«كورونا والإنفلونزا» يربكان السوق السياحية.. وتباين المشهد عربيًا وعالميًا

تباينت مواقف صُناع القرار فى قطاع السياحة العالمى بشأن إجراءات السفر وفتح رحلات القدوم من الخارج والسياحة المحلية، بسبب الظهور المفاجئ لمزيج بين كورونا والإنفلونزا، لا تُعرف حدوده بعد، فيما تملك الصين رؤية واضحة تجاه السياحة المحلية ودعم الرحلات، فإن الرحلات البريطانية تفتح أبوابها أمام السفر إلى إنجلترا، وتؤكد أن اختبارات الكشف عن كورونا قبل السفر إلى إنجلترا لم تعد مطلوبة، فى المقابل تقترب الإصابات فى فرنسا من نحو 335.000 حالة من الإصابات. وإقليميًا، قررت الكويت إلزام جميع المسافرين إليها بتقرير فحص كورونا، قبل القدوم إليها ب 72 ساعة، وتعليق المناسبات الاجتماعية فى الأماكن المغلقة، مؤقتًا.
وتسعى هونج كونج لتحقيق صفر إصابات بالمدينة، وقد حظرت الرحلات الجوية من 8 دول، بعد تفشى متحور أوميكرون من فيروس كورونا، الذى بدأ بإصابة طواقم جوية، وامتد إلى المدينة، التى تسعى لتطبيق استراتيجية «صفر كوفيد».
واستمرارًا لسياستها فقد حظرت هونغ كونغ هبوط طائرات قادمة من أستراليا وكندا وفرنسا والهند وباكستان والفلبين وبريطانيا والولايات المتحدة، وكذا الأشخاص، الذين أقاموا فى تلك الدول، فهم محظورون من ركوب طائرات متجهة إلى هونغ كونغ.
وعن المشهد فى بريطانيا، فعلى الرغم من تفشى حالات فيروس كورونا، فقد خففت الحكومة البريطانية قيود السفر إلى إنجلترا، وأكدت أن اختبارات ما قبل السفر لإنجلترا للكشف عن كورونا لم تعد مطلوبة.
فى الوقت ذاته، سجلت السياحة الإسبانية زيادة ب 9.9 مليون سائح من عام الأزمة، وأفاد مكتب الإحصاء الوطنى INE، فى تقرير له، بأن قطاع السياحة الإسبانى، محرك اقتصاد البلاد، أظهر علامات مؤقتة على الانتعاش فى عام 2021، مع زيادة فى عدد الزوار الأجانب والإنفاق.
واستقبلت إسبانيا 28.2 مليون سائح، منذ بداية 2021 حتى نهاية نوفمبر، بزيادة 9.9 مليون عن العام السابق، عندما دخلت البلاد فى إغلاق صارم خلال الربيع، وزاد الإنفاق السياحى، بين يناير ونوفمبر من العام الماضى، بنسبة 63.8%، إلى 31.2 مليار يورو، وفق تقرير المعهد الوطنى للإحصاء.
وفى الصين، قال رئيس أكاديمية السياحة، من المتوقع أن تصل إيرادات السياحة المحلية فى الصين إلى 3.81 تريليون يوان (598 مليار دولار أمريكى) خلال عام 2022.
ومن المتوقع تنفيذ 3.98 مليار رحلة داخلية فى عام 2022، أى 70% من مستويات عام 2019، قبل جائحة كورونا، وفق ما نقلته وكالة الأنباء الصينية شينخوا.
وكان قطاع السياحة قد حقق فى البلاد انتعاشًا متقلبًا فى عام 2021، وبلغ عدد الرحلات الداخلية فى عام 2021، وفق التقديرات 3.43 مليار رحلة، بزيادة 19% عن عام 2020. وبلغت إيرادات السياحة المحلية فى الصين فى عام 2021، 3 تريليونات يوان، بارتفاع نسبته 35% على أساس سنوى.
وبحسب الأرقام الرسمية؛ توفى 5.4 مليون شخص منذ ظهور الفيروس للمرة الأولى فى الصين، خلال ديسمبر 2019.
وباتت بريطانيا والولايات المتحدة وأستراليا، التى كانت بمنأى لفترة طويلة عن الجائحة، تسجل مستويات قياسية فى الإصابات الجديدة، هذا ويُعانى صُناع القرار من ظهور مفاجئ لمزيج بين كورونا والإنفلونزا لا تُعرف حدوده بعد. وعربيًا.. دعت الكويت رعاياها المقيمين فى فرنسا بالعودة وإلزامهم بالفحص الخاص بفيروس كورونا، وألزمت القادمين إليها بفحص كورونا، قبل الوصول ب 72 ساعة، وقررت تعليق المناسبات الاجتماعية فى الأماكن المغلقة مؤقتا لمواجهة كورونا. ودعت الكويت مواطنيها الموجودين فى ألمانيا للعودة إلى بلادهم بسبب تفشى متحور أوميكرون، بعد يوم من توجيه الدعوة للكويتيين فى بريطانيا للعودة لذات السبب. وقررت الإمارات منع مواطنيها، غير الحاصلين على لقاح كورونا، من السفر، وأعلنت وزارة الخارجية والتعاون الدولى بالإمارات، بالتنسيق مع الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث، منع السفر لجميع مواطنى دولة الإمارات، غير المطعمين بلقاح كوفيد-19، اعتبارا من 10 يناير الجارى.
تأتى تلك الخطوة تماشيا مع رؤية الدولة فى مرحلة التعافى من جائحة كوفيد-19، حفاظًا على صحة المواطنين.