حين أعلن مصطفى كمال أتاتورك عن قيام جمهورية تركية قومية على غرار النمط الأوروبى المدنى الحديث نظر إليه الإسلاميون باعتباره خائناً للإسلام بسبب إعلانه إلغاء الخلافة الإسلامية في الثالث من مارس عام 1924، ولإلغائه الإسلام في التشريع، فيما اعتبره أنصار الفكر العلمانى واحداً من أهم رموز التقدم والإصلاح في التاريخ التركى. وتقول سيرته إنه ولد في الثانى عشر من مارس عام 1881م، في مدينة سلانيك اليونانية، في زمن تبعيتها للدولة العثمانية، واسمه الأصلى (مصطفى على رضا)، والتحق في طفولته بمدرسة دينية، ثم تحول إلى الدراسة الحديثة التقليدية، ثم التحق بالمدرسة العسكرية العليا، وفى هذه الفترة اكتسب اسمه المركب «مصطفى كمال» لتفوقه، وقد أخذ عن أمه «زبيدة» عدم اعترافها بالأكراد، ويعتبر هو مؤسس هذه المشكلة، ولقد تخرج في المدرسة العسكرية عام 1905م، وتم إرساله لدمشق وهناك أسس مع أصدقائه خلية سرية كان اسمها «الوطن والحرية لمحاربة استبداد السلطان»، وقد حصل مصطفى كمال أتاتورك على الكثيرمن التقديرات والترقيات لتميزه، وبعد خوضه معركة الدردنيل عام 1915م أصبح بطلاً قومياً، فقد حقق انتصارات متتالية ورقى إلى جنرال عام،وفى مايو 1919م نزل في ميناء البحر الأسود لبدء حرب الاستقلال وقاد قاعدة الجهاد الوطنى،وفى إبريل1920تأسس مجلس الأمة وانتخب لرئاسته، وفى 1922وبعد انتصارات حققها على عدة جبهات ضدمعارضيه والجيوش الغازية رقى إلى رئيس أركان، وفى 1923 وقعت الحكومة الوطنية معاهدة لوزان مع بريطانيا وفرنسا واليونان وإيطاليا، وفى العام ذاته أصبح- وبالإجماع- رئيساً لتركيا الحديثة، و«زى النهارده» في 10 نوفمبر 1938 توفى بعد رحلة مع المرض.