■ أعتقد أن هناك دروساً مستفادة من الأحداث العنيفة التى أحاطت بلقاء مصر والجزائر كروياً.. فالأشقاء هناك أصبحوا أكثر إدراكاً للغضب المصرى.. وفى مصر أكثر من جهة بدأت تعيد حساباتها فى مواقفها، وعلى رأسها الاتحاد المصرى لكرة القدم، وأعتقد أن تلك الأحداث لن تتكرر، لأن كل طرف على الأقل سوف يحاول مسح أو إزالة ما عليه من اتهامات بكل الطرق.. الرسالة وصلت أيضاً للدول العربية، فى مصر الإعلام واتحاد اللعبة وغيرهما، أصبحوا أكثر خبرة ودراية عند التعرض لموضوع حساس.. أعتقد أن من الدروس المستفادة كيف يمكن أن تحفظ حقوقك وتدافع عن قناعاتك.. أيضاً أصبحنا أكثر إدراكاً لضرورة عدم الخلط بين الأمور الرياضية والسياسية.. وليس من اللائق أن يتم اتخاذ القرارات المهمة من أمام ميكروفونات البرامج الرياضية.. علينا أن نتعلم أيضاً كيف نوجه خطابنا إلى صحافة الخارج، ومن غير المعقول أن نتحول إلى ظواهر صوتية مزعجة.. لقد خسرنا الرأى العام لأننا أهملناه ولم نلتفت لذلك، حتى الهيئة العامة للاستعلامات وتليفزيون مصر لم ينجحا فى ذلك لغياب الحقائق!! ■ أنا سعيد بأن هذا الموقف أوضح لنا أن العقل دائماً هو الفائز.. والعواطف مهما كانت حدتها هى تعبير إنسانى مؤقت.. وأخشى أن نتحول إلى رفض صوت العقل وتشويه صاحبه. ■ بالفعل هناك أخطاء، وهناك إيجابيات، لقد أوضحت القضية أن الإعلام المصرى قوى ومزعج خاصة الإعلام الرياضى التليفزيونى، الذى نجح فى تجييش الشباب! من هنا نحن مطالبون بدراسة الظاهرة والاستفادة منها.. شباب مصر فى أشد الشوق للعمل العام عبّر هذا المكنون بتلقائية، دون دعوة من أحزاب أو قادة سياسيين.. وهذا يؤكد قناعاتى بسلامة القاعدة الشبابية فى مصر ونقائها أيضاً.. المهم أن نستكمل معها المشوار. ■ مليون شخص فى شوارع القاهرة خرجوا رافعين الأعلام.. لم يشك أحد منهم زحمة مواصلات.. الغريب أن أقسام الشرطة لم تتلق وقتها أى بلاغات تذكر.. إنها مصر والنسيج المصرى القوى. ■ زرت مركز شباب الجزيرة.. شاهدت حمام السباحة الجديد وهو يعود للحياة.. المياه داخله.. الأسوار الجميلة أقيمت.. وشاهدت الفندق.. إنجاز هذا العمل شهادة فخر لعمل د.صفى الدين خربوش.. سوف تظل الأجيال الشابة تتذكر موقفه الشجاع فى إنهاء أزمة تعطل العمل فى الفندق وحمام السباحة بمركز شباب الجزيرة أكثر من 12 عاماً.. الفائز هنا هو شباب مصر وليس خربوش.