ولى العهد البريطانى يزور «التحرير».. ويشيد بالتنمية فى مصر

زار ولى العهد البريطانى، الأمير تشارلز، المبنى اليونانى فى التحرير، وكانت فى استقباله الدكتورة ياسمين فؤاد، وزيرة البيئة، وأشاد بالتقدم الذى تشهده مصر فى مشروعات الشباب الخضراء، مؤكدًا أهمية دور القطاع الخاص فى المشروعات البيئية، وبالتنمية التى تشهدها مصر حاليًا فى جميع القطاعات.
واستمع الأمير تشارلز إلى الأفكار المبتكرة للشباب المصرى، خاصة السيدات فى فعالية «مبادرة الأسواق المستدامة»، إذ قدم الشباب مشروعات مبتكرة تساعد فى توفير حلول لمختلف التحديات فى المجتمع.
وشاركت وزيرة البيئة، رفقة الأمير تشارلز، فى الجلسة الخاصة برجال الأعمال، بحضور ممثلى شركة فودافون، وبنك HSBC، وبنك CIb، وشركة «كرم سولار»، وتضمنت المناقشات الآلية التى تتبعها الدولة لإتاحة المجال للبنوك والقطاع الخاص للاستثمار فى المشروعات الخضراء، والفرص المتاحة للاستثمارات الخضراء فى مصر، خاصة التى تهدف للتصدى لتغير المناخ، وأكد المشاركون على توفير مناخ أكثر دعمًا للاستثمارات من خلال اللوائح والتشريعات، مثل مجالات الطاقة الجديدة والمتجددة.
وأشارت «فؤاد» إلى مشروع وحدات البيوجاز ضمن مبادرة «حياة كريمة»، والتى تنفذها شركات ناشئة من الشباب، لافتة إلى إمكانية تنفيذ تلك الاستثمارات الخضراء فى مجالات أخرى بجانب مجال الطاقة، مثل الزارعة والمياه والنقل.
واستفسر الأمير تشارلز عن مدى استعداد القطاعين المصرفى والخاص، فى دعم الحكومة المصرية فى استضافة مؤتمر تغير المناخ «cop 27»، وشدد ممثلو القطاعين على دعم مصر لإنجاح هذا الحدث العالمى، وتقديم أفكار مبتكرة وجديدة لدعم المؤتمر، وأشار ممثل فودافون إلى التعاون مع «البيئة» فى المبادرة الرئاسية «اتحضر للأخضر»، لرفع الوعى البيئى، وإطلاق أول مبادرة لجمع المخلفات الإلكترونية من خلال تطبيق إلكترونى تديره مجموعة من الشباب، وجار العمل على إنتاج أول شريحة جوال معاد تدويرها، مؤكدًا إطلاق الحكومة الفرصة للقطاع الخاص لتنفيذ أفكاره بالشراكة ببن القطاعين الخاص والعام.
واستعرضت وزيرة البيئة تجربة مصر فى التحول الأخضر بدعم من الرئيس عبدالفتاح السيسى، من منطلق إيمانه بأن دمج البعد البيئى فى القطاعات التنموية المختلفة، أصبح ضرورة حيوية لضمان استدامة كافة الاستثمارات فى مصر، والحفاظ على الموارد الطبيعية للأجيال المقبلة.
وتناولت الوزيرة خلال الجلسة، ما قامت به مصر من التعديل فى السياسات واللوائح والقوانين ووجود مناخ داعم للانتقال والتحول للاقتصاد الأخضر، مشيرة إلى معايير الاستدامة البيئية وتضمينها فى موازنة الدولة، وتم وضع هدف طموح بأن تكون 50% من مشروعات الدولة خضراء بحلول عام 2024، و100% بحلول عام 2030، كما تم إطلاق السندات الخضراء والتى ركزت على مشروعات التصدى لآثار تغير المناخ، مثل مشروعات النقل والصرف الصحى.
ولفتت إلى قانون تنظيم إدارة المخلفات، والذى تبنى فلسفته على مفهوم الاقتصاد الدوار، ومن خلاله تم استصدار أول تعريفة لتحويل المخلفات إلى طاقة ب140 قرشا للكيلو وات، وتقدم عدد كبير من الشركات الوطنية والأجنبية للاستثمار فى هذا المجال فى عدد من المحافظات، منوهة بالاستراتيجية التى تعمل عليها مصر حاليًا لاستخدام الهيدروجين الأخضر، وتبذل قصارى جهودها للبدء فى أول المشروعات فى هذا المجال من خلال وزارة الكهرباء والطاقة.
وتابعت: أنه فيما يتعلق بقطاع الصناعة فإنه يتم إتاحة حزم استثمارية لهذا القطاع لتحقيق التوافق البيئى، جزء من هذه الحزم يقدم منح والجزء الآخر يقدم فى صورة قرض، آملة أن يتحول هذا القطاع إلى صناعة خضراء قريبًا من خلال استخدامات كفاءة الطاقة، والطاقة الجديدة والمتجددة.
وأوضحت وزيرة البيئة أنه فيما يتعلق بالتحضير لمؤتمر تغير المناخ المقبل «cop 27»، تم إصدار قرارين خلال قمة التغير المناخى «cop 26» خاصين بتمويل عمليات المناخ، يشمل القرار الأول إعداد ورقة فنية على تمويل المناخ والآليات المبتكرة فى تمويل المناخ فى قطاعات مختلفة بالتركيز على التكيف ويتم إعدادها من خلال عقد اجتماعات على مستوى الخبراء خلال منتصف العام المقبل، كما يتضمن القرار الثانى تنظيم حوار وزارى على أعلى مستوى بناءً على نتائج الورقة الفنية للدعم السياسى لموضوعات تمويل المناخ والآليات المبتكرة والتى تتضمن مشاركة القطاع الخاص والقطاع المصرفى وتمويله للمشروعات الصغيرة والمتوسطة، والمنح التى من الممكن إطلاقها، وآليات دعم الابتكارات الخاصة بالشباب للتصدى لآثار تغير المناخ.
وأشارت إلى منتدى الشباب الوطنى الذى دعا إليه الرئيس عبدالفتاح السيسى، ومنتدى شباب العالم، والذى ستتم استضافته خلال يناير من العام المقبل، والذى مكن الشباب فى مصر أن يعرض أفكاره المبتكرة لمواجهة التحديات التى تواجه المجتمع المصرى، فقد تم عرض تلك الأفكار على ولى العهد البريطانى، بعد تحويلها إلى مشروعات واقعية وفعلية تدر دخلا ماديا على هؤلاء الشباب.
ولفتت إلى التركيز على كون هذه المشروعات ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالتخفيف من آثار تغير المناخ، وكذلك التكيف معه، بحيث يكون لدينا مشروعات صغيرة ومتوسطة على غرار المشروع الذى نفذته وزارة البيئة لدعم وحدات البيوجاز، والذى تم تضمينه بمبادرة «حياة كريمة»، ويهدف لتوفير الطاقات الجديدة والمتجددة من خلال إعادة تدوير المخلفات الزراعية ومخلفات الحيوان.
وأشاد الأمير تشارلز بالتقدم الذى تشهده مصر فى المجالات كافة، وبمشروعات الشباب الخضراء، مؤكدًا أهمية دور القطاع الخاص فى المشروعات البيئية، وبالتنمية التى تشهدها مصر حاليًا فى جميع القطاعات.