نظمت الأممالمتحدة، اليوم الاثنين في دولة الإمارات، حفل تكريم الفائزين بجائزة الأممالمتحدة للخدمة العامة، أرفع جائزة عالمية للإدارة الحكومية، الذي شهد الاحتفاء ب 17 مبادرة متميزة في مجالات الخدمة العامة، فازت بدورتي الجائزة لعامي 2020 و2021. ويأتي اختيار الأممالمتحدة لدولة الإمارات لتنظيم هذا الحدث الدولي المهم، ليؤكد ريادة حكومة الإمارات عالمياً، ويعكس تقدير المنظمة للمستوى المتقدم الذي حققته في مختلف المجالات، ودورها العالمي في مشاركة المعارف والخبرات وأفضل نماذج العمل الحكومي المستقبلي التي تمكنت من تطويرها على مدى 50 عاماً، ويتزامن مع احتفالات الدولة باليوبيل الذهبي لتأسيسها. حضر تكريم الفائزين محمد عبدالله القرقاوي وزير شؤون مجلس الوزراء الاماراتي، وعهود بنت خلفان الرومي وزيرة دولة للتطوير الحكومي والمستقبل، وكاثرين بولارد وكيلة أمين عام الأممالمتحدة لإدارة الاستراتيجيات والسياسات الإدارية ومسائل الامتثال، وعبدالله ناصر لوتاه مدير عام مكتب رئاسة مجلس الوزراء بوزارة شؤون مجلس الوزراء الإماراتي . وأكدت عهود بنت خلفان الرومي وزيرة دولة للتطوير الحكومي والمستقبل، في كلمة افتتاحية، أن حكومة دولة الإمارات ملتزمة بدعم التعاون وتعزيز الشراكات لتحقيق أهداف التنمية المستدامة العالمية وتحسين حياة الناس، تجسيداً لتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي «رعاه الله» في دعم الجهود الدولية وتمكين الحكومات لبناء مستقبل أفضل للبشرية. وأشارت عهود الرومي إلى أن الجاهزية للمستقبل تمثل ضرورة حتمية للحكومات الساعية لبناء مستقبل أفضل لشعوبها، وأن التحديات والفرص التي تواجهها الحكومات اليوم، تختلف عن ما كانت تواجهه خلال السنوات الماضية، مؤكدة أن جائحة فيروس كورونا المستجد «كوفيد –19»، غيرت الكثير من المفاهيم وحددت الكثير من التوجهات المستقبلية. وقالت وزيرة دولة للتطوير الحكومي والمستقبل إن تكريم موظفي الخدمة العامة يمثل احتفاء بنماذج حكومية متميزة يجمعها شغف النهوض بالمجتمعات ويوحّدها العمل لتجسيد الروح الحقيقية للخدمة العامة، والشغف والعطاء والإبداع لإحداث أثر إيجابي في حياة الناس. وأكدت أن تنظيم حفل توزيع جوائز الأممالمتحدة للخدمة العامة في دولة الإمارات يأتي في توقيت استثنائي، ويتزامن مع الاحتفال بالذكرى الخمسين لتأسيس دولة الإمارات، التي قامت على رؤية مستقبلية لا تعترف بالمستحيل أرسى ركائزها الآباء المؤسسون، لتصبح اليوم نموذجاً عالمياً للإنجاز وتمكين الإنسان وصناعة المستقبل، كما يتزامن هذا الحدث مع احتضان دولة الإمارات للعالم في إكسبو 2020 بمشاركة 192 دولة، مشيرة إلى أن هذا الحدث يترجم مسيرة نصف قرن من العلاقات البناءة بين دولة الإماراتوالأممالمتحدة، وشراكتهما الفاعلة في مختلف المجالات. وقالت إن الظروف الاستثنائية للجائحة أكدت الدور المحوري للحكومات على مستوى العالم، حيث أنفقت الحكومات أكثر من 17 تريليون دولار