«خديجة» تتغلب على الاضطراب وتصبح ممثلة مشهورة.. «التوحد» بطل حكاية «حلم حياتى»

حققت حلقات حكاية «حلم حياتى» من مسلسل «إلا أنا» ردود أفعال كبيرة، كونها أول عمل درامى يتناول مرض التوحد، ومتلازمة «اسبرجر» أو ما يعرف علميا باضطراب طيف التوحد، إذ انعكس على الأداء التمثيلى لبطلة الحكاية الفنانة الشابة مايان السيد، وتقمص شخصية «خديجة» صاحبة ال19 عاماً، والتى تحلم بدخول المعهد العالى للفنون المسرحية، وتتغلب على هذا الاضطراب وتصبح ممثلة مشهورة، كما يسلط المسلسل الضوء على الأسرة، وكيفية تعاملهم مع حالة «خديجة»، والدعم الذى يقدمونه لها، والمشاكل التى تواجههم أيضا لاحتواء حالتها.
وجسدت «مايان»، خلال الحلقات السابقة من الحكاية - فى أول بطولة مطلقة لها - العديد من العلامات المصاحبة للتوحد، منها تجنب التواصل البصرى مع الأشخاص، وصعوبة التعرف على الإشارات غير اللفظية، مثل تفسير تعبيرات الوجه أو لهجة الصوت، الانفعال الزائد من المزاح، التفاعل الاجتماعى على نحو غير ملائم.
من جانبه، كشف الاستشارى النفسى للمسلسل الدكتور إبراهيم مجدى حسين أن دراسة حديثة أشارت إلى أن نسبة كبيرة من البالغين ذوى الأداء العالى المصابين بالتوحد لديهم اهتمام بالعلاقات الرومانسية، وأفاد المشاركون بأن الحواجز التى تحول دون بدء العلاقات والحفاظ عليها، بدلاً من عدم الاهتمام هى التى تمنع العلاقات الرومانسية من التطور.
وأوضح «حسين»، ل«المصرى اليوم»، عن متلازمة «أسبرجر»، أنها اضطراب فى النمو، إذ يواجه الشباب المصابون بالمتلازمة وقتًا عصيبًا فيما يتعلق بالآخرين اجتماعيًا، ويمكن أن تكون أنماط سلوكهم وتفكيرهم جامدة ومتكررة، ويمكن للأطفال والمراهقين المصابين بمتلازمة أسبرجر التحدث مع الآخرين، وأن يؤدوا أداءً جيدًا إلى حد ما فى عملهم المدرسى، ومع ذلك، فإنهم يجدون صعوبة فى فهم المواقف الاجتماعية والأشكال الدقيقة للتواصل، مثل لغة الجسد والفكاهة والسخرية، وقد يفكرون أيضًا ويتحدثون كثيرًا عن موضوع أو اهتمام واحد أو يرغبون فقط فى القيام بمجموعة صغيرة من الأنشطة، ويمكن أن تصبح هذه الاهتمامات مهووسة وتتداخل مع الحياة اليومية، بدلاً من منح الطفل منفذًا اجتماعيًا أو ترفيهيًا صحيًا.
وتابع: الأولاد أكثر عرضة للإصابة من البنات بثلاث إلى أربع مرات، ويتم تشخيص معظم الحالات بين سن الخامسة والتاسعة، وبعضها يتم تشخيصه مبكرًا فى سن الثالثة.
وحول الفرق بين متلازمة أسبرجر واضطراب طيف التوحد، أوضح «حسين»: تم تغيير اسم متلازمة أسبرجر رسميًا، لكن لا يزال الكثيرون يستخدمون مصطلح متلازمة أسبرجر عند الحديث عن حالتهم، ويتم الآن تضمين أعراض متلازمة أسبرجر فى حالة تسمى اضطراب طيف التوحد «ASD»، وهو الاسم المستخدم الآن لمجموعة واسعة من الاضطرابات الشبيهة بالتوحد، وقد لا يزال بعض مقدمى الخدمة يستخدمون مصطلح متلازمة أسبرجر، لكن البعض الآخر سيقول «ASD» - بدون إعاقة ذهنية أو لغوية- فهاتان المتلازمتان تظهران بعض علامات اضطراب طيف التوحد على الأطفال فى مرحلة الطفولة المبكرة، مثل قلة الاتصال بالعين أو عدم الاستجابة لاسمهم أو عدم الاكتراث لمقدمى الرعاية، وقد ينمو أطفال آخرون بشكل طبيعى خلال الأشهر أو السنوات القليلة الأولى من عمرهم، لكنهم يصبحون فجأة انطوائيين أو عدوانيبن أو يفقدون المهارات اللغوية التى قد اكتسبوها بالفعل، وعادة ما تظهر العلامات عند عمر عامين.
وتابع: من المرجح أن يكون لكل طفل يعانى من اضطراب طيف التوحد نمط فريد من السلوك ومستوى الخطورة - من الأداء المنخفض إلى الأداء العالى، ويعانى بعض الأطفال الذين يعانون اضطراب طيف التوحد صعوبة فى التعلم، وبعضهم لديه علامات أقل من الذكاء المعتاد، ويتراوح معدل ذكاء الأطفال الآخرين الذين يعانون هذا الاضطراب من طبيعى إلى مرتفع- حيث إنهم يتعلمون بسرعة- إلا أن لديهم مشكلة فى التواصل وتطبيق ما يعرفونه فى الحياة اليومية والتكيف مع المواقف الاجتماعية.
وأضاف: يمكن فى بعض الأحيان أن تكون الشدة صعبة التحديد، بسبب المزيج الفريد للشعور بالأعراض فى كل طفل، حيث إنها تعتمد بشكل عام على مستوى حالات الضعف وكيفية تأثيرها على قدرة القيام بالوظائف.
وقال «حسين» حول تحسن حالة البطلة واتجاهها للتمثيل وتحقيق حلم حياتها: عندما يكبر الأطفال المصابون باضطراب طيف التوحد، تتحسن حالتهم ويصبحون أكثر اجتماعية ويظهرون سلوكًا اضطرابيًا أقل، ويمكن لبعض المصابين الذين يعانون أعراضا أقل شدة أن يعيشوا حياة طبيعية أو شبه طبيعية، وقد يستمر البعض فى مواجهة صعوبة فى المهارات اللغوية أو الاجتماعية، ويمكن أن تزداد المشاكل السلوكية والانفعالية سوءًا فى فترة المراهقة.