شعارها: «هخلى الورق يتكلم معاك».. «منى» تبتكر خاصية للجوابات تناسب جيل ال«سوشيال ميديا»

«الجوابات».. طريقة تواصُل ابتكرها الناس قديمًا فى عصر لم تكن فيه مراسلات عبر البريد الإلكترونى والهواتف المحمولة ومواقع التواصل الاجتماعى، كانت لهذه الأظرف الورقية قيمتها نظرًا لمكوثها عدة أيام حتى تصل إلى المرسل إليه ليعاود كتابة الرد للراسل.. كانت الكلمات مقتضبة، تحمل حكايات وتفاصيل فى طيها تمنح لقارئها مشاعر مختلطة، ولأن هنالك دومًا أفكارًا مهما مر عليها الزمن تعلو قيمتها، فكرت «منى هشام» فى إحيائها ولكن بشكل يناسب أفكار الجيل الخامس.
«بدأت أفكر فى الحاجات القديمة اللى الناس مفتقداها».. فكرة راودت عقل «منى» أثناء دراستها، وحفزها فى ذلك تمكنها من صناعة الهدايا اليدوية وتقديسها للجوابات بشكل شخصى، فعكفت مع ذاتها لتطرح أفكارا تناسب شباب جيلها المتطور، تقول: «فكرت إزاى أخلى الجواب شبه الشباب، متطور مش مجرد كلام مكتوب بخط شخص إنت بتحبه، لأ هخلى الورق يتكلم معاك».
وأضافت: «فكرت إنه يكون فى باركود وQR،، بتحط أغنية أو تسجيل صوتى بصوتك أو فيديو، وبمجرد ما يتم وضع كاميرا الموبايل عليها يتم فتحهم». فكرة مبتكرة كانت أساس أمنية صاحبة ال22 ربيعًا لتدشين مشروعها الإلكترونى والتى أطلقت عليه «Accio»، وهو عبارة عن سلسلة من الهدايا المصنعة يدويا ك«نوتة، كوفيه، عصاية سحرية»، تقول: «البداية كانت صعبة بسبب الماديات والبحث عن الخامات.. لكن زوج أختى (محمود) كان الداعم الأكبر لى، لأنه آمن بيا وقرر يمول الفكرة، ويفكر معايا ويتفق مع التجار، وينزل يسلم الأوردرات بنفسه». «البوسطجى».. كان هو الشخص المسؤول عن توصيل الجوابات إلى أصحابها، وهو ما تقوم بفعله «منى» التى تخرجت فى كلية الآداب قسم الإعلام شعبة العلاقات العامة، جامعة عين شمس، ورفضت أن تواكب تطورات العصر بأن ترسل الجوابات برفقة شركات الشحن.
تقول: «مكنتش متخيلة ردود الأفعال إن أول 100 جواب يتخطفوا بسرعة، أنا شوفت دموع الناس وهى بتقرأ وبتسمع الأغانى، كان فى مواقف مختلفة، أبرزها اعتراف بالحب لأول مرة». وأكملت: «واحدة كانت بتقول لجوزها إنها حامل.. اللى بيصالح خطيبته.. عمرى ما أنسى لما وصّلت جواب لمريضة كورونا معزولة وأصحابها قرروا يكتبوا لها ويروحوا لعندها بخط إيديهم، شوفت جمال الدنيا فى Accio». لم تخل رحلة «منى» مع «Accio» من المواقف الطريفة، حيث حكت لنا أنها كانت ستتعرض للضرب فى إحدى المرات، تقول: «فى ولد كان باعت هدية لحبيبته بعد الخطوبة، جواب على الباب، البنت مكنتش مصدقة ومامتها كانت هتضربنى عشان فكرانى بوصل جواب لحد تاني».
«اصنع سحرك الخاص بك».. كلمات قررت «منى» بمساعدة «محمود» أن تكون شعار علامتها التجارية التى تحلم بأن تنتشر فى الأسواق، تقول: «الأفكار اتطورت وكان لازم نكبر، عملنا تحديات 30 يوم رمضان بأنك تسألنا ونديلك كل يوم تحدى، مثل يوم من غير سجاير أو تنظيف البيت، و(الباكيدج السوداء) حاولنا نغير من خلاله مفهوم إن الأسود لون حزن، كان ورق النوتة أسود والقلم أبيض، وبعده شريط كاسيت بتختار 8 أغانى يتعمل بيهم شريط مخصوص بخاصية الباركود على الورق.