لإدارة الجائحة، وارتفع مستوى الثقة بالحكومات بمعدل 11%، لتكون أكثر الجهات موثوقية للمرة الأولى منذ 20 عاماً فمن خلال المرونة التي عمل بها موظف الخدمة العامة في حماية الأرواح، وتأمين سبل العيش، وضمان استمرارية تقديم الخدمات أثبتوا قدرتهم العالية على التكيف والابتكار والنجاح في تقديم نموذج مشرف. وأشارت إلى أن الإمارات تستعد اليوم للانطلاق نحو مرحلة جديدة من الطموح والإنجازات وفق عشرة مبادئ رئيسية ترسم ملامح مستقبل دولة الإمارات للخمسين سنة المقبلة، ترتكز على بناء المهارات ورأس المال البشري، واستقطاب أفضل المواهب العالمية وبناء نموذج اقتصادي ديناميكي متطور ومرن لمجتمع أكثر ازدهاراً والمشاركة بفعالية في جهود الخير والسلام والتنمية في العالم. وأشارت إلى أن الحكومات أمام فرصة تاريخية لإعادة ابتكار نماذج عملها، لتحقيق قفزات نوعية بمختلف مستويات التنمية، مؤكدة أن مستقبل العمل الحكومي سيقوم على أنظمة جديدة ومهارات وامكانيات ومواهب جديدة تتطلب عقلية مختلفة والاستثمار في بناء مهارات التحول السريع وقدرات التجدد والتغيير والمرونة والمهارات الرقمية، وترسيخ ثقافة العمل المبني على الابتكار والإبداع. وقالت إن الفائزين في جائزة الأممالمتحدة للإدارة العامة في السنوات القادمة سيكونون الجهات والأفراد المبتكرين الذين سيتعاملون مع هذا الواقع الجديد بآليات عمل مختلفة ونماذج مبتكرة، وباركت للفائزين ودعتهم إلى مزيد من العمل والتفاني في تحسين حياة شعوبهم. من جهتها، قالت كاثرين بولارد في كلمتها الافتتاحية، إن العالم يحتاج إلى تعزيز الاستثمار في الخدمات العامة وجعلها أولوية عبر تطوير رأس المال البشري الحكومي القادر على تقديمها بكفاءة وفاعلية، مؤكدة ضرورة تعزيز العمل المشترك بين الحكومات والمؤسسات في مختلف دول العالم، لضمان استمرارية الخدمة في مختلف الظروف والتحديات التي يواجهها العالم لبناء مستقبل أفضل. وأضافت بولارد أن حكومة دولة الإمارات أظهرت تميزاً استثنائياً خلال السنوات الماضية، من خلال تعزيز نموذج عملها العالمي، ومشاركة المبادرات الابتكارية التي أطلقتها، ومنهجية عملها غير التقليدية عبر توقيع شراكات استراتيجية مع مختلف حكومات العالم، على المستويين الإقليمي والعالمي، وتعزيز الشراكة مع مؤسسات القطاع الخاص المحلية والعالمية، وأظهرت التزاماً نوعياً بتعزيز الابتكار والمعرفة، وتطوير مبادرات استشراف المستقبل والخطط الاستراتيجية من خلال تنظيم القمة العالمية للحكومات، الحدث السنوي الذي يركز على صناعة حكومات المستقبل. وأكدت أهمية الاحتفاء بالمبادرات والمؤسسات المتميزة التي تمكنت من تبني إجراءات متطورة عززت نموذج عملها ورفعت مستويات كفاءتها وفاعليتها، وعززت شفافيتها في تقديم الخدمات، من خلال تعزيز التحول الرقمي في بناء حكومة رقمية متكاملة تقدم تجربة متكاملة للأفراد وخدمات شاملة من خلال إطلاق نهج شامل للمجتمع، الذي بدوره يطلق نهجاً شاملاً للبشرية.