليزية.
وحصدت ريتشيل زيجلر بطلة فيلم «West Side Story» جائزة أفضل ممثلة لفيلم موسيقى أو كوميدى، ولم تحضر زيجلر الحفل بسبب مقاطعة هوليوود ونجومها لرابطة الصحافة الأجنبية فى هوليوود (HFPA) التى أدت إلى سحب قناة NBC للحدث من جداولها التليفزيونية، اعتراضا على اتهامات العنصرية وعدم التنوع فى اختيارات المرشحين للجوائز، إلى جانب فضائح أخلاقية طالت بعض أعضاء الرابطة. وغردت زيجلر عقب إعلان فوزها بالجائزة، حيث اعتبرت واحدة من قلائل الفائزين الذين تفاعلوا مع فوزهم، وكتبت على حسابها الرسمى على موقع تويتر أنها فازت بالجائزة بعد 3 سنوات من اليوم الذى صورت فيه دورها فى «West Side Story» بعدما تم تأجيل طرح الفيلم لفترة بسبب جائحة كورونا. وتابعت: «دور ماريا فى فيلم West Side Story فى يناير2019، وفزت للتو بجائزة جولدن جلوب عنه، فى يناير 2022، الحياة غريبة جدًا». وحققت الممثلة إم جى رودريجز أول جائزة جولدن جلوب لها كأفضل ممثلة عن دورها فى الحلقات الدرامية «FX›s Pose»، كأول ممثلة متحولة جنسيا تحظى بالجائزة. وولدت رودريجز كذكر فى بورتوريكو، وعمرها 28 عاما، وبدأت التمثيل كطفل فى برامج مسرح الشباب. وفى الرابعة عشرة من عمرها، بدأت بالذهاب إلى نيويورك للتحقق من هويتها، وفى ذلك قالت لمجلة بيبول إنها كانت «مراقبة إلى حد كبير»، ولم تشارك حتى بلغت السابعة عشرة من العمر.
لأن والديها كانا قلقين بشأن مراهقة «مشاغبة» بحسب وصفها بمفردها فى المدينة، لكنها أدرجت بعض تجارب حياتها الواقعية فى تصويرها بلانكا. وكشفت رودريجز عن أنها عندما كانت تبلغ من العمر 7 سنوات، صلت لتصبح أنثى، ولكن لم يكن الأمر كذلك حتى الجامعة، إلى أن أدركت أن هناك شيئًا مفقودًا فى هويتها، حيث قررت أن تلعب دورها كامرأة متحولة جنسيًا، فى شخصية «آنجيل» بعرض«بلانكا»، وأشارت إلى أنها تمنت لو كانت شجاعة مثل «آنجيل» فى الحياة الواقعية أيضًا، وبعد فترة وجيزة من اختتام العرض، قررت رودريجز التى ظهرت لوالديها كالمخنثين فى سن المراهقة، بدء عملية الانتقال، وفى عام 2016، أخبرت ممثليها أنها لم تعد تختبر أداء أدوار الذكور، وكانوا أكبر داعمين تمامًا. وصنعت «إم جى رودريجيز» التاريخ لفوزها بجائزة أفضل ممثلة فى مسلسل تليفزيونى درامى، لتكون أول متحولة جنسيا تحظى بالجائزة.